من أعظم وأروع الدروس العملية في الحياة من قصة نبي الله سيدنا يوسف عليه هو قبول التائب في المجتمع. فالسيدة زليخة زوجة العزيز كانت سيدة تعيش حياة الترف واللهو والمجون، وعشقت النبي يوسف عليه السلام عشقا شهويا. لكن بعد ذلك تابت وسارت على طريق الهداية، وأمر الله جل وعلا نبيه يوسف أن يتزوجها. هنا من الأمر الإلهي للصديق يوسف عليه السلام، يجب أن نلتفت وننتبه إلى أن الإنسان الذي يتوب ويغير نفسه إلى الرشد والهداية علينا قبوله والتعايش معه بكل رحابة صدر.
وبكل صراحة هل يقبل منا أحد أن يتزوج من كانت مثل زليخة ثم تابت؟ وليت الأمر هكذا فقط أن نقبل الزواج أم لا. بل نسعى دائما للتذكير بماضي ذلك الشخص التائب، ونعيره بما كان يفعل. ونشك في توبته وإذا تقدم أحد من هؤلاء التائبين للزواج، تجدنا نسعى بجد واهتمام إلى التحذير من هذا العبد المسكين التائب.
ما نقوم به من ذلك يمكن يجعل هذا الإنسان الذي قرر التوبة، أن يتخلخل في ثباته على التوبة، مما يكون هناك احتمال للرجوع إلى طريق اللهو والمجون السابق أشد مما كان عليه سابقا. لا يجب أن نكون سببا في هروبه من الدين والمجتمع، علينا أن نتمثل ما كان في قصة توبة زليخة درسا عمليا نسير عليه، بأن نحتوي الإنسان التائب، وأن يندمج مع المجتمع اندماجا فاعلا. وأن نقبله فينا مادام تغير إلى طريق الخير والصلاح. كذلك على الإنسان الذي يغير حياته ويتوب ويترك ما كان عليه، أن يثبت للمجتمع صدق توبته ورجوعه إلى الله جل وعلا، ولا يضعف في خاصة في بداية الأمر، لأن المجتمع يريد أن يثق فيه فعلا، فتقبله في بداية الطريق يحتاج إلى جلد وصبر للقبول في المجتمع. غاية ما نريد هو استحضار الدرس العملي من توبة السيدة زليخة، بأن نقتدي بهذا المثل ونقبل الآخرين الذين يعودون إلى طريق الحق بصدق وإخلاص.