هذي البقيعُ وجنة الزهراءِ
قد خصصتها ملتقى الأبناءِ
من بعض ما ملكت بقيع غرقد
كعلامة لوراثة البطحاءِ
ورثت لمكة والمدينة .. لم تكن
مدن من الأقداس للغرباءِ
أو أنها مدن لغير الآل .. ذا
من وهم من عفُّوا قبور ولاءِ
يا سادتي .. أفراحنا .. أتراحنا
عند البقيع مِلاكُ أهل وفاءِ
وكذاك فعل تملُّكٍ هو فوق أن
تُعفى القبور لدارس الصحراءِ
اليوم نفرح في البقيع لباقر
في يوم مولده اكتسبت بهائي
وعرفتُ أنَّ مدينة لمحمد
في الولد تفرح فرحة استبقاءِ
فتلمُّهم دون الشتات مباهجا
في قلب فاطم رغم قبر خفاءِ
تخفى عن الأعداء أمّا ولدها
تحيي لهم فرحا بصوت حداءِ
قد جمَّعت في يوم مولد باقر
من كربلاء حسين باستثناءِ
حضنت إلى السجاد فهو جوارها
في القبر لا يحتاج لاستدعاءِ
ودعت رسول الله يحضر حفله
وعلي يسند فرحة الزهراءِ
والمجتبى فله الوفادة والقِرى
لضيوف أهل البيت في السراءِ
وعلى البقيع ستنشر الزينات ذا
من مشهد التاريخ في الإحياءِ
لكنه الأمل الذي مستقبلا
يستحضر المهديَّ في الأمناءِ
والإرث يبقى الإرث .. تُثبتُ فاطمُ
حقا .. وبالمهديِّ ركز لواءِ
سيضيء في ليل البقيع فرائحا
كبرى .. ويعمرها قباب رجاءِ
كي تزدهي فيها ديار المصطفى
كالأمس تبقى ملتقى الضعفاءِ
بل ملتقى الراجين أبياتا إلى
آل الرسول عفت بفعل جفاءِ
فلعلَّ أقسى الحب تشرق كربلا
من طمس شمس مدينة نوراءِ
أو أن ينبوعا يناسخ فرعه
فيغور إذ في الفرع أصل رواءِ
بحواضر الدنيا المدينة معلما
وبها البقيع تجمُّعُ الأضواءِ