إبن معراج والمهمة الصعبة (9)

IMG_5622اعداد الاستاذ يوسف مدن

ثانياًً: دوره في عملية نسخ الكتب والمخطوطات:
دلت الوثائق الثقافية التي تعرفنا عليها من خلال الكتب المخطوطة التي نسخها النساخون من أهالي قرية النويدرات وغيرها أن الوجيه المرحوم الحاج أحمد بن معراج كان أحد هؤلاء النساخين، وقد تألق في هذا المجال الثقافي في ستينات القرن الرابع عشر الهجري لصبره على مشقة هذه المهمة الثقافية، وما تمتع به من روعة الخط، وربما يعود ذلك (أي تألقه في نسخ الكتب) إلى تحقق بعض الاستقرار النسبي لشخصيته في المجال النفسي والاجتماعي، أو لازدهار هذه الحركة في القرية في الفترة ذاتها، فأراد عليه شآبيب رحمة ربه وفيوضاته أن يكون عنصراً مساعداً في نموها أو أن لشعوره بأن مآتم القرية وحسينياتها بحاجة لإمدادها بكتب مخطوطة كي تمارس دورها في ظروف اعتيادية، وكي تتمكن من أداء أدوارها الروحية والوجدانية والمعرفية.

وقد تعرفنا من جهده في مجال النسخ أنه عليه الرحمة نسخ عدداً من الكتب وخطها بخط يده الكريمة،وأغلب موضوعاتها ذات صلة بوفيات أئمة أهل البيت ومواليدهم كما سترى عزيزي القارئ كنماذج لمخطوطاته التي نسخها بن معراج من الجدول اللاحق ورقمه (1)، وكان نجاحه في هذه المهمة أحد مشاهد نجاح مهمته الصعبة في ظروف تعاكسه، ولولا إرادته الحديدية أسوة بالمتميزين من أهالي النويدرات لما تمكن من انجاز هذه المهمة.. مهمة نسخ الكتب المخطوطة وتوفيرها لمأتمه، ومآتم أخرى في القرية.

ومما هو ملحوظ في الوثائق الثقافية التي تعرفنا عليها من مخطوطات التراث الثقافي للنويدرات والتراث الثقافي لابن معراج أن خطه – كما لحظنا من مخطوطاته التي نسخها – يمتاز بالجودة والحسن والروعة والتنظيم والنظافة وترتيب السطور، وتعبر بعض الأسطر التي أخذناها من أحد سجلاته ودفاتره عن هذه الخصائص في خطه، وإصراره على توجيه الناشئة القريبين منه بما يخط وينسـخ ويكتب، فعملية النسخ لديه طريقة للتدريب وتوجيه المعرفة في خدمة الدين والإنسان، وأحد آلياته في المشاركة الاجتماعية والتوجيه الاجتماعي والثقافي للناس بخاصة الناشئة والشباب القريبين منه.


جدول رقم (1)
نماذج من الكتب المخطوطة التي نسخها الحاج أحمد بن معراج بخط يده في الستينات خلال القرن الرابع عشر الهجري.

وقبل البدء بعرض هذه النماذج نود توضيح أمرين:
1. ترتيب هذه النماذج وفق ترتيب زماني يلتزم وقوع عملية نسخ قبل عملية نسخ أخرى لاحقة عليها كما توضح هذه الجداول حتى في عقد واحد من القرن (14) الهجري هو عقد الستينات.
2. أنه توجد في جداول عرض النماذج فراغات، وتعني أننا لم نحصل بعد على بيانات واضحة لملئها إما بسبب تلف مقدمة الكتب المخطوطة أو تمزق صفحات النهاية فيها، وبسقوط هذه الصفحات يتعذر علينا أحياناً معرفة اسم المخطوط واسم مصنفه أو مؤلفه، وربما لا نحصل على اسم الناسخ، وقد واجهنا في بعض الكتب المخطوط مشاكل من هذا القبيل، فاضطررنا إلى تبييض أماكن محددة في بعض الجداول وتركها فارغة كما سترى عزيزي القارئ.

الجدول رقم (1)
أولاً: في سنة 1365 هجرية[1]

1

ثانياً: في سنة 1366هجرية:

2

ثالثاً: في سنة 1367 هجرية:

3


نسخ مصورة من الوثائق الثقافية ((أو ما خطه من كتب)):
بعد حصرنا نموذجاً من الكتب التي نسخها بن معراج نعرض نماذج منها، وتمثل هذه الوثائق علامة بارزة على الدور الثقافي للحاج أحمد بن معراج وخدمته لمجتمعه والدين وأهـل البيت، وتمكنت حسينيات القرية من توظيفها في تحقيق أهدافها الثقافية والروحية والاجتماعية، وقد تم انتقاء ست صفحات من نهايات مخطوطات ستة مختلفة من خمسة عشر كتاباً مخطوطا نسخها الحاج أحمد بن معراج على امتداد ثلاث سنوات من 1365هـ إلى سنة 1367هـ، وهي مجرد عينة مما نسخه ابن معراج من رسائل وكتب وقصائد في حياته وبخاصة في عقد الستينات من القرن 14 الهجري، وكلها منسوخات لكتب بعض العلماء في مواليد أهل البيت ووفياتهم، ويمكن للقارئ الاطلاع على هذه النماذج في قسم الوثائق بآخر حلقات هذه الدراسة.


ثالثاً: علاقته الحميمة بالملا عطية الجمري وتعزيز انطلاقته نحو الشهرة الجماهيرية:
بعد طول فراق عن وطنه راود الخطيب الحسيني البحراني المعروف الملا عطية بن علي بن عبد الرسول الجمري شوق قوي إلى وطنه البحرين وحنين متدفق إلى تراب وطنه وهاجت أحزانه المتوهجة لرؤية أترابه، فقرر رحمه الله سبحانه وتعالى وعائلته العودة إلى وطنه البحرين، ولكن داهم بعض أفراد عائلته الكريمة خوف وتوجسوا قلقاً إنْ رجعوا وهم يحملون تجربة مريرة في سابق أيامهم، وفي النهاية عقدوا العزم وقرروا الرجوع، وعادوا إلى بلادهم البحرين يوم 27 من صفر عصراً سنة 1338هـ وهم في شوق لوطنهم بعد غربتهم عقوداً من السنين.

d985d984d8a7-d8b9d8b7d98ad8a9-d8a7d984d8acd985d8b1d98a

ودأب خطيبنا الكبير بعد عودته للوطن على متابعة دربه في نظم الشعر والخطابة الحسينية والمراثي واللطميات العزائية على مصائب أهل البيت عليهم السلام، وكانت انطلاقته نحو الشهرة قد بدأت في قرية الدراز وحطت رحلها بقوة في قرية النويدرات عندما تعرف عليه صديقه التاريخي الحاج أحمد بن معراج وأقام معه منذ تلك اللحظة علاقة حميمة شعرنا نحن المتأخرين ببركاتها، فهذه العلاقة أتاحت للصديقين بناء علاقتهما بقوة إيمانية، وصبَّت ثمار خيرها على مسار المنبر الحسيني بأسره في البحرين، وتحركت مسيرة الخطيب الحاج عطية بعد اكتسابه المران ونجاح اسلوبه الجديد في الإثارة على منابر المجالس الحسينية في الدراز والنويدرات وبلدات وقرى بحرانية أخرى.

ويتحدث من كتب السيرة الذاتية للملا الحاج عطية بن علي بن عبد الرسول الجمري البحراني عن انطلاقته الأولى نحو الشهرة فقال:
“لقد بزغ نجم الملا عطية الجمري – كما قال كاتبو سيرته الذاتية – بفن غريب على أهل البحرين، فقد استغل المنبر الحسيني والمواسم المهمة في أنشطة حضارية فعالة، إضافة إلى ما كان عليه المنبر حينها، فعمل على انتقاد الوضع العام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتأمل في التاريخ والخوض في العقائد وغيرها من الأمور التي ما عهد أهل الخليج طرحها على منبر سيد الشهداء عليه السلام، إذ كان المنبر مقصوراً على العزاء فقط باسلوبه البدائي المألوف.

وقد تأثر بعض النخبة من أتراب شاعرنا بهذا الأسلوب الجديد، وعرفوا واشتهروا به بعد ذلك بسبب مكوثهم في البحرين، فكانوا أكثر اتساعاً منه، وهو لا يزال خطيباً جديداً على الجمهور”.

ثم قال من كتب سيرته:
“ومما يحكى أن الحاج أحمد بن معراج، وهو من أعيان النويدرات ونشطائها، استمع إلى الملا سعيد العرب فأعجب بحداثته وخروجه عن المألوف واهتمامه بما ينفع الناس، وأثار اهتمامه ذلك التجديد، فاقترب منه بعد فراغه من الخطابة وأبدى له إعجابه بهذا الأسلوب الجديد وتأييده للتغيير والتجديد، فقال له الملا سعيد العرب:
إن هذا النـوع من الخطـابة لا يوجـد في البحـرين إلاَّ عنـدي وعند خطيب من بني جمرة اسمه (الملا عطية)..

فقال له: أين أراه ؟

فقـال: تراه في سوق الخميس، وصفه كذا وكذا، ولباسه كذا، ويجلس في الموضع الفلاني.

فجاء الحاج أحمد في يوم الخميس إلى سوق الخميس، وهناك تعرف على شاعرنا رحمه الله فقال له: أنت ملاَّ عطية؟

قال: نعم.

فدعاه إلى القرية المذكورة (النويدرات).

ومنها كان انفتاحه على جزء آخر من البحرين ذي أهمية في الحركة الاجتماعية[2] ” كسائر قرى البحرين وبلداتها.

وتعاقبت الأحداث والمآسي بحلوها ومرها، وصقلت الأيام موهبة شاعرنا الفذ، وفرض نفسه على الساحة بهدوئه المعهود ورزانته المشهودة، وتربع على عرش الخطابة، وافتخر به أهل البحرين واعتز به أهل الخليج بشاطئيه[3] “.

وكان ابن معراج على رأس القائمة التي ساندت الملا الحاج عطية بن علي الجمري في هذا النجاح الباهر، والوقوف معه في علاقة طويلة حميمية معروفة تحدث عنها كبار السن وأدركنا نحن بعض سنواتها عندما كان شاعرنا يأتي للقراءة والخطابة في مأتم ابن معراج رحمهما الله معاً، وعندما كان الحاج عطية يشير إليه بعد مماته في جلساته ببعض أهالي النويدرات وبخاصة عائلة بن معراج، وفي خطاباته المنبرية لا سيِّما مأتم أحمد بن معراج.


رابعاً: نظم الشعر:
يمثل الشعـر ونظمه أحد العمليات الثقـافية التي عشقها الحاج أحمد بن معـراج وأنجزها فيما أسميناه بالمهمة الصعبة التي عاش ظروفها التاريخية على امتداد القرن الرابع عشر الهجري، وشكلت عملية نظم الشعر مع غيرها أحد مظاهر القدرة الثقافية لديه التي هيأت له فرصة نجاح مهمته، وتحقيق ” الانجاز الثقافي “، فابن معراج أضاف عنصراً على شخصيته الثقافية باهتمامه بالشعر وتوظيفه في التعبير عن همومه الروحية والوجدانية، وإبراز محبته وولائه لآل البيت عليهم السلام.

وقد نظم مجموعة كبيرة من قصائد شعر الرثاء الحسيني وفي رثاء أهل البيت عليهم السلام بالقافية العربية المعروفة في تاريخ الشعر العربي، وكتب هذه القصائد في مخطوط كبير كتبه بخط يده الكريمة، واقتربت هذه القصائد في مجموعها من حجم ((ديوان شعر)) كبير في الرثاء والعزاء الحسيني، وضم مجموعة كبيرة من القصائد في الموضوع المشار، ومتفاوتة في عدد أبياتها الشعرية.

وهذا الديوان – كما كنت أعلم – مجلد تبلغ صفحاته جزأين، وقد نظم قصائده – كحال الشعراء – على فترات مختلفة من عمره، وخط بقلمه ويده قصائده في نسخته الخطية الأصلية، حيث لا يوجد آنذاك آلات طباعة ليتم طباعته بطريقة حديثة. وكما علمت من ابنه الأستاذ علي ومن أستاذنا الفاضل موسى مكي عمران أنَّ الأخير نسخ الديوان وأعاد كتابته بخط يده وقام أيضاً بمراجعة المخطوط واشتغل على تنظيمه وتنقيحه استعداداً لطبعه مدة أكثر من ثلاثة أشهر قبل اثني عشر عاماً، ويقدر تاريخ النسخ والعمل والمراجعة فيه لعام 1970م وربما تم ذلك في حياة ابن معراج كما يقول ابنه الأستاذ علي، وقد اطلعنا على نسخ مصورة من القصائد التي نظمها ابن معراج ونسخها أستاذنا موسى مكي عمران، وسنعرض منها بإذنه تعالى نموذجاً أو أكثر في قسم الوثائق بآخر حلقات هذه الدراسـة.

وما يزال الديوان مخطوطاً حتى الآن، إلاَّ أن هناك محاولة جادة لصف حروفه يقوم بها أحد أقارب الحاج بن معراج وإدخال مادة هذه القصائد في جهاز الحاسب الآلي ((الكمبيوتر))، ويبدو أن هذه المحاولة إنَّما هي خطوة لاحقة لعملية النسخ التي قام بها أستاذنا موسى مكي عمران من قبل، وقام الأستاذ بتوضيح بعض الكلمات الأستاذ جاسم بن مدن بن معراج لمعرفته بخط عمه الوجيه الحاج أحمد بن معراج رحمهما الله سبحانه.


خامساً: جمع شعر بن فايز وحفظه من الضياع:
بن فايز – كما جاء في مدخل كتابه – هو الملا علي بن حسن بن فايز، وفي بعض المصادر هو ((علي بن حسين[4] بن فايز))، وهو خطيب وشاعر مشهور في البحرين وفي إقليم الخليج والعراق، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية، هاجر من بلاده إلى البحرين منذ أتى إليها وهو في صباه المبكر، و” عاش في البحرين زمناً طويلاً وقضى أكثر أيام حياته فيها حتى وافاه أجله المحتوم والقضاء الملزوم، فجاور في تلك البلاد، ودفن جثمانه فيها[5] ” وتاريخ وفاته كما يقول النويدري[6] نقلاً عن مصادر رثائية أخرى سنة 1322هـ، وهذا ما يعادل سنة 1904م، ويقول أحد الباحثين المعاصرين نقلاً عن كتاب أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين للنويدري: ” في عام 1322هـ – 1904م، توفي الملا علي بن حسين بن فايز الخطيب والشاعر الحسيني المشهور، أصله من الإحساء بالمملكة الشرقية بالملك العربية السعودية حالياً، عمل في الفلاحة في سترة بالبحرين، وتعاطى الخطابة الحسينية وانشاد الشعر الدارج (الشعبي) فأصبح من أشهر الخباء الحسينيين والشعراء الشعبيين في البحرين والخليج في عصره[7] “، ثم ذكر بعض مؤلفاته الشعرية ومنها الفائزيات الكبرى وطبع كما تقدم في النجف وفي إيران، وديوانه الآخر ” فوز الفائز ” وجمعه الحاج أحمد بن معراج النويدري[8]”.

image040

وقبره الآن في مقبرة جرداب الواقعة بين قريتي سند وجرداب[9]، وهما من قرى البحرين الكائنة على امتداد الساحل الشرقي من جزيرة البحرين الأم، ويرى الأستاذ سالم النويدري أند قد دفن في جزيرة سترة، وهذا غير صحيح، فالمشهور بين المعمرين هو الرأي الأول، وتمكن بن فايز من إقامة علاقات إيمانية حميمة مع أهل البحرين وبخاصة وجهائها ومنهم الحاج أحمد بن معراج وسمع منه الأخير مجموعة كبيرة من قصائده في الرثاء الحسيني وحفظها، ثم جمع بن معراج مختارات من قصائده ونسقها في ديوان واحد أسماه ديوان ” فوز الفائز “.

وكان لهـذا الشَّاعر ((ونقصد المرحوم الملا علي بن حسن بن فايز)) ديـوان آخـر عنوانه (الفائزيات الكبرى) قد طبـع في النجف الأشرف عدة طبعات، وطبع في إيران بالأفسـت عن الطبعة النجفية السابقة، من جمع محمد كاظم الكتبي[10]، أما الديوان الآخر ((فوز الفائز)) فيقول النويدري في أعلام الثقافة الإسلامية عنه: ” جمع الحاج أحمد بن معراج النويدري، وكان يعد من المعمرين، وقد اجتمعت به أخريات حياته، وقد تجاوز المائة[11]، وكان ذا رحم بنا، وسألته عن هذا الديوان، وما الذي يميِّزه عن سواه مما هو متداول في أيدي عموم الناس، فأجاب أنَّ كثيراً من القصائد في الدواوين المطبوعة المنسوبة إلى (ابن فايز) منحولة، أما ما أثبته في هذا الديوان (فوز الفائز) فأدعى أنه أخذه عن الناظم مشافهة، والله أعلم[12] “.

ويستفاد مما تقدم أن شعر بن فايز قد طبع في أكثر من ديوان، وأن أحمد بن معراج يعرف ذلك، فرأى أثناء رده على سؤال الأستاذ سالم النويدري أن الدواوين المطبوعة إلى الملا علي بن فايز منحولة، وأن ما جمعه هو شخصياً من قصائد مختارة من شعر بن فايز في ديوان ” فوز الفائز ” أخذه مشافهة وبطريقة مباشرة من الناظم نفسه.

وإذا صحَّ ما قيل بأن ” بن فايز ” كان ” أميَّاً ” لا يعرف القراءة ولا الكتابة فإن طريقة جمع ابن معراج لديوان “فوز الفائز” اعتمدت على طريقتين أو كلتيهما، وفي كلتيهما تتحقق المشافهة، والله أعلم، والطريقتان اللتان اعتمدهما بن معراج – كما نعتقد – هما:
1. الطريقة الأولى وهي شائعة في أوساط الناس ويرددها المعمرون، وتؤكد أن ابن معراج كان يحفظ قصائد بن فايز بعد أن سمعها منه مباشرة، فجمع مختارات من قصائده وخطها بيده، ونسقها في ديوانه المعروف بين الناس باسم ((فوز الفائز)).
2. والطريقة الثانية، وهي مستبعدة إلى حد ما، أنَّ ” بن فايز ” قد أملى قصائده على صديقه الحاج أحمد بن معراج فكتبها بسماع ما أملاه صاحبه عليه، ثم جمعها ونسقها فيما بعد في الديوان المذكور بالعنوان المعروف المثبت في غلاف الديوان[13] نفسه.

ومع أننا لم نعثر على شواهد تحدد فترة جمع قصائد ديوان ” فوز الفائز ” من قبل ابن معراج فإنه كما يتوقع أن تم في زمن الملا علي بن فايز إذا كان قد توفاه الله في سنة 1904م الموافق 1322هـ، وقد طبع للمرة الأولى في مدينة النجف الأشرف بالعراق سنة 1970م، ويعني هذا بوضوح تام أن عملية جمع قصائد الديوان المذكور وترتيبها وتنظيمها إنما تمت قبل وفاة الوجيه الحاج أحمد بن معراج في الثلاثين من شهر يناير 1970م، فالمعتاد منطقياً أن تسبق عملية الجمع والترتيب والتنسيق عملية طبع الديوان ذاته، ويحتمل أن ابن معراج رحمه الله قد رأى نسخة مطبوعة، ويستفاد من قوله للنويدري أنَّ مما يميز ديوان ” فوز الفائز ” عن غيره من الدواوين المطبوعة هو أنه أخذه عن الناظم أو أن النويدري رأى الديوان مخطوطاً فسأل ابن معراج عمَّا يميِّزه عن الدواوين المطبوعة، والله أعلم بذلك.

وبعد طباعة الديوان للمرة الأولى في سنة 1970م، أعيد طبعه مرة ثانية في الهند سنة 1984م، ثم طباعة ثالثة في لبنان[14]، ويلح كذلك أن الديوان طبع طباعة رابعة في إيران باسم الطبعة الأولى سنة 1425هـ، وناشره: انتشارات المكتبة الحيدرية، وعدد صفحات الطبعة الإيرانية الأخيرة (424) صفحة، وضم بأجمعه مجموعة كبيرة من القصائد في الرثاء الحسيني ومصائب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.


سادساً: نشاطه السياسي في عقد الخمسينات:
مر الشعب البحراني في تاريخه السياسي الطويل بتجارب نضالية مريرة، وأنجب في تجربته الجهادية وبخاصة في فترته المتأخرة قادة روحيين وسياسيين حملوا على سواعدهم هموم وطنهم، وتصدوا بجرأة وشجاعة لطغيانهم بمقاومة الظالمين من غزاة خارجيين وحكام جور محليين، وتميَّزت كل مرحلة تاريخية بظروفها الجهادية، وكان لكل فترة من هذا التاريخ رجالاتها المميزين الذين تصدوا للعمل الجهادي سواء في إطاره السياسي أو الثقافي أو العمل المسلح كمقاومة البرتغاليين والعمانيين وغيرهم كما أشارت إلى ذلك بعض مصادر دراسة التراث الثقافي البحراني[15] في قرون هجرية سابقة.

image004

ومن الطبيعي أن لا نستطيع تحديد الأدوار التفصيلية للنشاط السياسي لابن معراج بسبب الطابع السري الذي عادة ما يرافق العمل السياسي آنذاك، وفي أوقات عديدة، فالعمل السياسي ليس مفتوحاً على العلن والنشر وبخاصة في تلك الفترة العصيبة التي عاشها الشعب البحراني في منتصف الخمسينات، لذلك لم تصل معلوماتنا عن العمل الجهادي السياسي لابن معراج، ولم تتوافر لدينا تفاصيل موسعة بسبب سريتها، وكونها مغلقة عن التداول، وهي محفوفة بالمخاطر، وإنما كان التركيز عادة في العمل السياسي لهيئة الاتحاد الوطني على نشاط قادتها السياسيين والروحيين، كما أننا لم نعثر على وثائق تفصيلية لنشاط بن معراج السياسي باستثناء الإشارات المجملة، لذلك يتعذر علينا الحديث عن أدواره الجهادية على نحو مفصل، ولكن نفهم هذه الأدوار من خلال المطالب الجهادية التي قدمتها هيئة الاتحاد الوطني، ونفهم منها كذلك خطه الجهادي الوطني باعتبار أن هذه المطالب شعبية معبرة عن ضمير الشعب البحراني وعن وعي قادته الروحانيين والسياسيين، وهي حقوق إصلاحية تؤدي إلى الحياة الأفضل كما كانت الأدبيات الإعلامية للحركة الشعبية تعبر عن ذلك.

لقد شهدت البحرين في منتصف عقـد الخمسينات كما في الوثائق والمصادر التاريخية حركة مقاومة شعبية ضد الاحتلال وأتباعه المحليين، وقدم هؤلاء القادة الروحيين والسياسيين مطالبهم الجماهيرية نيابة عن شعبهم، وكان الحاج أحمد بن معراج أحد رجالات العمل الوطني المجاهدين لمواجهة جنود الاحتلال البريطاني والمحليين المتعاونين معهم في هذه المرحلة، حيث تمتع المرحوم أحمد بن معراج بصفات قيادته أتاحت له أن يتبوأ بها مركز وطنياً أثناء نضاله السياسي الوطني في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين، حيث كان رحمه الله سبحانه عضواً فعالاً في هيئة الاتحاد الوطني للحركة الجماهيرية، وهذا من آثار تكوينه الروحي والثقافي والاجتماعي، وأشار ابنه الأستاذ علي في مختصر سيرته الذاتية إلى دوره في هذه الحركة، ومشاركة والده الفعالة والقيادية في نشاط هيئة الاتحاد الوطني، فقال حفظه الله عن دور والده في النشاط الوطني آنذاك:

“كان أحد أعضاء الهيئة التنفيذية العليا (لهيئة الاتحاد الوطني) التي قوامها 120 شخصية وطنية والتي اجتمعت في 13 / أكتوبر سنة 1954م. في مأتم بن خميس بعد أسبوع من الاجتماع التمهيدي الذي انعقد في مسجد الخميس والتي تركزت مطالبها في:
1. تأسيس مجلس تشريعي يمثل أهالي البلاد تمثيلا صحيحا عن طريق الانتخابات الحرة.
2. وضع قانون عام للبلاد جنائي ومدني.
3. السماح بتأليف نقابة للعمال.
4. تأسيس محكمة عليا للنقض والإبرام.

وقد مثلت هيئة الاتحاد الوطني أبرز تجربة للوحدة الوطنية من الطائفتين الكريمتين الشيعة والسنة[16] ” وتعاونهما في المطالبة بالحقوق الإصلاحية للشعب البحراني التي حرمها منها المحتلون البريطانيون وأتباعهم.

image043

image045

image047

وأشارت لهذه المطالب الشعبية الجماهيرية في البحرين في عقد الخمسينات بعض المصادر التاريخية في تاريخ البحرين الحديث، ومن هذه المصادر ما كتبه الأستاذ الدكتور فؤاد إسحاق خوري في كتابه ” القبيلة والدولة في البحرين[17] ” عن مطالب الحركة الشعبية في منتصف الخمسينات، ويبدو لنا أن الباحثين الجادين ومنهم الأستاذ علي بن أحمد معراج قد استفاد من هذه المصادر في تدوين هذه الحقيقة الواضحة في تاريخ البحرين السياسي الحديث وهو يكتب السيرة الذاتية لأبيه الحاج أحمد بن معراج، بينما تجاوزتها مصادر تاريخية وأغفلنها على الإطلاق جرياً على عادتها في تغييب الحقائق التاريخية وطمسها.

وعقدت الحركة الشعبية الوطنية في البحرين في أواسط عقد الخمسينات عدة اجتماعات علنية وسرية في بيوت خاصة وفي بعض المساجد كمسجد الخميس في البلاد القديم ومسجد مؤمن بالعاصمة المنامة ومسجد العيد بالمنامة[18] أيضاً، وهو من مساجد أهل السنة الكرام، وأيضاً تم عقد بعض الاجتماعات في مآتم مشهورة بالبحرين كمأتم بن خميس بقرية السنابس البحرانية الواقعة في المحافظة الشمالية لمملكة البحرين، وهو الاجتماع الشعبي الكبير الذي انبثق عنه – كما يقول بعض المؤرخين – تكوين هيئة الاتحاد الوطني التي قوامها 120 شخصية ومنها أحمد بن معراج كأحد أعضائها، كما اتخذت هذه الحركة الوطنية أماكن أخرى لاجتماعاتها مثل نادي البحرين بمدينة المحرق والنادي الأهلي في العاصمة المنامة، وذلك- كما يقول الخوري: ” لصياغة تنظيم جديد يتولى إيقاف الفتنة أولاً، ومن بعد ذلك المطالبة بالحقوق الإصلاحية، وقد حضر الاجتماع بمأتم بن خميس جمع غفير من الناس من مختلف الخلفيات الدينية والاجتماعية، وفي هذا الاجتماع كما ذكر فؤاد إسحاق خوري اختار الحضور بالتنادي 120 شخصاً ليشكلوا ما سمي آنذاك ” بالجمعية العامة ” التي أنيط بها أمر اختيار ” الهيئة التنفيذية العليا ” المؤلفة من ثمانية أعضاء، وبويع أعضاء الجمعية العامة وأكثريتهم من الأشخاص المئة[19] الذين اختارتهم الشبكة الأولى ليكونوا حلقة وصل بينها وبين عامة الشعب، بويع هؤلاء مرتين من جديد، مرة في جامع مؤمن الشيعي، ومرة في جامع العيد السني[20] “، وكلاهما مسجدان في عاصمة البلاد المنامة.

ومع اتخاذ النشاط السياسي لأعضاء هيئة الاتحاد الوطني وقوامهم (120) شخصاً للطابع السري لدفع الضرر عن أنفسهم فإن لكل واحد منهم مهام حدده نظام العمل في الهيئة التنفيذية العليا كاتصال بعضهم بالناس في مناطق مختلفة من البلاد، أو توعية الناس أو ترتيب حضور الاجتماعات داخل المساجد والمأتم والأندية العامة ذات الطابع الثقافي، ومساعدة الهيئة التنفيذية الثمانية على حفظ النظام، كما يتولى قسم منهم إلقاء الكلمات لتوعية الناس بحقوقهم الإصلاحية مثل حقوق الشعب في التصويت والانتخاب، وحقه في تقرير المصير والاستقلال، وحقوق الوحدة والحرية والعدالة، والحياة الأفضل كما كان يذكر في الأدبيات الإعلامية للحركة مثل صحف القافلة وصوت البحرين والشعلة، وفي ظل السرية التي طبعت نشاطه السياسي فإنه من الصعب تحديد دور معين يقوم به، بيد أنه مارس تجربته النضالية من خلال مسئولية غير معلنة، وتبدو في أشكال من الأنشطة كالاتصال بالناس وترتيب حضورهم لفعاليات الهيئة وتوعيتهم بحقوقهم الإصلاحية، فأكسبته هذه التجربة النضالية حبَّاً جماهيرياً وتجربة نضالية خاصة وتحسساً لهموم الناس السياسية ومشاكلهم ومتاعبهم المعيشية[21].

مطوية الذكرى الثامنة والأربعين لحادثة تأسيس هيئة الاتحاد الوطني:
وتحت عنوان (الاحتفال بالذكرى الثامنة والأربعين لتأسيس هيئة الاتحاد الوطني) أقامت الجمعيات السياسية في البحرين في الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس 15 أكتوبر 2002م مهرجاناً وطنياً جماهيرياً، وتضمن هذا المهرجان فقرات ومنها كلمة اللجنة المنظمة، وكلمة الافتتاح، وكلمة الجمعيات السياسية المشاركة في المهرجان، وكلمة ملك البلاد، وكلمة الجمعيات المهنية والمؤسسات الأهلية، وتناول المهرجان سرداً تاريخياً لحادثة تأسيس هيئة الاتحاد الوطني، وألقيت قصيدة، وأنشودة وطنية، وفقرة الباكر يتحدث، والبيان الختامي للمهرجان الوطني الأول المنعقد في 15 من أكتوبر 2002م.

وقد شاركت في المهرجان جمعيات سياسية وطنية ومنها جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، والعمل الإسلامي، والعمل الوطني الديمقراطي، والتجمع القومي الديمقراطي، والتجمع الوطني الديمقراطي، والوسط العربي الإسلامي الديمقراطي، والمنبر الديمقراطي التقدمي.

وأصدرت اللجنة المنظمة القائمة على تنظيم المهرجان مطوية للذكرى الثامنة والأربعين لتأسيس هيئة الاتحاد الوطني وذلك ضمن استعدادات اللجنة لتوعية الجماهير بحادثة تأسيس الهيئة، حيث أشارت المطوية إلى تاريخ حادثة تأسيس الهيئة في مأتم بن خميس في الثالث عشر من أكتوبر 1954م خلال مؤتمر وطني جماهيري كبير وما اتخذه من قرارات سياسية شجاعة، واختيـار هيئة تنفيذية عليا قوامـها (120) شخصية من أبناء شعبنا البحراني، وكان من بينهم كما في المطوية الحاج أحمد بن معراج، إذ ورد اسمه بترتيب رقمي تحت رقم (14) في المطوية التي تعتبر وثيقة تاريخية تذكرنا بحادثة تأسيس الهيئة بنفس الترتيب الوارد لأعضائها في كتاب عبد الرحمن الباكر في كتابه ” من البحرين إلى المنفى ” [22]، وقد طوت هذه القائمة من الأسماء ما يدل على الوحدة الوطنية الرائعة بين أبناء شعبنا، وذلك قبل (56) عاماً من كتابة وتدوين هذه الدراسة التاريخية عن شخصية بن معراج في شهري نوفمبر وأكتوبر 2010م.

ومع أن عمر المطوية ليس بعيداً إلاَّ أنها بالنسبة إلينا كمتأخرين وثيقة هامة لانطوائها على تجديد الذاكرة التاريخية التي تربط جماهيرنا في الوقت الحاضر بالتاريخ السياسي للشعب البحراني، ولأنها تستمد هذه المطوية أهميتها من بياناتها عن حادثة جماهيرية سياسية معبرة عن ضمير شعل البحرين في فترة حرجة، وأخيراً انطوائها كذلك على صورتين لهما دلالتهما.

ونظراً لهذه الأهمية نعرض على القارئ الكريم في قسم الوثائق:
– أسماء وأعضاء الهيئة المنتخبة المائة والعشرون.


[1] الفراغات في الجداول تعني أننا لم نحصل على بيانات إما بسبب تلف مقدمة الكتب المخطوطة أو تمزق صفحات النهاية فيها، وبسقوط هذه الصفحات يتعذر علينا معرفة اسم المخطوط واسم مصنفه أو مؤلفه، وربما لا نحصل على اسم الناسخ، وقد واجهنا في بعض الكتب المخطوط مشاكل من هذا القبيل، فاضطررنا إلى تبييض أماكن محددة في بعض الجداول.
[2] عباس ملا عطية، ومحمد جمعة بادي، الجمرات الودية في المودة الجمرية، ص 36 – 37.
[3] المصدر السابق ص 37
[4] النويدي، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين، المجلد الثالث ص 489.
[5] بن فايز، ديوان فوز الفائز، جمع أحمد بن معراج ص 8.
[6] النويدي، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين، المجلد الثالث ص 489.
[7] حسين اسماعيل، أخبار البحرين في القرن العشرين ص 14.
[8] حسين إسماعيل، أخبار البحرين في القرن العشرين ص 14.
[9] توجد بيانات على قبره في مقبرة جرداب – سند، وقد جددت بعد محوها، كما يوجد شريط موثق مصور لأحد المعمرين (120) سنة يؤكد هذه الحقيقة، بالإضافة إلى عشرات المعمرين الذين يكررون ليل نهار هذه الحقيقة، ومما يؤكد ذلك أن الأستاذ سالم ذكر أن بن فايز سكن في آخر أيامه ” سند “، انظر أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين، المجلد الثالث ص 489، كما أن أهالي سند يدفنون موتاهم في مقبرة جرداب – سند كما هو معروف عنهم.
[10] النويدري، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرناً، ج 3 ص 491.
[11] لم يحدد الأستاذ النويدري لحظة لقائه بالحاج أحمد بن معراج، ولكنه – كما في النص أعلاه – قد قدَّر عمره بمائة عام، وقد صدر كتاب النويدري أعلام الثقافة الذي كتب فيه هذه المعلومة سنة 1992م، أي بعد وفاة الحاج أحمد بن معراج بحوالي (22) عاماً ميلادياً، والمنطقي أن النويدري كتب هذه المعلومة في تقدير عمر بن معراج قبل تاريخ وفاته سنة 1970م ولنفرض في أقصى مدى أن تاريخ اجتماعه به كان قبل وفاته بأسبوع، وأن هذه المعلومة ثبتت في الكتاب في السنة ذاتها ن وبالتالي يكون تاريخ ولادة بن معراج يكون سنة 1870م، وهذا مخالف تماماً لما هو مسجل ومثبت في جواز سفره.
[12] النويدري، أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين، المجلد الثالث ص 491.
[13] ثمة ملحوظة واضحة في غلاف الديوان الخارجي، وتكررت في عنوان الديوان الداخلي ص 11، وهي ما كتب على صفحتي الغلافين الداخلي والخارجي من عبارة تقول: ” عُنِيَ بجمعه الموفق الوجيه خير الحاج أحمد علي بن معراج “، بينما اسمه الحقيقي أحمد بن معراج بن حسن بن علي بن مال الله النويدري البحراني كما ذكر مراراً في مخطوطاته لكتب العلماء وما نسخه من رسائلهم في وفيات الأئمة ومواليدهم، ويرجح ابنه الوحيد الأستاذ علي أن أبيه أدخل اسم ” ابنه علي ” الذي توفي في حياته ففجع بن معراج بعزيزه الفقيد ((علي)) وتأثر كثيراً بهذا الفقد، فظل اسم ابنه يلاحق ذاكرته، فكتبه في ديوان بن فايز وفي نقوشه على منبر مأتمه، فهو أيضاً يجيد النجارة وصناعتها، وأعاد تسميته ابنه الوحيد بالاسم ذاته، ويرى البعض أن الإضافة خطأ مطبعي.
[14] بن فايز، مقدمة الناشر لديوان ” فوز الفائز ” ص 5.
[15] انظر كتاب ((لؤلؤة البحرين)) للفقيه الشيخ يوسف الدرازي البحراني ص 10، 101، 110، 442، وكتاب ((أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين)) للمؤرخ البحراني شيخ علي بن حسن البلادي ص 222 – 223.
[16] مقطع من ” مختصر السيرة الذاتية لا بن معراج ” الذي كتبه ابنه الأستاذ علي بن أحمد بن معراج.
[17] انظر كتابه المذكور أعلاه ص 304 – 307.
[18] سعيد الشهابي، البحرين في الوثائق البريطانية ص 231.
[19] هكذا كتبت في أصل النص المأخوذ من كتاب ” القبيلة والدولة في البحرين ” لمؤلفه الدكتور فؤاد اسحاق الخوري، ولكن هذا اللفظ (لفظ المئة) الذي يمثل عدداً يكتب بوضع الهمزة على سن أو ضرس مع مد بحرف الألف فتكون هكذا ((المائة))، والله أعلم بأيهما أكثر دقة عند علماء اللغة العربية.
[20] فؤاد إسحاق الخوري، القبيلة والدولة في البحرين، تطور نظام السلطة وممارستها ص 306.
[21] ما أشار أحد الباحثين من اضطرار ابن معراج إلى اللجوء للتخفي لدى أحد أعز أصدقائه وهو صديقه الوفي الحاج علي بن سرحان، وهو مقاوم للاحتلال البريطاني وجنده الغاشمين.
[22] الباكر، من البحرين إلى المنفى ص 60، 61، 62.

شارك برأيك: