ھل للفن ضرورة؟
ھل للفن ضرورة؟
عبر “جان كوكتو “
وقال: ( الشعر ضرورة.. وآه لو اعرف لماذا؟ )
بھذه العبارة لخص حیرتھ عن الفن ودوره في العالم البرجوازي المعاصر، ولكن ھناك رأیًا اخر عبر عنھ المصور “موندریان” وھو رسامھولندي اشتھر برسومھ التجریدیة ذات الاشكال الھندسیة، فانھ یرى ان الفن یمكن ان یختفي وان الواقع سوف یحل بالتدریج محل الفن،اذ لم یكن الفن في جوھره إلا تعویضا عن انعدام التوازن في الواقع الراھن فقد قال: “ ان الفن سیختفي عندما تصل الحیاة الى درجةاعلى من التوازن”.
یفھم من ھذا ان الفن بدیلا للحیاة، فھو التوازن بین الانسان والعالم الذي یعیش فیھ، وھو اعتراف جزئي بطبیعة الفن وضرورتھ، فأما ھذاالتوازن الدائم بینھ وبین عالمھ امر مستبعد حتى في ارقى اشكل المجتمع، لذلك نقول من خلال ما سبق ان الفن سیكون ضرورة فيالمستقبل كما كان في الماضي.
وفي ھذا القرن الجدید نسال ذات السؤال: ھل الفن مجرد بدیل للحیاة؟ ألا یعبر عن عمق العلاقة بین الانسان وعالمھ؟ وھل یمكن ان نلخصوظیفتھ في عبارة واحدة؟ وھل یشبع مجموعة واسعة ومتنوعة من حاجات الانسان في داخلھ؟ وھل نشأت وظائف جدیدة للفن؟
لنتأمل حولنا، ونرى الواقع، الانسان یقرا الكتب، ویسمع الموسیقى، ویشھد المسرح، ویرتاد السینما، لماذا؟؟؟علامة استفھام كبیرة جدا.
لماذا یخیل الینا ان ھذا ) اللاواقع( انما ھو واقع مركز؟
وما ھذه المتعة المبھمة الغریبة التي تعترینا؟ فإذا قلنا انھ فرار من الواقع الى واقع غني، فإننا نرید ان نكتسب خبرة دون ان نتعرضلمخاطرھا، فعندئذ نثیر سؤال آخر: لماذا لا یكفینا وجودنا؟ ما مصدر ھذه الرغبة الجامحة في تحقیق حیاتنا التي لم تتحقق من خلالالشخصیات الاخرى؟
من الواضح جدا ان الانسان یطمح ان یكون اكثر من مجرد كیانھ الفردي، فھو یرید ان یكون اكثر اكتمالا لا شخصا منفردا منعزلا بذاتھ،فھو یسعى جاھدا الى عالم اكثر عدلا واقرب الى العقل والمنطق، فھو یرید ان یتحدث عن شي اكثر من مجرد ) أنا ( فھو یرید ان یحويالعالم المحیط بھ ویجعلھ ملك یده.
إذن، فالفن اداة سحریة للسیطرة على دنیا واقعیة لكنھا لا تزال مجھولة، ووظیفتھ دائما
ان یحرك الانسان في مجموعھ من اتحاد الانا بحیاة الآخرین، فھو لازم لھ بسبب السحر الكامن فیھ.
خلیل حبیب علي