مختارات في شهر رمضان -الصحابي عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري

الصحابي عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري

الاستاذ حسن المطوع
الاستاذ حسن المطوع

عبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصاري الخزرجي، رجل صحابي شهد الغدير ومن رواة حديثه، كما أنّه كان من أصحاب الإمام علي (عليه السلام) ، ومن جملة الشهود الذين قاموا تأييداً لولاية الإمام علي (عليه السلام) في يوم رحبة. استشهد يوم عاشوراء مع الحسين (عليه السلام) .
إذن كان عبد الرحمن صحابيا قد أدرك النبي (صلى الله عليه و آله)، وهو من ضمن الذين شهدوا واقعة الغدير، ومن رواة حديث الغدير، ومن مخلصي أصحاب الإمام علي (عليه السلام) .
ورد في الأخبار أن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو الذي علّم عبد الرحمن القرآن وربّاه.
حيث ورد أن الإمام علي (عليه السلام) ناشد الناس في يوم الرحبة في الكوفة وقال : من سمع النبي (صلى الله عليه و آله) قال يوم غدير خمّ ما قال إلاّ قام، ولا يقوم إلاّ من سمع رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول، فقام بضعة عشر رجلاً ( وقيل قام ثلاثون صحابيا ) فيهم أبو أيّوب الأنصاري، وأبو عمرة ابن عمرو بن محصن، وأبو زينب، وسهل بن حنيف، وخزيمة بن ثابت، وعبد الله بن ثابت، وحبشي بن جنادة السلولي، وعبيد بن عازب، والنعمان بن عجلان الأنصاري، وثابت بن وديعة الأنصاري، وأبو فضالة الأنصاري، وعبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصاري، فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول : “ألا إنّ الله عزّ وجلّ وليّي وأنا وليّ المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وأحبّ من أحبّه وابغض من أبغضه وأعن من أعانه”.
كما أنَّ عبد الرحمن كان حاضرا في واقعة الطف ناصرًا للإمام الحسين عليه السلام حيث كان برير بن خضير في يوم التاسع من المحرم يهازله ويضاحكه، فقال عبد الرحمن :
دعنا، فو الله ما هذه بساعة باطل! فقال برير :
والله لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل شابّا ولا كهلا، ولكنّي والله لمستبشر بما نحن لاقون، والله إنّ بيننا وبين الحور العين إلاّ أن نحمل على هؤلاء فيميلون علينا بأسيافهم، ولوددت أن مالوا بها الساعة. ( 1 )

◼️ وصدق الشاعر السيد رضا الموسوي الهندي عندما قال وهو يصف أنصار الحسين عليه السلام وشجاعتهم ، وكانوا يأنسون بلقاء الموت دون الحسين عليه السلام

  فَهُم قد اشتروا نصرة الحسين (عليه السلام) بنفوسهم وتقديم أرواحهم فداءً إليه فيقول :
*بأبي من شروا لقاء حسينٍ *
بفراق النفوس والأرواح

  فهم قد وقفوا يحفظون الإمام الحسين (عليه السلام) لكي لا تصيبه النبال والسهام والسيوف ، فوقفوا سدًّا قويا منيعًا وقفة الأشباح ، ومعلوم بأن الأشباح لا تتحرك ولا تهتم بما يصيبها فيقول الشاعر :

وقفوا يدرؤًن سمر العوالي
 والنُبْل عنه وقفة الأشباحِ 

 

  وهم قدحفظوا الإمام الحسين وقدموا نحورهم البيضاء لكي لا تصيبه بيض الظبى ، وهي السيوف اللامعة شديدة الحِدَّة ، كما حفظوه على ألا تصيبه النبال والسهام الخارقة بوجوههم الصبيحة الجميلة فيقول :

فوقوهُ بيضَ الظبا بالنحور البِيضِ
والنُبل بالوجوه الصِّباحِ

 

  وهم اعتبروا أن الموت دون إمامهم الحسين (عليه السلام) ,بأنهم قد أدركوا أكبر عيدٍ لهم في حياتهم فأخذوا يتسابقون إلى الموت دون الحسين باشتياق قلَّ نظيره ، فقدموا أرواحهم أضاحي دون إمامهم فيقول الشاعر :

 أدركوا بالحسين أكبر عيدٍ 
فغدوا في منَِى الطفوفِ أضاحِي

 

  لكن في موقفٍ عميق الحزن صار إمامُهم من بعدهم وحيدا فريدًا متحيرا محاصَرا بأهله وأطفاله ونسائه وقد فتَّتَ قلبه العطش والظمأ والجوع ، فصارت عيناه وكأنه لا يرى إلا الضباب والدخان ، وصارت شفتاه ذابلتان ، ولسانه يابسا وأخذا يقاتل ، *فأمضَّه التعب والنصب وأجهده ثقل السلام وأثَّرت حرارة الشمس عليه ، فوقف يستريح قليلًا ، لكن السهم المثلث لم يمهله فوقع في عمق قلبه فمزّقَ َأحشاءه تمزيقًا وفي هذا المعنى يقول الشاعر :

ثم لما نال الظما منه والشمسُ
ونزف الدما وثقل السلاحِ
 وقف الطرف يستريح قليلا 
 فرماه القضا بسهم متاحِ 

 

فهنيئا لهم هذا الشراء وهذا الفداء رضوان الله عليهم .
والسلام عليكَ ياسيدي ويا مولاي يأبا عبدالله الحسين ورحمة الله وبركاته .
رزقنا الله في الدنيا في الدنيا زيارتكم ، و في الآخرة شفاعتكم .
——————
( 1 ) الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت .

شارك برأيك: