أبا صادق رحيلك أفجعنا بقلم يوسف ربيع

▪️أبا صادق رحيلك أفجعنا …


حين تكتب عن نفسك فإن في ذلك صعوبة و مشقة، هذا ما وجدته وانا اقف على الخبر المفجع برحيل أخي الاستاذ جعفر الهدي إلى بارئه تغمده الله برحمته الواسعة.العلاقة مع أخي جعفر الهدى منذ القدم حين كنا ندرس في مقاعد الدراسة في مدرسة المعامير الابتدائية، ثم مدرسة سترة الإعدادية، ثم مدرسة مدينة عيسى الثانوية، بعدها في الدراسة الجامعية اختار جامعة الرياض،  وذهبت انا وأخي الاستاذ حسن المطوع إلى جامعة قطر عدنا بعد التخرج فكان التعليم المجال المشترك بيننا. في بلدتي النويدرات كانت التطلعات متشابهة ومنسجمة،  عملنا في أعمال تعليمية مشتركة من خلال مساجد القرية ثم العمل الديني الاجتماعي في الجمعية الحسينية وهي المؤسسة العامة لأهالي النويدرات.كان اللقاء الاسبوعي يجمعنا مع السيد احمد الغريفي رحمة الله عليه في صلاة الجماعة في مساجد المنامة. كبرت التطلعات وقررنا مجتمعين مع طيب الذكر المرحوم الاستاذ ابراهيم حسين اسماعيل والاستاذ عيد الهدي شقيق الاخ جعفر إنشاء مشروع خاص اسمه مكتبة دار الثقافة وهي دار نشر وبيع الكتاب الاسلامي الذي كان له حضوره البارز في التسعينات. كانت اللقاءات تجمعنا أيضا مع الاستاذ القيادي عبد الوهاب حسين فرج الله عنه وإخوانه المعتقلين في بيته أو في بيت اخيه ابي خليل لمقاربة المستجدات في شئون المجتمع والبلاد. كان لنا أيضا تجمع أسبوعي اخوي خاص على وجبة الغداء يحضره إخوة كرام أطال الله في اعمارهم الحاج جاسم ماجد والحاج محمد ابراهيم والاستاذ محسن جاسم والاستاذ عيد الهدي والاستاذ حسن المطوع والحاج على حسين اسماعيل. جمعتنا الحياة العامة مرة أخرى من خلال دخول جمعية الوفاق العمل البلدي في 2002 ثم في المجالس المنتخبة “نيابية وبلدية” في 2006 وقرر الاستاذ جعفر الانتقال الى مجلس بلدي المنطقة الوسطى ليكون أمينا للسر وبرئاسة المرحوم الاستاذ ابراهيم حسين. بعدها واصل أبا صادق العمل فدخل العمل الخيري في رئاسة جمعية النويدرات الخيرية لدورات متعددة.إمتاز أبا صادق بكتابة الشعر فكتب قصائده في المواكب الحسينية واحتفالات أئمة أهل البيت الكرام وكان قلمه سيالاً فدخل الصحافة وعمل بها ثم اتجه إلى السرد القصصي وكتابة الرواية. للمرحوم الاستاذ جعفر الهدى طباع هادئة وابتسامة دائمة تعلو محياه وكان يهيمن بشخصيته على محبة الناس وتقديرهم.لم تمنع حوادث الحياة المرة وخيار المنفى من التواصل وكان يعجبني فيه نشاطه وحيويته وقد استطاع أن يكون عضواً بارزاً بنشاطه في أسرة الأدباء والكتاب البحرينية ناهيك عن حضوره الخليجي في ساحة القصة والرواية.
رحمك الله يا أبا صادق أخاً وحبيباً وصديقاً

شارك برأيك: