في حضرة الفيوض
………
وجئتُكَ أهفو لقبرٍ منيف
أُجَلَّلُ من فيضه الأضوعِ
وأجني حِياضاً كريماً معين
و أَملأُ روحي هواً متْرعِ
فأتركُ بعض الورودِ تطوف
تُرَدنَّ علىَّ في المضجعِ
وقد هالني من عظيمٍ هشيم
أَيادٍ تلوحُ بِلا إِصبعِ
تُخَضَّبُ فيضَ النجيعِ المُريعِ
تخَضِّبُ نورَ الهدى الأمرَعِ
فأسمعُ خيلَ العوادي تدوس
و طحنَ الكسورِ في الأضلعِ
و تسبيحَ رأسٍ بأعلى القنا
بيانٌ من الشاهدِ الأرفعِ
فَمُذ ذاك يرسمُ خطَّ السناء
ضريحٌ و يروي الأسى المبدعِ
إلى الآنَ طُهرٌ مدَمَّى يهيب
بأَنْ لا تكونوا من الخُضَّعِ
فمن طأطأ الرأسَ خوف الطغاة
سيُصبِحُ يوماً من الجُذَّعِ
و يُلهمُ أسمى معاني الإباء
بجسمٍ تفَّرى و لم يخضعِ
يُجَّلجلُ صوتاً لكلِ الورى
مماتي حياةٌ ألآ فسمعِ
فهامت قلوبٌ تلبي النداء
بغير الكرامةِ لن تَقنعِ
ستخطوا بخطوٍ و حذوٍ تَفي
و تُوصِلُ يومها بالمطلعِ
و تقرأُ سِفرك سِفر الخلود
و تتبع فيك الهُدى الأنصعِ
سلامً بجسمكَ صَلَّت سيوف
سلامٌ على المَصرع الأفضعِ