نفحات من حياة الإمام العسكري عليه السلام للاستاذ حسن كاظم

الأستاذ حسن كاظم

عظم الله أجوركم بوفاة مولانا الإمام الحسن العسكري عليه السلام، عاش إمامنا عليه السلام أواخر الدولة العباسية إبان سيطرة الأتراك عليها. ونتيجة تلك الأحداث السياسية الكبيرة برز دور الإمام عليه السلام بشكل واضح، وانتهج سياسة أربكت السلطة العباسية، مما جعلها تمارس الضغط عليه وسجنه عدة مرات.

وقد تمثلت سياسة الإمام ع في تعامله مع السلطة بالحذر وذلك لأن الإمام عليه السلام أراد من خلال مواقفه الحذرة (أن يفوّت على الحكم العباسي مخططه القاضي بدمج أئمة أهل البيت عليهم السلام وصهرهم في بوتقة الجهاز الحاكم وإخضاعهم للمراقبة الدائمة والإقامة الجبرية التي تهدف إلى عزلهم عن قواعدهم ومواليهم. فكان العسكري كوالده الإمام الهادي عليه السلام مكرهاً على مواصلة السلطة من خلال الحضور إلى بلاط الخليفة كل يوم اثنين وخميس. وقد استغل الإمام عليه السلام هذه السياسة لإيهام السلطة بعدم الخروج على سياستها. ليدفع عن أصحابه الضغط والملاحقات التي كانوا يتعرضون لها من قبل الدولة العباسية. ولكن من دون أن يعطي السلطة الغطاء الشرعي الذي يكرّس شرعيتها ويبرّر سياستها، كما يظهر ذلك واضحاً من خلال موقفه من ثورة الزنج التي اندلعت نتيجة ظلم السلطة وانغماسها في حياة الترف. وبفعل الفقر الشديد في أوساط الطبقات المستضعفة، وكانت بزعامة رجل ادّعى الانتساب إلى أهل البيت عليهم السلام، وقد أربكت هذه الثورة السلطة وكلفتها الكثير من الجهد للقضاء عليها، فكان موقفه تجاه هذه الثورة موقف الرفض ولكنه آثر السكوت وعدم إدانة تصرفاتها لكي لا تعتبر الإدانة تأييداً ضمنياً للدولة. وفعلاً انشغلت السلطة عن مراقبته بإخماد ثورة الزنج. مما سمح له أن يمارس دوره الرسالي التوجيهي والإرشادي. فكان يشجع أصحابه على إصدار الكتب والرسائل بالموضوعات الدينية الحيوية، وكان يطلّع عليها وينقحها).

هذه سياسة تحتاج من يدرسها ويطبقها، حتى نرتقي بالمجتمع، والأهم من كل ذلك أن نحافظ على مكتسباتنا ومصالحنا وأمورنا الدينية. إن هذا المنهج تنطوي تحته دروس كثيرة كم نحتاج أن نفهمها، ونسير على خطا أهل البيت عليهم السلام.

شارك برأيك: