يمتاز قلبي بعد حزن ودادِ
أنَّ المودَّةَ حزنها زوّادي
بمودتي للآل حزني صورتي
في كوثر متدفِّقِ الميعادِ
وأرى تطابقها بماء مدامعي
شفَّت لها من لقطة الصيّادِ
تصطاد وجهيَ وهو يجهم باكيا
إن مرَّ رزء الآل في الأعوادِ
صوتٌ على أعلى المنابر آخذي
لعلوِّهم في ندبة وتنادي
وعد الرحيل إلى رحيل آخر
متشابك والحزن في إسنادِ
وأنا بجدول حزنهم متجدول
روزنامتي من خارج المعتادِ
اليوم أفجعُ عن قرون أسلفت
وكأنني أفجعتُ في أولادي
للتوِّ حزني من حرارة ندبه
تعتيق ذا .. نار بلا إخمادِ
لا خمرة تلهي ولا حزن له
من طبع تكرار جراح نفادِ
أثكلت ثكل الآن عن أجل بلا
ساع توقته برزء الهادي
أثكلتُ من قتل الحسين تناسخا
في ولده بتعدد استشهادِ
فغدوت أندبهم وأحضر أجلهم
من ندبة الزهراء صوت الحادي
اليوم سامراء كل الأرض إذ
خصرت كبقعة أعظم الأورادِ
الوِرْدُ وِرْدُ مناحة وشكاية
وهداية وكذاك وِرْدُ جهادِ
مستنزلا صرخات من ملكوا بلا
ملك ومن لبسوا غواية عادِ
متوسِّما قللا بلا قمم أرى
بعليَّ قمة مستزلِّ الوادي
يا حزن .. يا ابن الجهاد بكلمة
والسيف متروك إلى الأغمادِ
هذا عليُّ ناصح متوكلا
حتى عن الكرسي خرَّ يُفادي
ويقول: يا ابن محمد أبكيتني
وأنا الذي أحيا بقلب جمادِ
عظة كلامك حيث سيفك مغمد
أيكون صوتك ماشق الإيجادِ؟!
أو فيه يمنع من طغى عن غفلة؟!
أم فيه تحقيرٌ لأهلِ عنادِ ؟!
ها قد وعظت فكنت وعظا بالغا
لكنهم كادوك شر كِيَادِ
سمُّوك .. بل بذروا بسمك قبة
هي كل سامراء في الأشهادِ
هي ما حويتَ لسرِّ آل محمد
عكس السجون وسيرة الأقيادِ
عكس الحصار .. إقامةٍ جبريةٍ
شئت البقاء بسيرة الأطوادِ
شئت البقاء بقبة ذهبية
كعلامة لتجمُّعِ الرًّوَادِ
فوراء حُرٍّ هاشميٍ تحفةُ
بمقام جنات مع الأجنادِ
كي يحرسون إلى المقام .. لفرحة
موعودة .. أو حزن ذي أمجادِ
ويُسوِّرُونَ الحزن عن متربص
فيكونَ آخرَ صفحة لِجِلادِ
هذي مجالدة بطعم الحزن أجل
الحزن فوق مشاعر استفقادِ
هي بعض تفصال الهوية فُصِّلتْ
بيد الدموع وخيط جرحٍ بادِي