الإستدراج
معنى الإستدراج
الاستدراج أو الإملاء أو الإمهال، هو سنة من السنن الإلهية، ويقصد به أنَّ الله لا يتعجل بالعذاب على المكذبين، بل يتركهم يغترون بإحسانه ونعمه الظاهرة ، فينسون الاستغفار ويتمادون في معصيته، وبالتالي يكون عذابهم أشد .
علامات الإستدراج
من علاماته الغفلة عن الاستغفار
نقل الكليني في الكافي عن الإمام الصادق:
إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنَقِمَةٍ وَيُذَكِّرُهُ الِاسْتِغْفَارَ ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً ، فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنِعْمَةٍ ؛ لِيُنْسِيَهُ الِاسْتِغْفَارَ وَيَتَمَادَى بِهَا .
وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ- ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ﴾ أي سنستدرجهم بِالنِّعَمِ عِنْدَ الْمَعَاصِي.
من علاماته ترك الحمد و الشكر
ورد في حديث آخر عن الإمام الصادق أن النعم إذا لم يصحبها الشكر كانت من الاستدراج، فقد قال الراوي: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالًا فَرَزَقَنِي وَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً فَرَزَقَنِي وَلَداً وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَرْزُقَنِي دَاراً فَرَزَقَنِي ، وَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَالَ أَمَا وَاللهِ مَعَ الْحَمْدِ فَلَا. ( أي إذا كنت تحمد الله على هذه النعم فليس من الإستدراج )
من علاماته صرف النعم في الطرق غير المشروعة
قال مرتضى مطهري: إن الاستدراج بالنعم لا يتحقق إلا إذا صرفها صاحبها في الطرق غير المشروعة أو أسرف في صرفها، أو اغترّ بها.
روايات تحذر من الإستدراج
- روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الاستدراج فقال : (هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عندها النعم فيلهيه عن الاستغفار فهو مستدرج من حيث لا يعلم ).
- وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال ( أنه من وسع له في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أَمن مخوفاً )
- عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال : ( الاستدراج من الله سبحانه لعبده أن يسبغ عليه النعم ويسلبه الشكر ) .
————————-
راجع المصادر الآتية :
1- معنى الإستدراج – مركز الإشعاع الإسلامي .(موقع إلكتروني )
2- التفسير الأمثل – ج 5 – الصفحة 311 .
3- ميزان الحكمة – ج 4 – الصفحة 3315
4- موضوع النظام الجزائي ضرورة اسلامية -محمد مهدي الآصفي .