عنده .. للشاعر سلمان عبد الحسين سلمان

سلمان عبد الحسين
عـنـد الـرضـا بـضـيـافة الـسـلـطـانِ
هـا أنـت تـمـلـكـهـا صـكـوك جـنـانِ

لـيـس ادّعـاء تـمـلُّـك الـجـنـات مـن
مـتـسـلـط بـالــديـــن كــالــرهـبــانِ

بـل فُـسحـةٌ عـنـد الـمـقـام كـجـنـة
شـيـدت لــه فـغـدت كـصـكِّ ضـمـانِ

مـحـن عـلـى الأطـهـار مـرّت ظـنَّـهـا
ذو سـلـطـة طـمـس لـهـم بـعــيــانِ

قــتــلٌ وتــشــريــدٌ وسـجـنٌ فـاغــر
أبـديــة الــتــنـكــيــل والــنــسـيــانِ

والـكـيـد والـخـدع الـلـقيـطـة ترتمي
مــن ألـعــبـــان الـمـكـر كـالـثـعـبـانِ

لـتـعــود راجـحــة لأصـحــاب الــغــوا
وإذا الــمُـكــادُ يـجـيــئ بـالـرجـحـانِ

هـذا الـرضــا سـلـطـانــه فـي بـهـوه
فـمــقــامـــه مــن تـحـفـــة الأزمــانِ

هـذا الـذي فـي القصر راموا سـجنـه
بـولايـــة الإيــمـــان لــلــشــيــطـــانِ

لــيـعـود حـيــدر وهــو يـنـدب حـظــه
ويـــــرى ولايــــتـــــه مــــدار رهـــانِ

وإذا بـكـوخ عـلـي يـسـكـن قـصـرهم
ويــطــيــح أبَّــهــة مـــن الــشــنـــآنِ

والـــيــــوم أُبَّـــهـــةٌ بـــلا كُــلَــفٍ ولا
تـصـعـيـر خـدٍّ .. شـمَّـــةُ الــعــرفــانِ

مـفـتـوحــة الأبــواب جــنّــة حــيــدرٍ
وبــهــا الــرضــا مـلــك بــلا أعــيـــانِ

خـــدم حـواريـيـه تـحـفـة عـمـرهــم
نـــعـــل يـــزور يــدوس دوس أمـــانِ

حـفـظـوا نـعـالا مـثـل حـفـظ التـاج لا
بـخـزانـة بــل حــضــرة “الـكـشــوان”

لـيـكـون زائـرهـم بـحـضـرة عشقهـم
عـنـد الـرضـا يـسعـى إلـى الرضـوانِ

****

الـيــوم والـمـيـلاد غــبــطـة فــرحــة
والـنــاس شـكــوى مـــرَّةٌ وأمــانــي

عـنـد الـرضـا لـلـبـوح فــارع صـوتــنــا
فـــي جــنَّــة مــوفــــورة الأغــصــانِ

حـبـلُ الـتـعـلُّــق بـالــرجـاء مـيـسَّــرٌ
لــلــقـفـــز مــن حــال لــحــال ثـــانِ

مــولاي لــم نـقـفـز عـلـى أحـزانـنــا
يــومــا ونــحــيـــا الـحـزن كـالإدمــانِ

ولأنـت ســلــطـــان وكـــل ولاتـــنـــا
أجــراء تــوصــلــنـــا إلــى الـكـفــرانِ

فـتـقـبَّـلْ الـشـكـوى فـأنـت لـهــا إذا
جـحـدوا بـنــا هـمــلا مــن الـنـكــرانِ

فـالـشـعـب كَـمٌّ مـهـمـل يـا سـيـدي
يــشــكـــو لــمــغــلـــول مـــن الآذان

والـشـعـب أضـحـيـة إلـيـهـم قُـدِّمــتْ
صــرنــا مــبـاهـلـــة عــلـــى قــربــانِ

الــكــل فـــاز بــنــا لـنــخـســر دونـــه
إذ نـــحـــن هــابــيــل بـــلا عـــنـــوانِ

مــولاي أنــت رضـا ونــحــن تـغـاضــبٌ
مـن جـرحـنـا الـمـفـتـوح فـي الأوطـانِ

فـاجـعـل رضـانــا فــي مــضــارب عــزة
فـالــذل أطـعــمـنــا لــعـــار الــجــانــي

يـا مـن كـشـفـت الـكـيـد في مأمونهم
إذ لــعــبــــة الإغـــواء فــي تـــوهــــانِ

مـنـكـم غـدا الـمـنـفـوض حـظـا عـاثـرا
وبـنــا يــجـــرِّبُ ألـــف ألـــف حــصـــانِ

مــولاي حــصــنّـــا وقـــعـــر خـــيــلـــه
لــتــكــون جــامــحـــة بــدون مــكـــانِ

وبــدون ســاحـــات ودون نــفــيـــرهــا
وبـــــدون أوطـــــان ولا إنــــــســـــــانِ

تـرتـد تــركــل فــي الـجـمـوح صحابهـا
وتــريــهــم الـمـحـمـوم فــي الــفـورانِ

مـولاي بـعـض رضـاك هــدأة خـطــونــا
وبــه تـــمـــام الـــرشـــد والإحــســانِ

فـكـن الــرضــا عــنــا وفــيــنــا دائــمــاً
وتــلــقَّــنــا فــي ســـاحــةِ الـغــفــرانِ

شارك برأيك: