يحقُّ له للشاعر سلمان عبدالحسين

يحقُّ له

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

كأني هنا قلبُ الحسين
وقد دعا إلى الأم ليلى
باشري الآن بالدعا

مخافاً على ابْنٍ شبه جدَّيه
خلتني أنا الخوف
في أشلاء جسمي توزَّعا

وما كنت أدري
قلبها أم فؤادُهُ
من الهجس
من ذا فوق هذا تروَّعا؟!

شبيه إلى جديه أي قمر الضيا
وناسخ شمساً
ثاني اثنين مطلعا

فأصبح ذا النورين لا النورِ واحداً
وأصبح ذا الحدين في الحرب مرجعا

فتى ذا
فقاريُّ الملامحِ
أي غدا بحديِّه والشبهين
حسنا وبضِّعا

وربَّ قتال والجمالُ بحذوه
بالاثنين قتَّالين
أنجز مصرعا

يحق إلى مثل الحسين أبا
بأن يَرُوعَ
ويبقى هائجا ومصدَّعا

وألا يُرى في مصرع بوقاره
فذا مصرع الجدين قد قتلا معا

عليٌّ
ويا لي من جراح كثيرة
بإسم عليٍّ
لا أحدِّد موقعا

ولكن إذا حدَّدتُ أقسى جراحِهِ
ففي الأكبر الموسوم حُدِّدْنَ موضعا

وزدها جراحا أحمدا وهو دامع
من السبط نحرا للشبيه مقطَّعا

إذا هنتُ من كثر الجراحاتِ
لم تهنْ علي جفون المصطفى
غمنَ مدمعا

كأنْ أسدل الطف الرواية
بعدما بكاها بأقساها
أذى وتوقُّعا

ولكنَّ أطوار التوقُّعِ أصبحت
بنا خارج الأقواسِ
والسبط فُزِّعا

دنا
شاء قاب الجسم
أي جسم أكبر
ليبدأ لثم الجد في الإبن مشرعا

وذا الجسم من خلد الإله منابتا
ومن شجر سدر بها قد تفرَّعا

وقد نزعوا من سدرها كلَّ شوكها
ضمانا لها في ملمس قد تضوَّعا

ضمانا لشمٍّ العطر من بعد قبلة
لقلب مريد في التعشق أبدعا

ولكن بديل الشوك في السدر
أنبتوا الشبيه سهام الغدر
أي صار منزعا

ليفقد فيه السبط موظئ لثمه
وقاب دنوٍّ من فتاه مودِّعا

أليس له من بعدها
أن يَروعَ في فتاه
ويدعو ناقما متفجِّعا؟!

أظنُّ له من كلُّ ذاك
أشدُّه نكالا
ولا يخفيه في القوم برقعا

فقد أشهروا حقد السيوف
ليقتلوا علياًّ وطه في الشبيه
تطبُّعا

فلا ليس يجدي بعدها
في دعائه عليهم صريحا
أن يعيش التقنُّعا

نعم .. قد دعا الرحمن
تشتيت أمرهم
فذا أمرهم
حربا على السبط أجمعا

ونادى إله الكون
لا ترض عنهم الولاة
لكي لا يجعلوا الحرب مطمعا

وذا حقه
ذا حقه
بل أقلُّه من الحقِّ
يكفي
كان قبلاً مشفَّعا

وحال جميع الأنبياء وقومهم
دعاء بخسف والعذاب مشنَّعا

ولو كنت في قلب الحسين وروحه
وعينيه
إذ تحدو الأحبة مصرعا

لقلت لكفٍّ
قبل خاضفة لهم جناحا
ألا فلتجعلي الخسف أسرعا

دعاؤك رفعا
فيه يسقط قاتل
تحامى بسيف
قد رأى فيه أمنعا

وترتفع الأجساد عن مصرع لها
يليق بها ترقى السنامات أرفعا

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: