مغاليق الندبة للشاعر سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068

نـدبـنـاك والـنـدبـاتُ مـا غـيّـرتْ مـجـرى
ولا أوقـظـتْ مـن بـعـد أحـلامـنـا فـجــرا

كــوابــيــسُ قَــهْــرٍ تَـسْـتَـثِـيْـرُ ذرائــعــا
بـأنَّ الليالي السودِ قـد قُـطِّـعـتْ صـبـرا

فـعـتـمَـتُـنـا أشـواطُـهــا وَهْـمُ سَـبْـرِهـا
بـدونُ دلـيـلٍ قـد مَـشَـيْـنـا بـهـا صِـفــرا

نُـراوحُ فـي دفـعِ الـمـسـافـــةِ كــلّــمــا
تـشـاءُ لـنـا عَنْ ردمِ سُلْـطَـتِـهـا حَـجْـرَا

نـرامـيـك مـن بُـعـدٍ لـنـصـطـادَ وعـدكـم
بـسـنـارة مـكـفــوفــة تــذرع الــبــحــرا

فـنـوقـن أنَّ الـمـسـتـحـيــل مــجــازنــا
وأَنّــا عـلـى أطـلالـه نـسـكـن الـقـفــرا

ردمــنــاك يـا مـولاي قــبـل مــســافــة
فكيف تحيل العمر فـي طوله بشـرى؟!

ونـحـن عـبـوس الـيـأس شئناك عابسا
وعــنــا تـولَّــى مــثــل جـدّك مـضـطــرا

فـمـن يـنـقـذ المسلـوب وسط زحامهـا
وكـلُّ أيـادي الـجـور قـبّـلـهـا شُــكْــرا؟!

وكــل الــذي يـأتـيــه يــركــبُ ظَـعــنَــهُ
ومـن ثُـمَّ يُـرمَـى فـي بـدايـتِـهـا جَـبْــرَا

وفــي جــريــانِ الابـــتــداءِ امـتـقــاعُــهُ
إذ الـمـاءُ ممسوكٌ ومـا نـاطـحَ الـصخـرا

أيـا جَـذْبــةً فـي الــروحِ تُــوقِــرُ نَـبْـعَـهـا
إذا شــاءَ أن يـهـتــاجَ تُــخــرِسُــهُ وَقْــرا

ويـا جـذبــةَ الـتـلـقـاءِ تَـنْـبُــشُ مَــاءَهــا
وتـلـقـاؤُهـا مـا عــادَ يـحـتـرفُ الـحَـفْــرَا

قـد اكـتـسـبـتْ مـاءَ الـطُـغَـاةِ مَـهِـيْـنُــهُ
فـكـوثـرُهـا السلسالُ ما لامسَ الـثـغـرا

ومـن لـم يــذقْ مـن مـاءَ حـيـدرَ شُـربـةً
مـع الـقـائـم الـمـهـدي مـا صُـدِّرَ الـنهـرا

لأنَّ لـــه قـــومـــاً بــهــم شـاء أنْ يُــرى
وعـن عـيـنِـهِـم قـد شاءَ يكشِفُهُ سِتْـرَا

رجـالات حـرب فـي الـجـبــال قـيـامـهـم
وقـد طاولوا السحب التي عَصَرُوا عَصْـرَا

لـهـم أمطرتْ طـلـقَ البنادق في العدى
وبـالـجـثـث الـرعـنـاء قـد قدحوا الـخمـرا

هــنــاك تــجـلَّـى صـاحـب الأمـــر إنَّـــهُ
قــبـيـل تــمــام الأمـر قـد أنـجــز الأمـرا

تَـرسَّــمَ فــي تـلــك الـوجُــوهِ ظـهــورَهُ
وقال لـهـم: إن قمـتُ فلتحموا الـظَّـهْـرَا

فــقــد كَــثُــرَ الأعـداءُ وازدادَ خَــتْــلُـهُـمْ
خَــفَــاءً وإِعـلانـاً لـقـد أحـكـمُـوا الـغـدرا

وفـي غـبـشِ الملهـاةِ بـالـجُـرحِ أدمـنـوا
تـوحشَّهُـم واسترضعـوا النابَ والـظِّـفْـرا

فــكــلُّ مـغــالـيــق الـجـراحــات نــدبــة
لـهـا حالبٌ وسط السما ما قضى وطـرا

ألا فـانـدبــوا ضـرع الـقـيـــام وقــوفُـكُــم
بِــكُـلِّ قُـعُـودٍ شــاءَ يَـسْـتَـحْـلِـبُ الصدرا

فـــمـــا درَّ ضــــرعُ الله إلاَّ لِــــقَــــائِـــــمٍ
لِـيُـقْـفِـلَ نَـبـعَ الـدمـعِ فـالــثـــأر قــد درّا

****

أمـولايَ فـي ضَـمِّ الـمـغـالـيـقِ حَـســرةٌ
فمن ذا يضم القفل كي يكشـف الضُّـرَّا؟

ومن ذا يُـطِـيْـلُ الـنَّـدبَ والـدمـعُ شَمْـعُـهُ
ويـحـتـاجُ فـأسـاً إنْ أراد لــهــا كــســرا؟!

جَـمَـدْنَــا عـلـى غَـيـبِ الـدُّمُـوعِ سَحَابـةً
تـمـاطـرُ تُــربــاً حـيـنَ بَـخَّـرَهــا جَـــمْـــرا

وتــطــلــبُ ودَّ الأرضِ والأرضُ بَـــلْـــقَــــعٌ
عـلـى حـاقَّـةٍ قـد سرَّبَـتْ دمـعَـهـا قَـعْـرَا

وتـسـألُ أهــل الــودِّ عــن غـمــز ودِّهــم
وبـالـغـمـزةِ الـرقـطـاءِ قـد أعـلـنُـوا الهَجْـرَا

فـمــا قــبــل زخَّــاتِ الـظُّـهـورِ مَــقَـــاتِــلٌ
بـهــا نـدبــة الـبـاكـيـن مــا أمَّــنَــتْ حُــرَّا

ولــم تــوقــفْ الإرهــاب والـقـلـب واجــفٌ
وإذْ يُــعــذرُ الـمُـضْـطَـرُّ مـَـا قُـبِـلَــتْ عُــذْرَا

هِـيَ الـحــربُ والإرهـابُ رأسُ حِــرَابِــهـــا
ونـحـنُ لـهُ الـغـايــاتُ لـــنْ نـأمـنَ الـشَّــرَّا

إذا لــمْ نُـقَـيِّـضْ لـلـســلاح مـــصـــيـــرنــا
وفــي حُـكْـمِـهِ نـحـيـا الـمـهـابَـةَ والـكِـبْـرَا

ونـصـرعُ إرهـــابــــاً عـــلــــى بَــابِ دَارِنـــا
ونــرمــيــهِ لـلأنــيــابِ نــمــنــعُــهُ الـقَـبْـرَا

سـلامٌ لــحــزب الله نَــطْــلِــبُ شِــبْــهَـــهُ
بِــتَــطــبِــيــلِ مَـــأزُومٌ وَمِـــنْ قَـــدَرٍ فَــــرَّا

وَنَــــحْـــــنُ لَــــهُ أَضْـــــدَادُهُ فـــــي وِدَادِهِ
وعـن فِـعْـلِــهِ بـالـعـجــزِ نَــمْــدَحُــهُ كـُفــرا

نَـــظُــنُّ بِــتَـقــرِيـــضِ الـفِـعَــالِ يَــنُــوبُــنَــا
مـن الـفـعـلِ تـدبـيـجُ الـنـيـاشـيـنِ مـا قَــرَّا

مُـقَـايـضـةٌ فـي الــدورِ بُــقْــعَــةُ ضَــوئِــهِـم
لِـكَــالِـحِـنَــا الإسـقــاطُ يُـوصِـلُـهــا حَــصَــرا

ولـــم نَـــدرِ أنَّ الـــضـــوءَ والــدَّوْرُ مُــعْــتِــمٌ
عَـشـىً لِـعُـيُـونٍ أَغْـمَـضَـتْ جَـفْـنَـهَـا دَهْرَا

فـلا تُـغْـمِـضُـوا الـعَــيْـنَـيْـنِ فـالـذبـحُ قَــادمٌ
ومـن يـغـمـضْ الـعـيـنـيـنِ لـن يـنقـذَ النحرا

مـسـاجـدُكُـم .. أحيـاؤُكُـم .. بَـهـوُ حَـفلِكُم
وذكــرٌ لـكـم .. جَــاءُوا لإطــفـــائِـــــهِ ذِكــرا

إذا لـم تــكُـونُــوا كــالــعـصـائـبِ زَحْـفُــكُــم
إلـى الـقـومِ لا تُـغْـزَوْنَ فـي دَارِكُــم عُـقْــرَا

وإنْ لــم تَــكُــونُــوا والـمَــلامــةُ تَـصْـطَـلِــي
تَـخُـوضُـونَ حَـربَ الـلـومِ والـفِـتْـنَـةِ الـكُبْـرَى

فَــأَنْـتُــم أَضَــاحِــيْ لِــلــمَــذابِــحِ والــــذي
تَــلَـوّمَـكُــم نــخـبـاً عـلـى قَـتْـلِـكُـم أَجْــرَى

وَمَـنْ لَــمْ يَــعِـشْ قُــوتَ الــسِّـلاحِ بـيـومِــهِ
فـلــيــسَ لَــهُ دُنْــيــاً وَلَـــيــسَ لــهُ أُخْـــرى

وَمِــنْ كَــفِّــهِ الــعَـــزْلاءِ أو دَمْــــعُ نُــــدْبَــــةٍ
بِـتَـحْـرِيـزِ مَـا يَـحْـوِي فَـقَـدْ شَـمَّــعَ الـنَّـصْــرَا

وَضَـيّـــعَ لِــلْــمَــهْـــدِيِّ حَــتَّــى شُــهُــــودِهِ
وأحــيــا صــلاةَ الـقُــربِ فـي جَـنْــبِـهِ قَـصْـرَا

شارك برأيك: