لـم أدرِ كـيـف يُـنِـيـرُ الـفِـكـرُ فـي الـظُّـلَــمِ
إلاَّ وأنـــتَ تُــــوارى قـــبـــرَكَ الأُمَـــمِــي؟!
هــذا الــجـهــادُ عَــصِــيُّ الـقَــبْــرِ يـدثُـــرُهُ
مـــن زارهُ قـــالَ هَـــذِي ركـــزةُ الـــعَــلَـــمِ
يـا أصـفـيُّ .. ومـــن جـيــلِ الـجـهــادِ أتـى
تـاريـخـكـم .. فـيـكَ قـد أقسمـتُ بـالـقَـلَـمِ
جـيـلُ الـمُـظَـفَّـرِ .. جـيـلُ الصـدرِ مُـفـتَـخَـراً
وصــحــبـــةُ مـــع فــضـــل الله مــن قِـــدَمِ
أخـشــى أقـــولُ رحـيــلاً جـيـلُـكُـم غَــرِبــاً
مـن يـصـنـعُ الـفـكـرَ لا يـمـضـي كَـمُـنْـهَـزِمِ
بـل ذا يــعــادلُ حــالُ الــمــوتِ سَــطْــوَتَــهُ
عـلـى الـبـقـاءِ بــجـيــلٍ غــيــرِ مُـنــفَــطِــمِ
يــــا آيـــــةَ الله والآيــــاتُ مــــا غَــــرُبَـــــتْ
كـيـفَ الـدلـيـلُ يُـسـاوِي لـحـظـةَ الـعَــدَمِ؟!
جـيـلُ الـدُّعـاةِ مــن الـبـحـريـنِ يَـحـفَـظُـكُـمْ
ونـحــنُ أصـغــرُهُــم فـي مـشـهــدِ الـحُـلُـمِ
من دونِ ذكـرى لـكـم في الحسِّ تـجـمـعُـنـا
حــنــيــنُــنَــا لـكَ عـنــهــم بــالــغُ الــنَّــهَــمِ
فـالــعــشــقُ إنْ كــان لا مــرئــيُّ .. قُــوَّتُــهُ
مِـنْ دافـعِ الـغـيـبِ أقـوى من شُـهُـودِ عَمِيْ
أدريـــكَ حـيـنَ أرى عـبــدالــوهــابَ عــلـــى
ذات الــبـصـيــرةِ حَــذوَ الـخــطــوِ بـالــقَـــدَمِ
وافــيــتَ لله بــالـــتَّـــقــوى وكـــنـــزَتُـــهــــا
بــأنَّ حِــمْــلَـكَ خِـــفُّ الـجـيــب لا الــقِــيَــمِ
ومـثـلُـكَ الـمُــقْــتــدى عـنـدي بـمـحـبـسِـهِ
وَفَّــىْ الــجـهــادَ وبَـــرَّ الله فــي الــقَــسَــمِ
أهــواكَ فـــي تَــــعَـــبِ الأيَّــامِ تــكــلـــؤُهــا
مـن جَـشْـبِ زادِكَ واسـتـغـنـيـتَ عن دَسَـمِ
فـكـان جــشــبُــكَ مــا يُــغــنِــي مــوائــدَنــا
وقــد تَــحــسَّــدَهـا الـمِــبْــطــانُ مــن لَـمَـمِ
أهــواكَ إذ كُـــنـــتَ لـلـبــحــريــنِ نـاصــرَهــا
مـن بــعــضِ إرثـــكَ فــكــراً خـصِّــبـــتْ بــدمِ
حـيَّ الـجــهــادِ بــنــهــجِ الــصـدر نـمـحـضُـهُ
نــهــجِ الـخـمـيـنـيْ فـــذا لـلأنــبــيــاءِ نُـمِـيْ
حــيَّ الـجـــهـــادِ كــحـــزبِ الله نــعــشــقُــهُ
أنَّــا رَمَــــى قـــد رمـــيـــنـــا والــعــدوُّ رُمِــي
مـن وحـدة الـنـهــج كـنـتــم فـي مـرابـضـهــا
فِـــكْــــراً ونَـــحْـــنُ لــــــه وَقْـــــدٌ بـــلا نَـــدَمِ
أنــتــم مــحــاريــبُــنــا الأنــقــى إذا نَـطَــقَـتْ
ونــحــنُ تـــرجــمــةُ الأفْــكــارِ فــي الــدُّشَـمِ
والـسَّـهْــمُ مُــنــطــلِــقٌ لا لـيــس يُــرجِــعُــهُ
خــتــلُ الـمــراوغِ واســتـمـهــالُ مُــخــتَــصِـمِ
إذ فــي رحـيـلِــكَ تـــثــمـــيــرٌ لِــصَــحْــوَتِــنــا
يـا غـفـوةَ الــمــوتِ هــذي صـحـوةُ الــهِــمَــمِ
في رثاء الراحل الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الآصفي الذي يعد أحد كوكبة جيل الصحوة الإسلامية في الفكر والدعوة والجهاد .. والذي تدين له مختلف الساحات من العراق للبحرين لإيران فلبنان ببصماته الفكرية والجهادية الواضحة .. هذه القصيدة