تعتبر القصيدة الملحنة في الموكب هي المكون الرئيس فيه، لذلك ارتبطت موضوعاتها بمنهج وفكر أهل البيت ع.
وهذه القصائد هي التي شكلت أدبا معينا له نمط خاص بالموكب. وسمات أدبية أفرزتها تلك الخصوصية في هذه الشعيرة.
وإن انطلقت هذه السمات وهذا النمط من الرثاء لأهل العصمة ع إلا أنها توسعت وامتدت إلى جوانب أخرى في ظلال منهج أهل البيت ع . خاصة في الموكب البحراني، إذ الموكب العراقي لا زال ملتزما بنهج القصيدة في الموكب من خلال الرثاء والبكاء وإظهار الولاء للسادة الأطهار ع ، رغم تطوره في أداء الألحان.
لذلك فالموكب البحراني أكثر توسعا في موضوعات قصيدة الموكب، فهي إلى جانب الرثاء تطرح موضوعات اجتماعية وقضايا سياسية وقضايا فكرية ودينية وثقافية.
فمثلا الرادود العملاق عبد الشهيد الثور تطرق إلى قضايا كثيرة في الموكب كقصيدته ((أهداف موكبنا اسمعها يا مسلم)) وقصيدة ((واصلي دور الكفاح يا مآتمنا)) وقصيدة ((وصيتي للشعوب)) وكذلك كثير من الرواديد العمالقة كالشيخ حسين الأكرف ومهدي سهوان والأخوين جعفر وصالح الدرازي وجعفر القشعمي وغيرهم كثير قد تناول موضوعات شتى في الموكب.
هذا التنوع والتعدد في الموكب البحراني أعطى خصوصية في إبراز سمات أدبية وفنية للقصيدة في الموكب.
كما أنها شكلت مادة خصبة للدراسات النقدية والفنية، بل شكلت مدارس خاصة لكل رادود. إن شاء الله في المقالات القادمة نقف عند بعض هذه المدارس والسمات الفنية لها.