منعرج كربلا للشاعر سلمان عبد الحسين

عاشورائيات (1 – 1)
المعارضة الأولى

قصيدة سيد جعفر الحلي

وجـه الـصـبـاح عـلـيَّ لـيـلٌ مظلـمُ
وربــيــعُ أيّــامـي عــلــيَّ مــحــرَّمُ


منعرج كربلا
الشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

وجــه الـزمــان عـلـيَّ صـبــحٌ يُــحــرِمُ
وربــيــعــه الـحــزنُ الـذي يَــتَــبَــرْعَــمُ

يــهــبُ الــنــضــارةَ حــزنَــه بـــذؤابـــةٍ
خـضـراءَ ما شـاخـتْ ولا هـي تُــبـكِــمُ

فـالـحـزن يُشعِلُ فـي الفصيح ضـرامـه
فـيـقـول: صـُعــبٌ بــعــدهــا أتــكــتَّــمُ

أنـا يـا خـضـارَ الـحُـزنِ تَـنْـدَى دمـعتـي
وَمِنَ الـغـمـامِ على الـعُـيُـونِ أُغَـمْـغِـمُ

والـدمـعُ عـشـقُ الـمـستـهـلِّ تـأسِّـيـاً
فــإذا غــدا غــوراً فـدمــعـيَ زمــزمُ

كُثْـرٌ مـنـاهِـلُـهُ الـتـي صُـبَّـتْ عـلــى
أحــزانِــهِ والــفــيــضِ إذ يَـــتَـــقَــسَّــمُ

لـم يُبقِ ظـامٍ في مـبـاهـلـةِ الـسـمـا
بــالــدمــعِ والــوجــعِ الــذي يــتــرسَّـمُ

* * *

الـيـومُ خَــارِطــةٌ لِـحْــزنِــيَ أُتــرِعَــتْ
والــطــفُّ فــي تــفـصـالِــهــا تَــتَـقــدَّمُ

وأرى لـمــكّـةَ فــي الــحِــرابِ تَــأَخُّــراً
دون الـطُــفُــوفِ وحــربِــهــا إذ تَــعْـــزِمُ

مــا لـلـسُـيُــوفِ ومــكَّــةٍ .. وحـريـمُـهـا
مِـنْ كُـلِّ مٌـشـتـبِــكٍ .. دِمـاءٌ تَــعْــصِــمُ

حـتَّـى الـحـسـيـنُ فـمـا لَـهُ إحـرامُـهــا
مــا دام أســتـــاراً لـهــا مــن يَـهْــجِــمُ

مـا دام في الأفقِ الـسيـوفُ تـجـمَّـعـتْ
هـذا الـحـسـيـنُ طـريـدُهـا والــمَــغْــرَمُ

أتــقــول بـــيـــتُ الله مــشــتـــاقٌ لـــه
لـــكـــنِّـــه مِـــنْ حـــربِــــهِ يَـــتَــــبَـــرَّمُ

لا أرضَ فـي هذي الـبـسـيـطـة بـالـفـدا
تــقــوى عـلـيــه ورحــبُــهــا يَــتَــفَــهَّــمُ

إلاَّ الـــطـــفـــوفُ خـــيـــارُهُ وحـــصــــارُهُ
والـشـرطُ أنْ يَــبْــرَى وأنْ يـجــري الــدَّمُ

حـتّى مـديـنـةُ جـدِّه بُهِـضَــتْ عـلـى
حِـمــلٍ لــه .. والــجــدُّ لـمَّــا يَـلْـثِــمُ

مـا عــاد حــتـى الــضَّـمِّ يــقــوى فِـعْـلَـهُ
إنَّ الــمـــصــيـــرَ مُـــرتَّـــبٌ ومُـــحـــتَّـــمُ

* * *

يا غربةَ الـسـبـطِ الـشـهـيدِ .. لِـكْـرَبَـلا
حـصـراً .. طريـقُ الأمـنيـات مُـؤمَّــمُ

خرجَ الـحـسـيـنُ .. فَـقُـلْ: تـلاحـقَ دربُـهُ
وَصْــلاً وَقَـطْــعــاً والـغـوائـل تَــدهَـــمُ

وَصْـلاً بـجـدٍّ قــال: فـاخـرجْ يــا بُـــنَــيْ
وَصْـلِيْ على أرض الـطـفـوف يُــتـمَّـمُ

لــمَّــا أُبـــيـــحُ لِــكُــلِّ شُــلْــوٍ لَــثـــمَـــةً
لا لــثـــمَ مَــنْــحَــرِكَ الــذي أتــجــشّــمُ

قــطـعــاً .. فـمــكَّــةُ قـد تـقـطَّــعَ دربُـهــا
صـحـراءُ دربـيَ مـن فِــنَــاهـا أســلــمُ

كخـروج موسى .. عـنـد مـوسى صُحبـةٌ
هـيَ مــن تُــديــنُ لــفــعــلِــهِ وَتُــجَـــرِّمُ

أمَّـا صـحـابـيَ فــيْ الـطـريـقِ فَـقِـلَّــةٌ
والـنــاصــحـونَ الـكـثـرُ هُــمْ لِــيَ لُــوَّمُ

والـبـعـضُ أبدلَ صُحبَـتِـي خـيـلاً عـسـى
يومَ الــظـلـيـمـةِ لـلـقــتـيــلِ تُـحَـمْـحِـمُ

كـخـروج موسى خـائـفـا .. لمْ لا؟! .. ألم
فـي كـوفـةٍ بـالـعـهـدِ يُـقـتــلُ مُـسـلـمُ؟!

* * *

مـاذا بَـقِـيْ لـلـسِّــبـطِ يَـلــئَــمُ جُـرحَـهُ
أو دونَ خـــوفٍ لـلــظــلامــةِ يَــكــظِـــمُ؟!

مُــتَـــرَسِّـــمٌ هــذا الــطــريـقُ خـــيــارُهُ
لا مــــكّـــةٌ لا كُــــوفــــةٌ مــا يُـــلــــزِمُ

إلاَّ الـطــفــوفَ مـســارُ مُــنــعــرجٍ .. بـهـا
لـك يـا حـسـيـنُ بـدا الـطـريـقُ الأَقْــوَمُ

هـا قــد خـرجــتَ .. وصـارَ قـصـدُكَ كـربـلا
ومــن الــتَّــكَــتُّـمِ صــار كـونٌ يَــعــلـــمُ

إذ أنــتَ قــصَّــتــنــا الــتــي نـحــيــا بـهــا
كـيــفَ الـمــســارُ بـهـا هُـدىً لا نَــقْـحَــمُ

ومــســارُ مُــنْــعَــرَجٍ يُـمـيــطُ لِــثَـــامَـــهُ
قَــــدَرٌ فـــمـــا عَـــــن أَمْـــرِهِ يَـــتَــلَـــثَّـــمُ

* * *

فــي مــكّــةٍ كــانَ الـــعــروجُ بــدايـــةً
وإذا الــعـــروجُ تَـهَــتُّـــكٌ لَــكَ يَــفْــصِـــمُ

وبـــــأرضِ كـــوفـــانٍ عُـــرُوجُ تَــوَهُّـــمٍ
مَـنْ فـي وُضُـوحِـكَ مَـقـصـداً لا يُـوهَــمُ

والاخــتـــيــــارُ إذ الـطــريـقُ روايـــةٌ
لابُـدَّ يُـفـصِــحُ بـعـضُـهُـم أو يُــعـــجِـــمُ

قَـهــرٌ مِــنَ الأصَــحـــابِ جـــاءَكَ سَــيِّــدِي
مـن جـاءَ جـاءَ ومـن أشـاحوا عُــوِّمُـوا

مـا بــيــن مَــخْــذُولٍ وبــيـــن مُـــخَـــذِّلٍ
أو طــالــبِ الأســبــابِ وَهْــــوَ يُـــصـــرِّمُ

الـــطــــفُّ فــــي طُــلاَّبِــهــا قَــــدَرَيَّـــةٌ
مـا نُـصـرةً طَـلَـبُــوا وَعَـنْـهُـم تُــحْــجِــمُ

بـل مـا خـصـومَـتَـهُـم إلـى سـبـطِ الـهـدى
فـي غـفـلــةِ الأقـدارِ سـاعـاً تَــخْــصِـــمُ

أو لــيــس جــعــجــعـــةً يُــجــاءُ بـــه إلــى
أرض الـطـفــوف؟! هـل الـريـاحـي يَـأْثَــمُ؟!

قـد جــاءَ مُــخْــتَــصِـمــاً وطــالــبَ حــربِـــهِ
لــكــنْ أفـــاءَ لـــنـــورِهِ يَـــسْـــتَـــسْـــلِـــمُ

****

يـا مُــسـتــتــابَ الـطــفِّ لــم تــكُ تَــوبــةً
أنـتَ الـنـعــيـمُ لَـخَــصْــمِ وِدٍّ يُـــنـــعِــمُ

يـا مــســتـراحَ الــطــفِّ أنــتَ بــجــولــةٍ
أولـى لــحــربِ الـحــقِّ دهــراً تَـحْــسِـــمُ

فـأدِرْ مــكــافــئـةَ الـطِّــعــانِ عــلـى الـعِـدا
لا مِــنَ جُــيُـوشٍ مِـثْـلَ مَـوج يَــلـطِــمُ

لـكـنْ مِــنَ الــصِّــيْــدِ الـذيـن تَـــألَّــبُــوا
لـكَ مــوقـفــاً .. وفــؤادُهُــمْ بِــكَ مُــفــعَــمُ

مــن قــلِّــةٍ بــرزُوا وشــاهِــقُ مَــوْتِـهِــم
يَـعـلُـو عـلـى فَـغْرِ الـجُـيُـوشِ ويُــلــقِــمُ

كَـتَـبُــوا الـمـواقـفَ لا بحـدِّ سـيــوفـهــم
بـل حــجَّـــةً تُلـقـى ووعـظـاً يُـفْـحِـمُ

ثَــبَــتُـوا وأمـنـيــةُ الـثــبـاتِ فـقـتـلــةٌ
عـن ألــفِ رُوحٍ لـلـمـــواضــي تُـطــعَــمُ

فـالـحــشــدَ مـا هـابُـوا وكُــلُّ هِــتَــافِـهِـم
وجـمـوعـهم ترغـي .. رغـاءٌ أبــكــمُ

* * *

مَـنْ لا يــرى فــي الـســبــطِ أكــبــرَ واعِــظٍ
ويَــظُــــنُّ وحــدَتَــهُ بِـســـاطٌ يُـــغْـــنَــمُ

أولاءِ حـدبــاءُ الـــســـيُــوفِ تَـجُـــرُّهُــم
لـقـتــالِ هـذا الــنــورِ .. هَـلَّ لــيُــخــطَــمُــوا

ولِــيَـفْــغَــرُوا فـاهَ الـغـنيـمـةِ ذلـــةً
ولــهـــم يُـبــاحُ هـنـا الأعــزُّ الأكــــرمُ

أولاءِ لــو سَــمِــعُــوا بأحـمـدَ أنــكـــرُوا
وعـن الــنُّــبُـــوَّةِ والـمــقــامِ اسـتــفــهــمــوا

لا عـن غــيـابِ الاســمِ فــي مِــيْــزانِــهِــم
لــكـنَّ مِــــيْــزانَ الـغَـنَـائِـــمِ أظــلـــمُ

فمن الحـسيـن؟! هـو ابـن بنت المصطفـى؟!
نَــزْعــاً لِــخَـــاتَـــمِـــهِ الـــذي يَــــتَـــخَـــتَّـــمُ

ذا خَـــاتَـــمٌ مِـــنْ خَـــاتِــــمٍ لــــنُــــبُــــوَّة
والإصـبـــعُ الـمــبـــتـــورُ قَــطـــعـــاً مَــعْــلَــمُ

كـي لا بــه يــنــســــونَ حـقَّ قَــــرابـــةٍ
مـن أحــمــدٍ .. فـبــهــا الــتــوسُّــل يَـهْـضِــمُ

ومـن الـحـسيــن؟! حـسيــنُ مـنِّــي قـطـعـةً
خُـــذهــــا كــــأشــــلاءٍ وظَــلَّ تُـــلَـــمْـــلِـــمُ

الــنــحـــرُ لا لَـــثْـــمٌ بــــه .. والـــصـــــدرُ لا
ضَــمٌّ لَــهُ .. والــجــسـمُ مــنـــه مُــهَـــشَّــمُ

فـالـنـحـرُ مَـقـطُـوعٌ .. أيُلْـثَمُ حَــدُّه؟!
والـصــدرُ مَــرضُــوضٌ .. تُـــضَـــمُّ الأَعْــظُـــمُ؟!

فَـــقُــبَــيْـــلَ هـذا مَــشْــهَـــداً مــتــكـــوِّراً
بالـخــســفِ يَـبْدرُ لـلأعادي ضَــيـــغَــــمُ

يُـوفـِـي الــصــحــابُ وتــبـــرزُ الأحــبــابُ مِـنْ
أهـــلٍ .. وتــكـتــالُ الــفــداءَ الأنـــجـــمُ

لــتــكــون مــعــركـة الــطــفــوف بــقــصــرهـا
هـي فــي الــبــقــاء وفــي الــخــلــود الأَدْوَمُ

ظــهــريــة أخـدت جــمــيـع رجــــالــــه
فـتـصــرَّمــتْ عُـصُـرٌ ولـيـس تُـــصـــــرَّمُ

يــا مــشـهــد الـقــتــل الــذي مـن طــعـنـة
جـعـل الـــطــعــانَ قـــوافـــلاً لا تـــســــأمُ

تَــصِـــفُ الـــزمـــانَ بـكــل تـــفـــصـــيــلٍ بـــه
وأمــام وصـــفـــك عــــاشــــراً تَـــــتَــــقَـــــزَّمُ

الــمـقـــتـــل الآنـيُّ أصــبـــحَ خــــمــــرة
شـربـتْ مــقــاتلــهـم وصـعـبٌ تُــفــطـــمُ

فـــلــكــــل ذي حــــظ بـــوقـــعــــة عـــاشـــر
تـــدويـــنُ قـــصـــتــــه بــــرجـــع يــــنـــظــــمُ

مـنــذ الـبـروز .. إلـى الـقــتــال .. لـمــصــرعٍ
حــتـى بــأنــفـــاسٍ لــه مــن يـــــعــــلـــمُ

ظُــهـــرِيَّـــةٌ لـــيـــســت ســـوى ظُــهْــــريَّــــةٍ
وهـي الــتــي كــلَّ الـدهـور تُـــرقِّــــمُ

وهـي الــتـــي نــهــوي عــلــى أذيــــالــــهـــا
مــســتــمـسـكـــيـــن بـــهـــا وكــونٌ يَــرجِـــمُ

كــم شــاعــرٍ ألــوى لــوصــفـــكَ عـــاشــــراً؟!
مــــن مُـــعـــجَـــــمٍ مـــتـــأوَّلٍ يَــــتَـــعَــــجَّـــمُ

مـنــذ الـحــســين هـوى لآخــر طــبــعـــة
صــرعــتــه مــا فــتــئ الـــمـــجـــازَ مُــطـهَّـــمُ

* * *

فـاسـتحــضــرْ الــعــبــاس فــهـــو بـــكــربـــلا
لَـــمَـــدارُ حَــلْــبَـتِــهــا الـتـي تَـــتَــكَــــوَّمُ

ومــــدارُ هــــذا الــســرد فـي إيـــقـــاعــــه
رجــزُ الـبـطـولــة لـلـخـيـول يُــتَــيِّــمُ

فـــالــكـــون مــدحـــيٌّ عــــلــــى صـــولاتـــــه
وأتَّـــمَـــهـــا كَـــرويَّـــــةً إذ يَــقْـــحَـــمُ

وأتـــمَّ دورتــــهـــــا بــحـــربٍ دُوّرتْ
لا تــدري فــيــــهــا أيَّ رأسٍ يَــــحْــــطِــــمُ

أو أيَّ جِــــسْـــــمٍ قَـــــدَّهُ مِــــنْ نِـــصْــــفِـــــهِ
أو أيَّ فَــــاغِــــرَ شِــــدْقِــــهِ مَــــنْ يُـــبْــــكِـــمُ

لــكــن تـمــام الــدحـي بــعــد غــبـــاره
صـــرعـــاه لـــلإعـــجـــاز قــامـــوا ســلَّــمــوا

يـا كــفَّـــهُ والــكـونُ يَـثْـبُـتُ عِــنـــدَهـــا
وبِـــدُونِــهــــا بـالـــغـــائــلاتِ يُــدمــدِمُ

ويُــطــاحُ مـــيــزانُ الــسـمــاءِ لـــقــطــعــهـا
فـيـعـيــثُ فـي أرضِ الــطــفـوفِ الـمــجـــرمُ

يُــســراهُ يُــســرٌ والــيـمــيــنُ بــيُـــمْـــنـِـهــا
لـلــعَــاطِـشِ الــظــامـي تَــزمُّ وتــــرحـــــمُ

قــد أصــبـــح الــتــكــويـــر دلـــو غـــمـــامـــــة
عـطــشــى ومــاءُ الــصــبِّ صــعـــب يُــلْــحِــمُ

والـعـيـنُ تــرقــبُ قُــربـــةً .. والــسـيــفُ فـــي
كــفٍّ لــرجـــفِ الـــمـــاءِ تـــرجـــف .. مَــخْـــرَمُ

ذا حـــال عـــبَّــــاس الـــذي قــــد تَــــمَّ فــــي
تــكــويـــرِهِ قـــمـــراً رهـــيـــفــــا يُــــكْـــلَــــمُ

لــمّـــا يـــرقُّ عــلــى الــعــيــال ويــحــتــسـي
عـطــشــاً لـهــم .. بـســؤالِــهِــم هُــوَ مُـلـزَمُ

عـمَّــاهُ عــطــشــى .. كــل حــرب رجـــالــهــم
صُـرِمَــتْ .. وهـــذي وحــدهـــا مــــن تَـــهْــــزِمُ

لا يــخــفـــق الــســيـــف الــذي يــهـــوي بــــه
إلاَّ وخــفـــقــــة مــــائــــهــــم تـــــتــــألــــمُ

فــــيـــــرقُّ ثُـــــمَّ يَـــــرقُّ حــــــدَّ تــــعــــلُّـــــلٍ
بــضــمــاهُ .. فــي الــكــفـــيــن مـاءٌ يُـلــجــمُ

يــا نـــفـــسُ هُــونــي أيُّ حــربٍ بـــعـــدهــــا
نــهـــرُ الـــفـــراتِ ومــــا حــــواهُ الــــمَــــأْثَــــــمُ

نــــهــــرُ الـــفُــــراتِ زلالُــــه فـــــي كـــــفِّــــــهِ
هــــو بـــاردٌ لــــكـــــن لِــــشُــــربٍ عَـــلْـــقَــــمُ

والـقـربــةُ الــمــــزجــــاةُ مِـــنْ حِـــمْـــلٍ لــكــي
تــبــقــى .. فــكــفٌّ بَـــعْـــد عــيــــن تــــخــــدمُ

مـا الـحــرب؟! قــد قـطـعــوا الـكـفــوف لــقــربــة
حُــمِــلَــتْ .. فَـكُــلُّ الــمــاءِ شُـــربــــاً عَـــنــــدمُ

والأرضُ لا وزنٌ لــــــهــــــا فـــــي رفـــــعِـــــهـــــا
والـــمـــاءُ فــــي أغـــــوارِهـــا يَــــتَــــفَـــــحَّـــــمُ

مــا الــحــربُ؟! هــل حـــربٌ بـــلا عــبَّــاسِـهـــا؟!
فــالــخــيــمــةُ الــظــمـــأى ظـــمــىً وتَــــنَــــدُّمُ

مـا الــحــربُ؟! عـيــنٌ أُطــفِــئـت بــســهــامـهــم
مــــن أي زاويـــــة بــــحـــــرب تـــــســـــهـــــمُ؟!

سـقـط الــجــوادُ لــســقـطــةِ الــعـبـاس عـن
ظــهــــرٍ لــــهُ .. يـــــا ســـقـــطــــةً لا تُـــرهَـــــمُ

وأتـــى الــحــســيـــنُ يَـــؤُمُّ مـــصــرعَــــهُ بــــــلا
ظــــهــــرٍ يـــــروغُ بِــــهِ .. فـــحـــتــمــاً يُــقــصــمُ

ويــقـــولُ: يـــا بــــطــــلاً رمــــى كــــل الــــعــــدا
بـــحـــرابِــــهِ .. والـــحـــــربُ فــــيــــه تـــــرنُّــــــمُ

هــا قــــد صُـــرِعْـــتَ أنــا أُجــهِّـــزُ مــــصـــرعــــي
بـــطـــريـــق أســــلاف لــــنــــا يـــســـتـــحــكـــمُ

فــالــطــف مــوقـــعـــة الــخـــلـــود ونـــحــن مـــن
أفــــلاكـــهــــا وســـمــــاؤهــــا لا تُـــــظْــــــلِــــــمُ

وجــهُ الــصــبــاحِ صــبـــاحُ عـــاشـــرَ فـــي الـــورى
رُغــــمَ الأســــى والــــدمــــعِ لا يَــــتَــــجَـــــهـَّـــمُ

شارك برأيك: