سلَّة الدمع للشاعر سلمان عبدالحسين سلمان

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

سلَّة الدمع

لا سلَّة للسيف
لكنْ
سلَّةٌ للدمع
إن الدمع سيف قاطعُ

لا حرب مشعلة
ولكن حيث موضعة السجود
لنا الصلاة مصارعُ

لا يسمع الناس الصليل
من انجذاب
جذبة الأرواح من هو خاشعُ

قتل الحسين
وكان قتلا سكرة في القوم
بعد القتل
كلٌّ فازعُ

قتلوه مثلى
ليس قتل الاعتيادِ
كضربة بالسيف حين يقارعُ

القتل هذا
كان قتل الاحتواش
وكان أن مات الضمير الوازعُ

فوضى النوازع
حين تشهر سلَّة الأحقاد
لا تهتفْ
تسودُ نوازعُ

هي غفلة لا وعي فيها
والمصارع – وهي تُشهَدُ –
فالحجاب الخادعُ

لابد يخدر مصرع
حتى يفكِّر قاتلٌ
وتلوحُ منه فواجعُ

يا للفجيعة
ليس في وقت الفجيعة
وقتها
كل الدموع موانعُ

وقت الفجيعة
شهوة القتل التي قد سيطرتْ
منها يزيد الدافعُ

وقت الفجيعة
كل سيف قاتلٍ
قال الحصاد
وقال إنِّي الزارعُ

بعد الفجيعة
دمعة السجاد زاجرة
وتلقف للسيوف
تقارعُ

الوعي
قد قتل الحسين
الوعي
قالوا الصدر رضَّ شوارعُ

الوعي
يقطع رأسه بالسيف
ذات الوعي
لا سيفٌ لرأس قاطعُ

الوعي
يرفع رأسه فوق القنا
الوعي
إنَّ الله رأسا رافعُ

الوعي
والسجاد أكبر من وعى
قال السيوف المشهرات براقعُ

اليوم أفضحها بأكبر ندبة
لا تسكتين
ولا تموت مواجعُ

اليوم جدي المصطفى
عن لثم نحر أبي يقول:
فما مباسي نافعُ

ما دام موضع لثمتي
وضعوا السيوف
فما لدين أرتضيه مواضعُ

الدين
ما قد زوَّروه
وموضع النحر المباس
هنا يزوِّرُ واضعُ

وضع الحسام لقطع نحر السبط
أي مزق الكتاب هنا
وغاب الراقعُ

فانهض أي سجاد
ليس نهوض محترب
فما ساح المعارك طالعُ

لك طالع في الدمع يشرقُ
يا شروق الليل دمعا
والدموع شوافعُ

والناس في حلك الليالي
ختلة
وهوية منزوعة
ومطامعُ

لابد دمعك
سوف يسقط للمطامع
والشموس من الدموع سواطعُ

والختل
سيف باهت لما أضاء الدمع
قبلا
قيل: سيف لامعُ

لابد تنتزع الحقوق رسالة
لأبيك راسل قبل عقل خاضعُ

وحقوقكم يا سيدي تأبى الخضوع
ولا يقاربها الدعيُّ الخانعُ

قل سيدي
قتلوا أبي المغدور عطشانا
ودمعك كوثري ضارعُ

ومن الضراعة
قد سقى ماضي الظما
ومن السقاية بالدوام مضارعُ

أي أن كوثر من سقوا من قبلكم
ما زال ممتدا
إليك يشايعُ

أي أن هدي محمد
بروائه الشافي
هو الباقي لنا
والجامعُ

رغم المقاتل
والمصارع تشبه الإفناء
كوثرنا عميم فارعُ

والشائنون الأبترون لكثرة
زبد الصليل بهم وغاب السامعُ

كانوا التكثُّر في السيوف قواطعا
وإذ القواطع إذ تغور مخادعُ

فابك الحسين
كما بكاه محمد عند الولادة
ذا وليد صادعُ

صدعا لقلب محمد بمصابه
قبل الأوان
وأنت صدعك تابعُ

أي بعد ما قتلوه
ما فات الأوان
جمعت أشلاء له تتوازعُ

وستجمع الإرث العظيم لأحمد
بالدمع ينصعُ
كل إرثك ناصعُ

يا أيها الدمع الإمام
المرتدي قُبُل المصارعِ
ليس يدبرُ ساجعُ

فإمامنا الغريِّدُ
ندبا في الحسين
مسامع الدنيا إليه تبايعُ

لتموت بيعة حاكم متسلط
سيف ارتداد نحو نحر راجعُ

ويموت شاهد حكمهم
قصر مشيد
القصور المترفات بلاقعُ

يا حسب زين العابدين ودمعه
أثر الدما ألا يزولَ الطابعُ

ساد الهجود من السجود
على السيوف
على القصور إذن
تسود صوامعُ

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: