قصة المعزي محمد بقلم حميد حسن حبيب

قصة المعزي محمد

الأستاذ حميد حسن حبيب
الأستاذ حميد حسن حبيب

محمد رجل دخل الخمسينات من عمره، إذ إنه من مواليد السبعينات، وكان من عشاق المواكب الحسينية أيام الثمانينات والتسعينات.
إلا أن الطريقة الحديثة في الموكب أصبحت متعبة ولا تعجبه؛ لأنه كلما أراد أن يستذكر شبابه، وجد فرقا شاسعا بين حماسة الشباب في الثمانينات والتسعينات.
حاول أن يتأقلم مع طريقة الضربة ويفهم كلمات القصيدة – بكل ما أوتي من قوة – إلا أنه لم يستطع ذلك، خاصة وأن الشباب الذين في عمر أولاده، يبعدونه في حُلَقهم شيئا فشيئا لأنه لا يجيد طريقة الضربة، التي تتطلب وضعية خاصة وتموجاً خاصاً.
فصار يمشي خلف الموكب وهو يتحسر على تلك الأيام التي كان موكب العزاء فيها أكثر حماساً وحرارة، من حيث الضربة والكلمة والتفاعل.
حتى لم يعد يحضر موكب العزاء، وكأنه يشعر بأن الشباب لا يريدونه، وهم بذلك يظلمونه.
تساءل بينه وبين نفسه ..
لماذا لا يريدون أن يستمعوا لأي نقد من أي شخصية صدر هذا النقد؟
هل من المعقول أن تكون بين ضربة وأخرى مهلة لا تأتي إلا بعد صوت اللحن، فكأن اللحن – واللحن فقط – هو كل موكب العزاء؟
هل من المعقول أن أحرم مع شريحة كبيرة من أمثالي من المشاركة في العزاء الذي تربيت فيه طوال عمري؟
ظلت الأسئلة تدور في رأس محمد وتدور، ولم يجد لها جوابا، لحد الآن.

كاتب القصة : حميد حسن حبيب

شارك برأيك: