الغدير الأغر للشاعر محمد علي ابوالحسن

الغدير الأغر

أصحر الهادي بأمر وعلى النهج القويم
يبقي الإنسان دومًا في الصراط المستقيم
شغب الكفر مثيرًا ضجة العبد الزنيم
يا غدير الحق افضح صاحب الفكر العقيم


قال خير الرسل قولاً بعده هبَّ النفاق
ينسف التبليغ نسفًا بعد أن ضاق الخناق
فارتأى المبعوث رأيًا حينما بان الشقاق
يا غدير الحق هيئ واستعد طاب العناق


وقضى الحج ونادى معلنًا بدء الرجوع
ومضى يطوي الفيافي في خضوع وخشوع
خفق القلب لوحيٍ نازل بين الجموع
بلِّغ التنزيل حالاً من أصول وفروع


جاء أمر من نبيٍ وقّفوا تلك المطايا
هيئوا الأرض سراعًا واكنسوا كل الزوايا
جمّعوا الحجاج عندي وابلغوا كل البرايا
سأوصِّيكم بأمر فاسمعوا تلك الوصايا


من أكن مولى لعبدٍ كان مولاه عليَّا
خاره الباري وصيًا منذ أن كان صبيَّا
فانصر اللهم نفسي واخذل الباغي الدَّعيَّا
يا غدير الحق احفظ ساقي الحوض الوصيَّا


بعث الباري لخير الرسل جبريل الأمينا
وحباه أنعما قد نوَّرت منه الجبينا
أكمل الدين بخمٍّ وارتضى الإسلام دينا
يا غدير الحق اصدح وافضح العاصي اللعينا


يا غدير الحب والإكرام يا رمز الولاية
يا دليل الحائر الولهان من جور الغواية
يا نصير الملة السَّمحاء في ألف رواية
يا غدير الحق انصر دين أصحاب الهداية


أنت نور وعماد، أنت للحق بقية
يا غدير الحق غرِّد وابعث الروح الزكية
من علوم ومساعي صاحب النفس الأبيَّة
وافضح الفكر المغطى بالدعاوَى الكسروية


يا غدير الحب عفوًا إنك المسك الفتيق
سيِّدي أعطاك ذكرًا وهو الركن الوثيق
وكساك الهدي نورًا وكذا البيت العتيق
يا غدير الحق مهلاً أنت للهدي خليق


سيِّدي والشعر حلوٌ من سجاياك الجليلة
يقطف المعنى المصفَّى من أزاهير الخميلة
ينظم اللفظ بشوق في حكايات جميلة
يا غدير الحق إروِ الشعر في دنيا الفضيلة


صغت لي أنشودة الإلهام في فكري وشعري
فأذاع الشعر سرًّا ضمّه مكنون صدري
وجعلت الشعر يشدو: حبُّكم عنوان فخري
يا غدير الحق اشهد ودُّهم يكفيني حشري


كنت نورًا عن يمين العرش ما زال منيرا
يستضي منه الموالي يجعل الأعمى بصيرا
كنت في الأصحاب ركنًا صرت للهادي وزيرا
يا غدير الحق اشهد إنه كان الأميرا


كنت نفسًا للنبي، بل هكذا دلَّ الدليل
صاغه القرآن وحيًا قاله الرَّبُّ الجليل
كيف قاسوك بعبدٍ فكره فكر هزيل ؟
يا غدير الحق صبرًا، إنه الصبر الجميل


أنت في فكر الموالي قطب أركان الإمامة
حزت من دنيا المعالي أسمى ايات الكرامة
إسمك الغالي دليل حامل عرش الزعامة
يا غدير الحق اذكر دائمًا تلك الظُلامة


أنت يا إشراقة الإيمان والعقل المجرَّدْ
أنت يا أنشودة الأحرار والفكر المخلَّد
فقت كلَّ الناس طرًا ما عدا الهادي محمد
يا غدير الحق هيَّا إن تعد فالعود أحمد


أنت يا أعجوبة الدهر وفخر البشرية
علمك الوضَّاء يحكي نفحات العبقرية
كنت بابًا لعلوم تأخذ التقوى مطية
يا غدير الحق انشر علمه بين الرعية


أنت في الأصحاب طودٌ شامخ رغم الأعادي
كنت في الإحسان بحرًا باذلاً بيض الأيادي
صغت للأخيار نهجًا راسمًا درب الرشاد
يا غدير الحق مهلاً إنه ركن السَّداد


لم يكن غيرك كفؤًا ثم بعلاً للبتول
فاقت الأصحاب طرًا بضعة الهادي الرسول
منكما جاءت ليوث تمتطي هام الفحول
يا غدير الحق انشد مادحًا أرقى الأصول


أنت نور وحنان صيغ في لطف المعاني
أنت روح الحِلْم تسعى في مقاصير الجنان
صغت بالحِلْم دروسًا زيَّنت هام الزمان
يا غدير الحق إروِ الحِلْمَ في أحلى بيان


يا أميري أنت للعبَّاد إكسيرُ الحياةِ
يا شفيعي حبُّك الوقَّادُ نورُ للهداة
هو في القلب مقيم زاهر حتى الممات
يا غدير الحق اشهد حبُّه طوق النجاة

خادمكم الصغير: أبو الحسن

شارك برأيك: