في وطني للشاعر جواد هيات

جواد هيات

قضيتُ الليلة الليلاء
منسكباً على أخشاب نافذتي
أطالعُ في انطفاء الأفق أسقاما ترافقني
وترسلُ من ثقوبِ الكوخ آجالي
وتشعلني هموما تحرقُ الآمال إن ومضتْ
بريقا في سنا عيني
وداء الفقر يطويني
على صفحاته السوداء حاصرني
وقطّر عمري المهموم قطراتٍ يذوبني
ورقّع ثوبي المبتل بالأوجاع
أطعمني فتات القوم في العلنِ
فلا جوع سيسترني
ولا ظمأ يخبئ آهتي الثلكى
ويرحمني
فهذا الفقر يصهرني
بقعر البؤس أسكبني
ركاماً في ثرى وطني
سأرحلُ تاركا شجني
وأتركُ تمتمات الصبر تذكرني
واستبقي بقايا مدمعي علما
وبعضا من أنين الليل لمّا
يرمقن سكني
ستُنبتُني جراح الصمت أشجارا
من الصبار تثمر من لظى محني
سأرحلُ أنفثُ الأنفاس
من آهات آهاتي
لتلفظني
حطاما حيث ينظرني
صغاري ، ها هنا ميقاتي إحرامي
ستغسلني دموعي حين ترمقني
فلا أحتاج للماء الذي يشتاقه بدني
سألتحف الثرى كفنا فلن أحتاج للكفنِ
سأدفنُ مرة أخرى بطي الصمت
في وطني

شارك برأيك: