.
انه يو م العيد ،،،
اليوم الذي يفرح به المؤمنون ،، و يشكرون الله بأن منّ عليهم بالتوفيق لإتمام عبادةٍ هي من أرقى العبادات و أقواها لتربية الإنسان و تزكية نفسه ..
.
يومٌ تمتزج به مشاعر الحزن بالفرح و الألم بالأمل ، و الخوف بالرجاء و الفوز بالخسارة !
.
و لعل من أشدّ الأمور صعوبةً ، وصف تلك المشاعر في يوم العيد و على الخصوص بعد أن تنتهي من صلاة العيد ، لتتجه بعدها لمعايدة أقرب أحبائك في هذا اليوم العظيم الذي جعله الله للمسلمين عيدا؛ لتبارك لهم إتمام النعمة بالتوفيق لصيام شهر الله الأكبر و عيد أوليائه ..
.
و إنْ تساءلت.. مَن أقرب أحبائك الذي ستبدأ بمعايدته ؟ فلا أخالني أجدد مترددا في الجواب !
.
نعم .. هي ” أمي “. و لا أعزُّ منها !
.
ما أحلاه عيد … و ما أجملها لحظات .. تلك التي تدخل فيها على أمك لتطبع أغلى قبلات الحب على جبينها و تعايدها ” عيدك مبارك أمي “..
.
فتستقبلك بكل الحب و أرق المشاعر و أدفئ الأحضان و مُستجاب الدعوات و كنز الرحمات ..
.
هذه اللحظات بحساب البعض أنها روتينٌ اعتيادي يجري عليه ، و ربما لا يلتفت خلالها لهذه النعمة التي لا تُقدر بكنوز الأرض .
.
آه .. آه .. كم أشتاق لحظةً بين أحضانك أمي و كم أتمنى أن أُسمعكِ ” عيدك مبارك يا أمي ” !
.
أقولها و أنا في قمة السعادة و البهجة فأفوز منك بسيل الرحمات و عظيم الموهبات .
.
أمّا اليوم .. و للسنة الثالثة .. فإني أقولها و أكررها على قبرك ، و دموعي حفرت خدي بفراتين ، دون أن أسمع جوابك أمي .. و ما عهدتك لا تجيبيني !
آه .. كم أشتاقك و أشتاق ابتسامتك و حنانك و صوتك و دعاءك و كلماتك الصادقة المبلسمة لكل جرح و قرح …
.
أماه .. كم أشتاقُ طُهركِ و نقاءكِ و صفاءك، و الحب الذي يسع الكون كله ،، آه ما أخسرني بفقدي إياكِ أمي !
.
كاذبٌ مَن يقول بأنّ الميت ينساه أهله بعد فترةٍ من موته .. فوالله ما نسيتك يوماً ، بل إنّي لأعيشُكِ كل يوم و كل الوقت ، و لطالما سألت الله ذلك في دعاء إمامي زين العابدين ” اللهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي و في آناء ليلي و في كل ساعةٍ من ساعات نهاري ”
نعم .. إنّي لأموتُ كل يومٍ لأذهب إليك ! كنبتةٍ انقطع عنها ماء الحياة فلحقت به .
أماه.. أتعبني جلوسي عند قبرك ،، أُناجيكِ و لا تجيبيني ؟ أُهنأكِ بالعيد و لا تستقبليني بأحضانك ؟ أطلبُ إليكِ حنانكِ فتصدينَ عنّي ؟
.
أماه.. لمن أذهب إن لم تقبليني ؟! أما ترين دموعي أغرقت ترابك ؟ و لم أعهدك هكذا تجفيني !
.
إمّا أنْ تُقبلين عليّ و إلا أتيتكُ