هرم ويُخلِي للشاعر سلمان عبد الحسين

محمد حسنين هيكل

رحل عملاق الصحافة العربية والعالمية وأحد كبار الشاهدين على العصر الأستاذ والمفكر والكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، رحل المصري المعطّر بشذى ناصر، فكان فراغ رحيله بفراغ واقعنا في العالم العربي، فوا حسرتاه من هرم حين يخلي موقعه إلى المجهول!!


سلمان عبد الحسين

هرم يغادر مصر وهو مقيمُ
ككبير عشق ما بها مفطومُ

هرم الشهودُ ولا يغيَّبُ شاهدٌ
هو بالشهادةِ فائضٌ محمومُ

ويكاد يقعي النيل يُخبتُ ماؤه
فيفيض نيلا آخرا ويدومُ

النيل ذاكرة لهيكل ما جرتْ
تجري بمصر مراكبٌ ونجومُ

هبة إلى النيل استوت وبهيكل
هبة إلى التاريخ فهو عليمُ

إنْ كان من قمرٍ سيجذب ماءه
مداًّ وجزرا والجمال وسومُ

هرم كهيكل فيه جذبة نيلها
لتصادرَ الأقمار حين يرومُ

آمنت بالوحي المقدس ناظما
وبهيكل ذا درِّه المنظومُ

آمنتُ أنَّ الناصرية سلعة
في الأدعياء وفيه لهي رسومُ

حتى التجاعيد التي سكنت به
لطريق ناصر وسمها مختومُ

آمنت بالأهرام تحفظ مصرنا
وبهيكل في الحفظ دام قديمُ

ومن استجد بمصر شاخ بيومه
وهو الذي أزرى به التعليم

آمنت بالأثقال إذ خفت بنا
الأحجام واستشرى بها التحجيم

فوزنت هيكل في مواريث هي
الأثقال والباقي يكون سديمُ

ووزنت مصر فقلت لا وزنت سوى
بمقاسه المقطوع وهو ضميمُ

فهو الذي يأتي على تفصالها
وبسرها هو عارف وكليمُ

فإذا استشاطت في القياس تمزَّقتْ
وقياس منقبض هو التكميمُ

مصرٌ بمسطرةٍ يُضيّعُ قدُّها
بقياس تعويم فليس تعومُ

هي سر ناصر في صميم رجاله
سقط القياس ليحكم التلزيمُ

ألزم بها قولا لهيكل تنتشي
ويطول فارعها وليس تهيمُ

ألزم بها درسا له من خبرة
هي جوف بطن الحوت وهو لقيمُ

بالدرس إنْ خرجت فمشهد يونس
ينسى التغاضب ما هو المذمومُ

وبمصر من كظم على عثراتها
من مثل هيكل في الرحيل كظيمُ؟!

هرم ويخلي .. أيُّ طود ثابت
فيما يراك به البصير يقيمُ؟!

فأمام أهرام ثلاثة مدفنٌ
عند الحسين .. أيسهل التقسيمُ؟!

هذا هو الفرز المُمِيتُ فطوِّبِى
جسدا إليه ففي الحسين نعيمُ

ومع الحسين تركت تاريخا إلى
النسيان .. عودي ما الجذور رميمُ

عودي .. فهيكل عاد نحو جذوره
فعلى بقايا روحه التسليمُ

شارك برأيك: