باب ثامنُ للشاعر سلمان عبدالحسين سلمان

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

 

باب ثامنُ

الله أكبر
ثَمَّ نحر بائنُ
والطول فيه إذا استطال مآذنُ

في الوسط منه
القول حيَّ الصلاة
على الجهادِ
ولا رضيع آمنُ

الله أكبر
ثم نور الله في النحر الصغير
أقول: ربٌّ كامنُ

والبرق فيه
وكان يعلن عن ظما
لكن
فما غيم لريٍّ ضامنُ

عطش كبير في شفاه الطفل
طيف الماء يبردُ
وهو صيف ساخنُ

الله أكبر
إذ كبير كالأب المفجوع
لا دمع
أساه مداخنُ

جفَّتْ به حتى الدموع
بعيد منع الماء
في سقي الرضيع يراهنُ

يسقى؟!
بلى .. كلا
فهل يسقى؟!
يردُّ عليه سهم طاش
سهمٌ ماجنُ

سهم بحجم غواية القوم الألى
ما قام يرمي
فهو ليس يعاينُ

هو قال
شكُّ النور في النحر الصغير رسالتي
أما ظماه فطاعنُ

في عمر من حقدوا على طه ببدر الانتصار
ولا تموت ضغائنُ

اليوم تهزم بدرهم
في منحر الطفل الرضيع
وذا انتصار راهنُ

والحال
بدر النحر تهزم
ما استجدَّ قديمه غياّ
وكلٌّ لاحنُ

السهم أخطأ
لو أصاب النحرَ
مهتاجاً يُراعُ
وثم نحرٌ ساكنُ

ورضعينا
بلغ الظما في منتهاهُ
السهمَ شاطئ
ما إليه مواطنُ

أي ليس يبلغ
غبَّ بحر النحر
من دون الفنارِ
وفيه تيه داكنُ

صوِّبْ مكان النور
يخرجُ منحري الفجر الجديد
تسير منه سفائنُ

وعباب ما سفكوه من نحري دما
أجرى السفائن
وهو هدي وازنُ

لولاه
ما طاشت سهام القوم
طشنا بعدها
إذ تستثار بواطنُ

وبواطن الأحقاد
من سنخ السهام تطيش
مطلقها إليها ساجنُ

أما النحور البيض
مطلقة الضياء
وسهمهم لو شكَّها
فملاينُ

يدري
يشكُّ النحر
يصبح زهرة جورية حمراء
وهو الداهنُ

من صبغة الله التي لا تنتهي
لا حين تطعن فالعدو تداهنُ

مثل الرضيع
كمثل حيدر في الورى
شمس الوضوح
ومنه يكشف خائنُ

وبريق منحره اشتداداً
صعبهُ
كبريق سيف أبي ترابٍ فاتنُ

الدين يبقى فيه
أي لن يطفئوا
ويموت من بعد الطعان الكاهنُ

حال الرضيع
ثباته وهي الظميُّ
أبٌ لكوثره المعطشِّ خازنُ

يروي بوقت يشاء
لكن المهم وقوفه المعتدَّ
عرشاً سادنُ

وإلى الطفوف كسيرة هو جبرها
أي غير منكسر
وما هو واهنُ

الله أكبر
والظما هو ذاته الريُّ المكوثر
والفداء تزامنُ

تظما
فتروى بعدها
تقف الثبات
الفرش حيث المستراح جنائنُ

تبيضُّ نحرا
بعدها يحمرُّ ذات النحر
أي للعطر فيك حواضنُ

والضوء
ساحة قدس ربك منحرا
كمعرِّفٍ للكفر أو من آمنوا

أي أقدس الأقداس
نحرك يا رضيع
لمدخل الجناتِ
باب ثامنُ

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: