موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.والدته السيدة حميدة البربرية من المغرب، ولد في ٧ صفر سنة ١٢٨هج، في حكم مروان بن محمد الأموي الملقب بالحمار. قبل سقوط الدولة الأموية بأربع سنوات، وتوفي سنة 183 في حكم هارون الرشيد.
كنيته وألقابه:
من أشهر كناه، أبو الحسن وأبو إبراهيم، ومن أشهر ألقابه الكاظم وباب الحوائج.
ولادته:
ولد في الأبواء، بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، موئل أم النبي (ص) آمنة بنت وهب، على مسافة 170 كلم جنوب غرب المدينة المنورة، و200 كلم عن مكة المكرمة، واستشهد سنة ١٨٣ هج، عن عمر ٥٤ سنة. تولى الإمامة بعد استشهاد أبيه سنة ١٤٨ وعمره عشرون سنة، ومدة إمامته نحو 35 سنة.
إخوانه وأخواته:
بحسب ما أوردهالطبرسي في كتابه أولاد الإمام، (نقلا من موقع الشيعة الإلكتروني رابط: https://ar.al-shia.org )،فإن للإمام موسى بن جعفر من الإخوة سبعة، وثلاث أخوات هم:
1. إسماعيل الذي ينتمي إليه أتباع المذهب الإسماعيلي، مات في حياة أبيه. وله ولدان محمد جد الفاطميين، وإمام للإسماعيلية، وعلي الذي وشى بعمّه الإمام موسى عند الرشيد.
2. عبد الله الأفطح الذي قالت بإمامته فرقة الأفطحية ثم رجعوا عن ذلك بعد موته حيث لم يكن له ابن يخلفه. وعبد الله وإسماعيل وأمّ فروة (أسماء)، أمّهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين.
3. إسحاق المؤتمن، شقيق الإمام موسى هو وأخوه محمد، وفاطمة.
4. محمد الديباج، ثائر بالسيف على خطى زيد بن علي أسره المأمون وعفا عنه، سنة ١٩٩ هجرية، في إمامة الأمام علي بن موسى الرضا (ع)، وتوفي ودفن في خراسان.
5. العباس، وهو وعلي وأسماء، لأمهات أولاد شتى.
6. علي العريضي محمود السيرة.
7. أبوبكر
8. أسماء (أم فروة)،
9. فاطمة
10. عائشة مدفونة في مصر.
أهم الأحداث التي عايشها:
1. سنة ١٣٢ وعمره أربع سنوات وقعت معركة الزاب الأكبر التي أنهت الدولة الأموية وبدأت حكم العباسيين ومرحلة جديدة من الصراع السياسي والمذهبي مع العلويين.
2. ثورة محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية سنة ١٤٥ في المدينة،
3. ثورة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن الملقب أحمر العينين في البصرة وما حولها بعد مقتل محمد النفس الزكية مباشرة.
4. ثورة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن السبط شهيد فخ. وهو مولود في نفس السنة التي ولد فيها الإمام موسى بن جعفر (١٢٨) وقتل سنة ١٧٠ هج.
المناخ الفكري والعقائدي الشائع إبان حياته:
1. ابتدأت المذاهب الفقهية والعقائدية في التشكل في نهايات الدولة الأموية، وبدأ الاصطفاف الطائفي الذي يصنف المسلمين، واشتدت المعارك الكلامية بين أصحاب الفرق، وبرزت على السطح قضايا عقائدية كبيرة ومنها فتنة خلق القرآن التي راح ضحيتها الكثير.
2. شاعت في عصره أفكار ضالة تنتمي إلى بدع ومعتقدات قديمة كالمانوية والزرادشتية والمزدكية وهي معتقدات تتناقض مع معتقدات الإسلام، ووجدت من بين يدعون الإسلام من ينشرون أفكارها ومعتقداتها، وينشرون الإلحاد والزندقة، وقد ذكر العلامة الطبرسي في كتابه القيم الاحتجاج، بعض احتجاجات ومناظرات الإمام الكاظم مع الزنادقة والملاحدة، والتي بينت زيف وضعف أفكارهم، ورد الشبهات التي كانوا يبثونها بين الناس، وخصوصاً في الحقل العقائدي والكلامي. وبهذه المواقف الحازمة عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، ورد شبهاتهم وانحرافاتهم، وأنقذ المسلمين من فساد أفكارهم ومعتقداتهم الباطلة.
3. واجه الإمام موسى (ع) انشقاقا في أسرته، فقد برزت فرقة الإسماعيلية التي تقول بإمامة إسماعيل أخيه المتوفى في حياة أبيه، أو بإمامة ابنه محمد بن إسماعيل، وأيضا واجه أخاه عبد الله الأفطح الذي ادعى الإمامة ونشأت منه فرقة الأفطحية،
4. واجه كيد السلطة العباسية التي تربصت به، وسمعت وشايات أعدائه، وممن وشى به عند هارون الرشيد ابن أخيه علي بن إسماعيل، وقيل أخوه محمد بن جعفر، فاقتيد من المدينة إلى البصرة ثم بغداد وقضى مسموما قي سجن السندي بن شاهك.
الأدوار التي قام بها الإمام موسى بن جعفر في حفظ الإسلام:
في خضم الأحداث العاتية، تصدى الإمام موسى بن جعفر (ع) لمواجهة تلك الأحداث، ونلخص ذلك في الآتي:
1. على الإمام أن بحافظ على الخط الذي اختطه آباؤه من المحافظة على الإسلام الصحيح الذي جاء عن النبي محمد (ص) ونقله الأئمة من بعده بجهود جبارة، وانتشر مذهبهم بين المسلمين بفضل الباقر والصادق (ع)، وأن يزيل عن هذا المذهب الانحرافات التي أدخلها الغلو والانحراف الفكري، وكان على الإمام التصدي للطرق الفاسدة التي انشقت عن مذهب أهل البيت، وهي كثيرة، ابتدأت من حياة الإمام علي بن ابي طالب (ع)، وامتدت وانتشرت وتشعبت في حياة الأئمة وأضحت تهدد مذهب أهل البيت الصحيح.
2. وكان على الإمام مواجهة الانحراف الداخلي من بروز فرقة الإسماعيلية والأفطحية، وبعد وفاته، الواقفة الذين وقفوا على إمامة موسى (ع)، وهذا الانشقاق شكل الحظر الأكبر في مذهب التشيع بعد الزيدية، فقد انتشرت الفرقة الإسماعيلية وتشعبت ولا تزال قائمة.
3. وعليه أن يواجه تيار الإلحاد والزندقة الذي انتشر في بلاد المسلمين وأضحى يهدد عقائد الإسلام الثابتة،
4. وعليه مواجهة المذاهب الإسلامية الأخرى التي وجدت لها السلطة الداعمة لها، وفرضها على عموم المسلمين،
5. كما أن عليه مواجهة الفتن الفكرية التي شاعت في الوسط الإسلامي والصراع الذي انتشر بين المذاهب الفكرية وخصوصا بين المعتزلة والشعرية،
6. وفضلا عن ذلك كان عليه أن يوائم بين خطه المحافظ على الإسلام وبين تأييده للقوى الثورية من أهل بيته.
7. وأن يواجه تصلف الحكام وظلمهم وفسوتهم على المسلمين.