ليلةُ الجُهَني
📙 التعريف بليلة الجهني
ما هي ليلة الجهني ، و لماذا سُمِّيت بالجهني ؟
ليلةُ الجُهَني ليلةٌ مباركة جاء ذكرها في عدد من الروايات و الأحاديث .
و هي ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان المبارك و التي يُتوقع أن تكون ليلة القدر . و أما سببُ تسميتها بالجُهني كما صرَّح بذلك الشيخ الصدوق ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) فيعود إلى نسبتها إلى رجل من أصحاب النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) يُسمى بعبد الله بن أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِي الْجُهَنِي ( نسبةً إلى قبيلة جهينة وهي قبيلة عربية معروفة ) إثرَ حديثٍ جرى بينه و بين الرسول ( صلى الله عليه و آله ) . وأما قصته فهي كما ترويها الأحاديث و الروايات كالتالي :
رَوى مُحَمَّدُ بْن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ :
” إِنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِبِلًا وَ غَنَماً وَ غِلْمَةً وَ عَمَلَةً ، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .
فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ ، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَ غَنَمِهِ وَ أَهْلِهِ إِلَى مَكَانِهِ ” .. لذلك سمِّيت ليلة الثالث والعشرون من رمضان بليلة الجهني نسبةً إلى هذا الرجل .
📙 فضل ليلة القدر
🔹عن الرسول الأكرم عليه السلام ( العمل فيها خير من ألف شهر ..)
وَ رُوي عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: ” أنه قال :
قال موسى : إلهي أريد قربَك .
قال : قربي لمن استيقظ في ليلة القدر .
قال : إلهي أريد رحمتك .
قال : رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر .
قال : إلهي أريد الجواز على الصراط .
قال : ذلك لمن تصدّق بصدقة في ليلة القدر .
قال : إلهي أريد النجاة من النار .
قال : ذلك لمن استغفر في ليلة القدر .
قال : إلهي أريد رضاك .
قال : رضاي لمن صلى ركعتين في ليلة القدر” .
🔹ورد عن الإمام الباقر عليه السلام ( من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ، ومثاقيل الجبال ، ومكائيل البحار )
📙 نقاط هامة
١- افتح كتاب أو تطبيق مفاتيح الجنان وتعرف على الأعمال التي يستحب أن يعملها الإنسان المؤمن في هذه الليلة العظيمة .واختر من هذه الأعمال ، الأعمال التي تستطيع أن تقوم به هذه الليلة واترك الباقي .
٢- حتى لا تنسى اكتب ما تريده وتطلبه من الله من حوائج الدنيا والآخرة اكتبها في ورقة أو في الهاتف ؛ حتى اذا كنت في الإحياء وقيل اطلبوا حوائجكم اطلبها من الله جلَّ وعلا .
٣- لا تنس أن تجهز مبلغ الصدقة التي تريد أن تتصدق به هذه الليلة ، وبعد أن تتصدق إهدِ ثوابها إلى والديك وإخوانك والمؤمنين أمواتًا وأحياءً .
٤- عندما تغيب شمس هذا اليوم بادر بالإغتسال قربةً لله تعالى أو أي وقت من الليل .
٥- إلبس أطهر ثيابك وأحسنها ، ثم اذهب إلى المصلى ونفسك خاشعة ذاكرة لله سبحانه وتعالى .
٦- أكثر من الصلاة على محمد وآل محمد .
٧- أكثر من الإستغفار وقول ( اللهم إنك عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عني )
٨- لا يكون برنامجك هذه الليلة خاليا من زيارة الإمام الحسين فلها فضل عظيم عظيم جدا .
٩- صبِّر نفسك وقلبك هذه الليلة لقراءة سورة العنكبوت والروم والدخان ) لأن فيها نجاتك ومستقبلك ومصيرك وتوفيقك .ففي قراءة هذه السور الأجر العظيم ، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : انّ من قرأ هاتين السّورتين ( يعني الروم والعنكبوت ) في هذه اللّيلة كان من أهل الجنّة .
١٠- لاتنس أن تدعو لإمامك صاحب العصر والزمان بالعافية والنصر والفرج ( اللهم كن لوليك
الحجة … )
١١- لا تنس أن تدعو لوالديك و إخوانك ، وأخواتك وأهل بيتك ، وأقربائك ، وجيرانك ، وأصدقائك وجميع المؤمنين بالمغفرة والعافية والفرج وطول العمر وقضاء الحوائج في الدنيا والآخرة .
١٢- لا تنس أن تتوسل بالقرآن الكريم و بالمعصومين الأريعة عشر لقضاء حوائجك .
١٣- لا تنس لا تنس قراءة هذا الدعاء في هذه الليلة وهو دعاء خاص بليلة الثالث والعشرين
من شهر رمضان وهو :
يَارَبَّ لَيْلَةِ الْقَدْر وَجاعِلَها خَيْراً مِنْ اَلْفِ شَهْر، وَرَبَّ اللَّيْلِ والنَّهارِ، وَالْجِبالِ والْبِحارِ، والظُّلَمِ والاَْنْوارِ، وَالاَْرْضِ وَالسَّماءِ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا اَللهُ يا رَحْمنُ، يا اَللهُ يا بَديعُ، يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، لَكَ الاَْسْماءُ الْحُسْنى، وَالاَْمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِياءُ وَالالاءُ، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمي في هذِهِ اللَّيْلَةِ فِى السُّعَداءِ، وَرُوحي مَعَ الشُّهَداءِ وَاِحْساني في عِلِّيّينَ، وَاِساءَتي مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبي وَايماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي، وَتُرْضِيَني بِما قَسَمْتَ لي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الاخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَريقِ، وَارْزُقْني فيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ اِلَيْكَ وَالانابَةَ والتَّوبَةَ والتَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد عليهم السلام . .
📙 إسألوا اللهَ العفو والعافية في الدنيا والآخرة
🔹عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لرجل لمَّا سمع قراءة النبي سورة القارعة في صلاة المغرب .
دعا أن يعذَّب بذنوبه في الدنيا ، فمرض .
قال له النبي بئسما قلتَ ، ألا قلتَ :
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، فدعا له حتى أفاق .
🔹عن النبي صلى الله عليه وآله قال لرجل كأنه فرخ منتوف من الجهد :
هل كنت تدعو الله بشئ ؟
قال الرجل : كنت أقول اللهم ما كنتَ معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا .
فقال له النبي صلى الله عليه وآله ألا قلت :
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، فدعا الله فشفاه .
🔹عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لما سُئِلَ عن الدعاء الأفضل قال :
تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ،
ثم أتاه ( السائل ) من الغد فأجابه مثل ما أجاب في اليوم الأول ، وهكذا . إلى اليوم الرابع ،
ثم أتاه من اليوم الرابع فقال : يا رسول الله أي الدعاء أفضل ؟
فقال له النبي صلى الله عليه وآله :
تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
——————-
مصدر الأحاديث الثلاثة من كتاب ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٣ – الصفحة ٢٠٢٣