مختارات في شهر رمضان – ما معنى أسماؤكم في الأسماء؟ – الاستاذ حسن المطوع

ما معنى أسماؤكم في الأسماء؟

السؤال : ما معنى العبارة الواردة في الزيارة الجامعة للمعصومين عليهم السلام ؟؟

«وَاَسْماؤُكُمْ فِى الاَْسْماءِ ، وَاَجْسادُكُمْ فِى الاَْجْسادِ ، وَاَرْواحُكُمْ فِى اْلاََرْواحِ ، وَاَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ ، وَآثارُكُمْ فِى الاْثارِ ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ ، فَما اَحْلى اَسْمائَكُمْ وَاَكْرَمَ اَنْفُسَكُمْ» .

🔹شرح السيد علي الحائري للعبارة
الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري قال : من هذه العبارة نفهم أن الأئمة ( عليهم السلام ) بالرغم من كونهم من البشر لكنّهم ليسوا كسائر البشر ، فهي في الوقت الذي تنفي فيه الغلوّ وتشجبه ، وتؤكّد على كونهم عليهم السلام مخلوقين كسائر الخلق ( لكنها ) تُميّزهم عن غيرهم ، وتشجب فكرة أن يقاس بهم أحد ، فتقول أيّها الزائر الكريم ( كن ) مخاطباً لهم ( وقل ) : يا مواليَّ إنّ ذكركم وإن كان ممّا تلهج به ألسنة الذاكرين الذين يذكرونكم ويذكرون غيركم، وإنّ أسماءكم وإن كانت معدودة ضمن سائر الأسماء ، وإنّ أجسادكم وإن كانت تعيش في البيئة التي تعيش فيها سائر الأجساد ، وإنّ أرواحكم وأنفسكم وإن كانت موجودة ضمن سائر الأرواح والنفوس ، وإنّ آثاركم وإن كنّا نشاهدها ضمن آثار الآخرين وقبوركم معدودة ضمن سائر القبور ، فأنتم يا مواليَّ إذن من البشر ومخلوقون كسائر الخلق ولستم آلهة ، لكن هيهات أن يقاس بكم أحد ، فلا يوجد إسم أحلى من أسمائكم ، ولا توجد نفس أكرم من أنفسكم ، فأسماؤكم أحلى ، ونفوسكم أكرم ، وشأنكم أعظم من شأن غيركم ، ومنزلتكم أجلّ وأخطر من منزلة غيركم ، وعهدكم أوفى من سائر العهود ، و وعدكم أصدق من سائر الوعود. ( 1 )

<

p style=”text-align: justify;”>🔹شرح السيد عبد الله شبَّر للعبارة
( وقد ) احتمل السيد عبد الله شبر في كتاب ( الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة ) معانٍ متعددة لتلك الفقرات من الزيارة ، فقال ما ملخصه : أن هذه الفقرات تحتمل معان :
🔺الأوّل : أن يكون المعنى أن ذكركم و إن كان في الظاهر مذكوراً بين الذاكرين بأن يذكروكم ويذكروا غيرهم وتذكر أسمائكم في أسمائهم بأن يقولوا محمّد وعلي وهكذا, وكذا البواقي إلّا أنّه لا نسبة بين ذكركم وذكر غيركم, وبين أسمائكم وأسماء غيركم, وكذا البواقي بقرينة قوله بعد ذلك : ( فما أحلى أسمائكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم ) .
إلى أن قال السيد عبد الله شبر : وبالجملة فحاصل المعنى أن ما يذكر ويسمّى ويتكلم به, فهو غير خارج عن خالق ومخلوق, وأسماءكم وأنفسكم, وأرواحكم وأجسادكم, وسائر أفعالكم, وأحوالكم وأطواركم وأخلاقكم, وإن كانت من جملة المخلوقات وداخلة في جملتها إلّا أن لها كمال الامتياز والسمو, والعلو والرفعة, والقدر والمنزلة بحيث لا نسبة بينها وبين غيرها, وكونها من جملة غيرها لا تقتضي مساواتها لها, وهذا المعنى أحسن المعاني وأوضحها .( 2 ) .

🔺وهناك معانٍ أخرى تعرض لها السيد عبد الله شبر في الكتاب المذكور أعلاه ، ومن شاء فليراجع .
——————
١- موقع العقائد الإسلامية / مشاركة السيد علي الحائري .
٢- مركز الأبحاث العقائدية / قسم الأسئلة العقائدية .

شارك برأيك: