يا جنةَ الخلدِ هذا الشوقُ مرتحلٌ
نحو الرمالِ التي ازدانت بها السحبُ
رمتُ البقاعَ التي اخضرّتْ معالمُها
واستوطنَ الحسنُ فيما أبدعَ العجبُ
لا شيء يؤنسني فالبعدُ ألبسني
هماً أراني الردى للنزعِ يقتربُ
أعالجُ النفسَ من آهاتِ غربتها
فهل يطيبُ غريبٌ دأبه الكربُ
باتتْ تقلبني الأوجاعُ مذ هجرتْ
عيني أوالَ العلا واختارني التعبُ
أغفو على قطراتِ الدمعِ مكتئباً
فكلُّ جارحةٍ في البعدِ تكتئبُ
أرسلتُ روحي إلي أفيائك طرباً
وجاءكِ القلبُ مثلَ الموج يضطربُ
أضمُ بين جناحيّ الهوى ثملاً
أطوي السنينَ لعلي منكِ أقتربُ
استرجعُ الأمس من واحاتِ ذاكرتي
عندَ الأصيلِ وقرصُ الشمسِ يحتجبُ
أحدّثُ النخلَ لما اساقطتْ قطعاً
أمستْ جذوعاً على الرمضاءِ تنتحبُ
تناثرَ السعفُ المخضرُّ محتضراً
واصفرَّ حيثُ ذوى في لحدهِ الرطبُ
أينَ العيونُ التي صبتْ جداولها
ماءً إلي خيرهِ الخيراتُ تنجذبُ
وأينَ شطآنكِ الغنّاء نازحة
عني ، ففي موجها الآمالُ تنسكبُ
بحرينُ حبكِ في الأصلابِ مكمنهُ
أنتِ الحياةُ وأنتِ المالُ والذهبُ
جواد هيات