محاضرة عن
( قرية العكر وعلمائها ، تاريخها الثقافي )
لمشاهدة المحاضرة في قناة المأتم – يوتيوب – عبر الرابط التالي
ستكون جلستنا في محاور متصلة ومتداخلة حول التاريخ الثقافي للقرية :
أولاً : من هي قرية العكر ؟ .
نعني العكر قريتكم ، ” العكر التاريخية ” أو سهلان كما أسماها سيد شبر في قصيدته ، فلا يوجد آنذاك غيرها ، وأنتم أعلم بــ ( موقعها ، وأهميتها ، أقدميتها التاريخية ، وأشهر أسماء عوائلها العلمية .
—–
ثانيًا : الحياة الثقافية لعلماء العكر وتاريخهم العلمي .
نتساءل : ( لماذا اهتمامنا بالتاريخ الثقافي للقرية ، وتاريخ علمائها في الداخل والمهجر ؟ ) .
وأسباب هذا الاهتمام .. ما يأتي :
- هذه القرية كغيرها من قرى البحرين لها تاريخها الثقافي بخاصة تراثها الروحي والثقافي ، وأهم مظاهره ( تاريخ علمائها ) الأبرار .
- ذكرت قرية العكر بخاصة تاريخها الثقافي مصادر تاريخية وبعض الوثائق المحلية بعض المعلومات بخاصة تاريخ العلماء ، وقد درسنا بعض جوانبه في دراسة تاريخ القرية .
- وهذا التاريخ لم يدرس بعد ، ولقد حاولنا دراسته بالمتوافر لنا من إمكانيات ( ثلاث دراسات ) .
- وقد توزع تراث قرية العكر في مصادر عديدة محدودة ، ولن نتعرف عليه إلاَّ بجهد الباحثين عنه بخاصة دراسة تاريخ علمائها ، وهو أزهى عناصر القوة في تاريخها العلمي .
- وإهمال بعض الدراسات الجديدة والمعاصرة البحرانية دراسة تاريخ علماء العكر كإهمالها دراسة تاريخ علماء بربورة ، ومثالنا إهمال كتاب ( المدارس العلمية في البحرين ) للشيخ محمد عيسى آل مكباس ، إذ لم يورد أية إشارة لعلماء القريتين ضمن دراسته للمدارس العلمية في البحرين .
- أنَّ أهل هذه القرية هم أهلي ( والدي نويدري ، والدتي عكراوية ) من عائلة خميس ، وربطتني كثيرًا بالعكر ، حيث كنت أرافقها لزيارة أهلها طفلاً ، وفي الشباب الباكر ، وأوصت بدفنها في مقبرة الشيخ سهلان بهذه القرية .
—-
ثالثًـا : فترة البحث الزمنية لتاريخ القرية .
ركَّز البحث على دراسة جوانب من التاريخ الثقافي للقرية التاريخية( العكر) في القرون القريبة من زماننا ، وبالتحديد من نهايات ( القرن الحادي عشر حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري ) ، أي سوف تشمل هذه الجلسة إشارات لعدد من علماء القرية في ( القرون الهجرية المذكورة ) المولودين في قرية العكر أو في خارجها ، وعاشوا في المهجر ببلاد قريبة ، ومحيطة بالبحرين .
—-
رابعًا : جهودنا في البحث عن هذا التاريخ .
تركزت جهودنا في البحث عن تاريخ علماء البلدة ، وكانت على فترتين أساسيتين ، وهما :
الفترة الأولى :
قبل أيام تقاعدي عن العمل بين سنتي ( 2009 – 2010م ) ، وتمكنَّا من كتابة بحث صغير نشرنا مادته التاريخية في مجلة تراثنا ( العددان 115 – 116 ) سنة 1434هـ ، وكان بعنوان : ( العلماء والأسر العلمية في قرية العكر ) ، وتم تداوله كدراسة تاريخية في مواقع التداول الالكتروني ، والشبكة المعرفية ، وألحقناه بكتابنا ( مدينة المنامة وقرى بحرانية ) في طباعة ورقية مستقلة .
والفترة الثانية :
كانت في فترة التقاعد نفسها بخاصة بين سنوات ( 2010 – 2022م ) ، وأثمرت اهتماماتنا عن دراستين أو كتابين كتبناهما ، وهما :
- كتاب ( علماء العكر في بلاد المهجر ) ، في بلدان الإقليم المحيط بنا جغرافيًا ، وهي بلدان قريبة من البحرين كالقطيف والأحساء ومطرح مسقط بعمان ، وميناء لنجة وشيراز ببلاد فارس .
- وكتاب آخر هو دراسة أخرى عن حياة العالم الكبير الشيخ أحمد بن الحاج محمَّد بن أحمد آل سرحان ، ودراسة فكره التربوي ، والعبر المستفادة .
والكتابان لم ينشر بعد ، وقد يجد أحدهما قريبًا نور النشر .
—-
خامسًـا : سادسًا : أعلام العكر المذكورين في المصادر والوثائق .
جمعنا في دراستنا إشارات عن حوالي عشرين عالمًا ، ومرتبطًا بهم من أبناء عوائلهم وغيرهم ، وشكلوا علماء أربع أسر في داخل البحرين وفي المهجر .
وهم في مجملهم على ثلاثة أقسام :
- علماء ينتمون لأسر علمية بقيت في داخل البحرين ، وتنقلوا من مسقط رؤوسهم ( بلدة العكر ) لقرى أخرى داخل البحرين .
- وعلماء أسر فضلَّت الهجرة عن الوطن للقطيف والأحساء ومسقط مطرح ولنجة وشيراز .
- ونفر آخر منهم كالعلامة الشيخ أحمد العكري ، والعلامة ابن سرحان والشيخ محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن علي كانوا خارج انتماءاتهم للأسر الأربع ، وسنأتي على ذكر أسمائهم في حديثنا عن الأسر العلمية .
—-
سابعًـا : ( الأسر العلمية في تاريخ القرية ) .
تمخض بحثنا في تاريخ علماء هذه القرية عن معرفة عدد من الأسر العلمية .
والأسرة العلمية :
ظاهرة ثقافية في تاريخ علماء البحرين ، ومنهم علماء قرية العكر ، وتعني بـ ( وجود مجموعة أفراد علماء ينتمون لأسرة واحدة بينهم صلة نسب وقرابة ) ، وهم في الغالب ( إمَّا أب وأبناؤه وإخوته أو هم أبناء عمومة ، أو بينهم علاقات قرابة كأبناء خؤولة ) .
مراحل التعرف على الأسر :
تم التعرف على هذه الأسر في مرحلتين ( مرحلة البحث الأولى ) ، وفي فترة ( البحث المتأخرة ) .
والأسر الأربع .. هي :
الأسرة الأولى ( آل مانع العكري ) .
ومن علماء هذه الأسرة ، وكان عصر وجودها بين القرنين ( 11 – 12 – 13 هـ ) :
- رئيسهم وعميدهم الشيخ أحمد بن مانع العكري البحراني ، وكتبت عنه بعض التراجم القصيرة ( أنظر منتظم الدرين ، ج1 ص 190 ، وفي دراستنا عن الأسر العلمية في العكر ، مجلة تراثنا ، العددان ( 115 – 116 ) ، ص 219 ) ، وعرف في المصادر بألقاب مألوفة .. كالعكري ، والتوبلي ، والجدحفصي ، والقطيفي ، والخطي ، كما عرفت هذه الأسرة في عدد من المصادر مثل [ منتظم الدرين ، أنوار البدرين ، الذخائر ، علماء البحرين للمهتدي البحراني ، وفي عدد من الوثائق القطيفية المنشورة ، والمتوافرة لدى بعض أفرادها في بعض قرى القطيف ) .
- وبعده من علماء أسرته اسم ابنه (( الشيخ عبد النبي بن أحمد بن مانع العكري البحراني )) ، عاصر الشيخ أحمد آل عصفور والد الشيخ صاحب الحدائق ، وهو شاعر وأديب ، كما ترجم لسيرته بإيجاز صاحب المنتظم باسم ( العكري ، والجدحفصي ) ، أمَّا صاحب الذخائر فوصفه بالتوبلاني ، وأطلق عليه النويدري لقب ( العكري ) في موسوعته : ( أعلام الثقافة ) ، وللشيخ عبد النبي ( ره ) ابنان عالمان ، وهما حسن وسلمان ، ومنه كذلك ابنة تزوجت الحاج نصر الله العكري ، وهي والدة ابنه الحاج حسن نصر الله المعروف بدوره في تمويل تدريس طلبة العلم .
- وابنه الأكبر الشيخ حسن بن عبد النبي ، أديب وشاعر ، عاش في القطيف وهجرها لفارس .
- وأخيه الشيخ سلمان بن عبد النبي، شاعر وأديب ( أنظر ص 226 ) من دراستنا في مجلة تراثنا .
—-
الأسرة الثانيًة : ( أسرة الشيخ عبد الله بن الشيخ …. أبهاي العكري ) .
عاشت في البحرين ، وسافر بعض أفرادها للقطيف كالشيخ يوسف بن الشيخ محمد ، وهي الأسرة التي انتسب لها الشيخ يوسف المعروف في النويدرات والعكر والمعامير والقطيف ، وتعرفنا على نسب أفراد هذه الأسرة من وثيقة نشرها الخطيب الحسيني الحاج حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد بن الشيخ يوسف سنة 1321هـ ( أواخر نشر مخطوطة كتاب مقتل الإمام علي ) .
التسلسل النسبي لعلماء هذه الأسرة .
- الشيخ عبد الله بن الشيخ ( …. أبهاي ) العكري .
- وابنه الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله .
- ثم ابنه الشيخ يوسف بن الشيخ محمَّد ( وأبناؤه الحاج أحمد ، ومحمد والشيخ حسن والشيخ حسين ، وعبد الله بالقطيف ) ، وعاصر المرجع الديني الكبير الشيخ حسين العلامة بن محمد بن أحمد آل عصفور .
- وأيضًا أبناء الشيخ يوسف من المشايخ ( كالشيخ حسن ، والشيخ حسين والشيخ عبد الله ) وكلهم عاشوا في القطيف ، ذكرتهم مصادر قطيفية .
—–
الأسرة الثالثة : ( أسرة الناسخ العكري الأحسائي البحراني ) .
واسم هذا الناسخ ( إبراهيم بن محمد بن حسن بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ محمد البحراني أصلاً ، والعكري نسبًا ، والأحسائي مسكنًا ) ، هذه العائلة تكونت من :
- الشيخ محمد البحراني عميدهم .
- وابنه الشيخ حسن بن الشيخ محمد البحراني .
- وشيخ محمَّد بن الشيخ حسن بن الشيخ محمد البحراني .
- وحفيدهم الناسخ [ الشيخ إبراهيم بن محمد بن حسن بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ محمد البحراني أصلاً ، والعكري نسبًا ، والأحسائي مسكنًا ] .
- وأبوه محمد وجده حسن ، والناسخ لم يطلق عليهما لقب ( شيخ ) .
وذكر هذه العائلة الشيخ محمد علي الحرز الأحسائي البحراني في كتابه ( أعلام الوراقين في الأحساء )، ج 2 ، تحت رقم 145 ، ضمن تراجم علماء الأحساء في القرن 12 الهجري ، أنظر ص 380 – 385
—–
الأســرة الرابعَة : ( أسرة الشيخ عبد الباقي العكري في قرية الجش بالقطيف ) .
هي كما في بعض الوثائق القطيفية ( أسرة علمية ) مهاجرة لقرية الجش إحدى قرى القطيف ، وكانت موجودة من ( 12 – 14 هـ ) ، وعقدنا لهم فصلاً في كتابنا ( علماء قرية العكر في بلاد المهجر ) ، وتناولنا فيه ذكر علماء هذه الأسرة ، وهم :
- الشيخ أحمد بن الشيخ عبد النبي العكري ساكن القطيف بعد أن اشترى بيتًا في قرية الجش سنة 1165هـ ، وهو عميد الأسرة .
- وابنه المقدس الشيخ عبد الباقي بن الشيخ أحمد بن عبد النبي العكري البحراني ، كان حيًّا سنة 1231هـ .
- والشيخ أحمد بن الشيخ عبد الباقي بن أحمد بن عبد النبي العكري ، كان من المعمرين ، قيل أنه توفي ما بين سنوات ( 1306هـ / 1328هـ ) .
- ومن الشخصيات صالح العكري ، وأيضًا ما عرف في القطيف بالملاية العكريـة .
——
وهناك أعلام وشخصيات .
ومنهم خارج الأسر العلمية :
- الشيخ محمد بن جعفر مصنف كتاب مثير الزفرات .
- والشيخ أحمد العكري ، يبدو أنه الشيخ أحمد بن عبد النبي العكري ساكن القطيف ، وذكره الشيخ محمد بن مكي العاملي في لؤلؤة جزين .
- والشيخ أحمد بن الحاج محمد بن أحمد سرحان .
- والحاج نصر الله وابنه الحاج حسن ، ولهما مساهمات في تمويل تعليم الدارسين من طلبة العلوم الدينية كما في أوراق الشيخ التاجر .
—–
ثامنا : الأدوار والعمليات الثقافية .
معلوماتنا عنهم قليلة ومتواضعة ، ومع ذلك فثمة إفادات علمية توافرت عن بعضهم ، إذ أظهرت اشتغالهم بعمليات ثقافية مثل :
- ( نسخ الرسائل كما فعل الشيخ إبراهيم بن حسن العكري الأحسائي البحراني ) ، ومن ذلك نسخ إحدى الرسائل الفقهية القصيرة ، كذلك قيام الشيخ أحمد بن سرحان في نسخ رسائل وكتب خاله الشيخ علي بن عبد الله الستري البحراني ، وأيضًا ما كان نسخه الخطيب الحاج حبيب بن يوسف آل الشيخ يوسف من كتب ورسائل ومصنفات لعلماء البحرين .
- وكذلك اشتغال بعض من ينتسب لعوائل عكراوية بالتأليف ونظم مقاطع من الشعر الهادف كتأليف الشيخ محمد بن جعفر العكري البربوري البحراني لكتابه ( مثير الزفرات ومجري العبرات في وفاة الزهراء ) عليها السلام .
- وآخرون منهم اهتموا بنظم الشعر كما كان الشيخ عبد النبي بن أحمد العكري البحراني ، ومنهم كذلك الشيخ محمد جعفر العكري البربوري ينظم بعض قصائد الشعر كما في كتابه ( مثير الزفرات ومجري العبرات في وفاة فاطمة الزهراء ) .
- وأيضًا كتابة بعض الأوراق اليومية والوثائق المتداولة بينهم كما كان الشيخ يوسف بن الشيخ محمَّد بن الشيخ عبد الله العكري – النويدري يفعل ذلك .
- وإدارة بعض أموال الوقف الشرعي .
- تمويل تعليم طلبة العلوم الشرعية كما كان الحاج نصر الله وابنه الحاج حسن يفعلان مع العلماء وطلبة العلوم الدينية .