الشعائر والعقول المتخلفة
لا أدري متى سيصحو المعادون للشعائر الحسينية من أنه قد فاتهم الأوان، وأنهم يعيشون في الماضي، وأن التضييق على الشعائر ورميها بالشرك، أو الطائفية، بات يثير السخرية؟
أيها الواهمون والمتوهمون، أيها الكتبةُ المرضى بالحقد والضغينة، أصبح الحسين شعار الأحرار في الدنيا كلها، في مدن العالم الغربي والشرقي، أصبح معشوقهم وأنشودتهم.
من الخير لكم أن تنزعوا الحقد من قلوبكم، فالمستقبل للحسين (عليه السلام)، كما كان الماضي والحاضر له أيضا.
الحسين معجزة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله)؛ لأنه هو الذي أخبر بمقتله وأخبر بأنه – الحسين – منه وهو – النبي – من الحسين، وأن الله سيخلد ذكره كتخليده للقرآن، وأن سيد الشهداء هو سيد الأحياء الذين هم عند ربهم يرزقون.
ومن الخطأ أن نتصور أن إدارة هذا التخليد متوقف على فعل الشيعة وإقامتهم للمآتم والعزاء وغيرها من الشعائر، ما كل ذلك إلا تفاعلات وآثار ظاهرية، يقوم بإدارتها الحسين نفسه في عالم الملك والملكوت، وإلا فما معنى (أحياء عند ربهم يرزقون)، وسيد هؤلاء الأحياء هو الحسين، يدير من وراء الستار شعائره من الألف إلى الياء، فثورته قائمة مستمرة – أيها الطواغيت – ولكن لله الحكمة البالغة.
فكما أن الحسين – عليه السلام – لم يختر التصرف الغيبي في إدارة المعركة يوم عاشوراء، فإن حضوره -عليه السلام – يظهر بيننا في عالمنا وكأنه كذلك، لكن روحه تؤثر بطريقة وأخرى في الشأن الذي له علاقة بخلود ذكره، لكن أصحاب القلوب الصدئة لا يمكنهم إدراك ذلك لأنهم لا يؤمنون بالمؤثرات الغيبية أصلا، أما أصحاب البصائر والشعائر فإنهم يدركون هذه الحقيقة ويرونها، بل ويراها كل العالم بالعين المجردة وبعدسات الكاميرات، التي تنقل صور المواكب في شوارع مدن أوروبا وأمريكا وكثير من عواصم العالم.