ما معنى أن يتربى النشء في المأتم؟ بقلم حميد حسن حبيب

ما معنى أن يتربى النشء في المأتم؟

الأستاذ حميد حسن حبيب
الأستاذ حميد حسن حبيب

التربية والتعليم عملية مستمرة ترافق الإنسان وتلازمه، إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وإما بطريقة منظمة أو غير منظمة.
والتربية تهدف إلى تعديل السلوك، أما التعليم فيهدف إلى تنمية الفكر.
وتتمسك حكومات العالم الثالث بمؤسسة التربية والتعليم لأنها مؤسسة خطيرة، يقع على عاتقها توجيه التعليم بما لا ينافي السياسة العليا للدولة.
ماذا تفعل الحكومات بمجتمع يحيي شخصية الحسين وفكره ونهضته، والتي هي على تماسٍّ شديد بفكرة الحرية والعدالة والتضحية؟
وهذا الإحياء إحياء فعّال، فاق أكبر النظريات في التربية والتعليم.
إحياء يحيي الجمادات فضلا عن الأفكار والقلوب العاشقة، والمتعطشة لنمير الفرات العذب الذي منع منه الحسين.
كربلاء كتاب مفتوح، كُتب بحبرٍ نقيٍّ صافٍ، بلغة الفطرة الإلهية، خطته يد الحسين بن علي وفاطمة، فغدا منهجاً لمدرسة ليس فيها حدود ولا أسوار، طلابها أشد طلاب العالم رغبة وجدا واجتهادا، ومن شتى الأعمار الأجناس.
هي دولة الحسين التي قال عنها (من لحقنا بنا استشهد ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح).
تخيل لو أن حكومةً قررت أن تدرِّس منهج الحسين، كيف ستكون مُخرجات هذا المنهج، لاشك وأن الحسين سيأخذ بيد الجميع إلى قيم عُليا، تحقق للمجتمع والحكومة كل ما يصبوان إليه.
فليس الحسين إلا إصلاح ومعروف ونور من محمد وعلي، ليس أشرا ولا مفسدا ولا ظالما.
فسلام على الحسين يوم ولد ويوم قتل ويوم يرجع ويوم يبعث حيا.

شارك برأيك: