لي من علي للشاعر سلمان عبد الحسين

 

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

لي من علي

لي في عليٍّ
ما لعيني في شعاع الشمس
إشباع لعين الرائي

لي فيه
أن ترابه هو طينتي
ومن السماء
تشكُّلي بالماءِ

لي فيه حدُّ السيف
كنت أسلتُ منه دماء غيري
أو أسلتُ دمائي

والشرط
حق علي
ذلك فيصلي في الحدِّ
طبعي في القصاص فدائي

لي منه كعبته
كمظهر أنني في الانتماء
أحجُّ حجَّ ولائي

وبها أساند
شكل أفقي في اتجاهي نحوه
ويكون ركز لوائي

في البيت مولده
وفرحتنا
ومولده وفرحتنا
وكفُّ رجائي

قد شقَّ بيت الله شقّاً بينا
هو مخرَجٌ
أو كوة لضياءِ

أو طاقة للجذب
توحي بالطواف
أو اْرضنا
تكويرة الأحياءِ

والشقُّ هذا في البروز علامة
تفضي به الأحقاد للإغضاءِ

لي من علي
نعمة لولاية
وتحسد القالين للنعماءِ

لي منه كوثره الذي قد فاض بي
ما قد سقى غيما
بلا إرواءِ

فعرفت منه سقايتي
في اليوم
أو في العمر
ما استجديتُ
لاستسقائي

هو حاضر لكفايتي شرباً
أنا
فورا بلا طلب
ملأت إنائي

وإنائي الحب الذي
لو فاض بالأحقاد مُسودّاً
فورد صفائي

لي من علي
صورة لهوية مطعونة
في ساعة الإدلاءِ

مثلا أقول أحبه لمودة
فيقال
حبك فتنة الإغواءِ

مثلا أقول فديته
لفدائه
فيقال:
لا تك لقمة الأعداءِ

مثلا أقول
أراه أول سيرة الأسماء
في بحث عن الآلاءِ

فيقال
أوراق هي الأسماء
ما خلطت
فلا جدوى من الأسماءِ

أسماء من غلبوا تْخذهم أولاً
لو في الحضيض
غدوا
فللجوزاءِ

الدين
من غلبوا وثُبِّتَ دينهم
والوحي ابن تباعد الأنواء

هو ابن لحظته التي صرمت له
قد شمَّعَتْهُ بمسمع الكبراء

وعلي
واحتوشوا عليه
فلم يعد ذاك الكبير
بمحضر الأمناءِ

بل محضر الخلطاء
صالحهم وطالحهم
يضيع الحق في الخلطاءِ

يا سادتي
لي من عليٍّ
أنه أبتي
ويحصن سيرة الآباءِ

فأنا وأنت أيا علي
قدرنا
أبوا لهذي الأمة البكماءِ

عن شاهد وسط
ولم تشهد لنا
إلا بتلقين من الطلقاءِ

وشواهد الطلقاء
لاستضعافنا أفضت
وما كنا من الضعفاءِ

من زوَّر التاريخ
دشَّنَ كعبة الأصنام
أعلى البيت لاستغباءِ

والأغبياء الكثر طافوا حولها
حجا يساوي سيرة المشَّاءِ

ونسوا عليا
سادنا لمودة الإيمان
والإطعام للفقراءِ

الجوع ساد
ولقمة العيش التي تعطى
طعام الذل لاستعطاءِ

والملك قد ربح الجميل على الفقير
بلقمة هبة من استجداءِ

والحرب
حرب الخائضين حروبهم في الأعزلين
ذوي اليد الجذَّاءِ

والفرز
يختلط العدو معَ الصديق
ألا وغاب الفرز للأعداءِ

ما دام شمس المرتضى في الكعبة الغراء
لم تفرز كضوء سناءِ

والشمس واضحة المطالع
ما استعيدت مطلعا
حيث الوضوح نهائي

والحق لم يوضع مواضع صدقه
هو نهبة الآراء للآراءِ

لا شيء لي من كل هذا
إنما لي من علي
هديه ووفائي

سلمان عبدالحسين

شارك برأيك: