عجيبٌ أنتَ يا حيدر
وعذبُكَ كُلُّهُ سُكَّر
خُلِقتَ بمبدأِ الرَّفضِ
وصبحُ العزِّ قَد أسفَر
وَنَبعُكَ دائمُ الرَّفدِ
يُغَذِّينا بما أَبهَر
مَلَكتَ مشارقَ الدنيا
فأنتَ لِوِردِها مَصدَر
تقولُ لها أَلاَ غُرِّي
جهولاً ما بِكِ فَكَّر
طَلاقاً بَائِناً مِنّي
أنا مَن قُلتُهُ أكبر
تَلوذُ بِكُم قوافينا
وحرفُ النُّورِ كَم يَفخَر
رَسَمتَ مباهجَ الدَّربِ
فَكُنتَ الخَطوَ والمعبَر
مليكَ القَلبِ مَوَّالٌ
وَبحرُكَ لم يَزَل يَزخَر
يفيضُ بلؤلؤِ العلمِ
وليس بجوفِهِ المنكر
فلا تُغرِيهِ لمَعَاتٌ
لمَِن في غَيِّهِ أَحقَر
وخيلُ المجدِ تَسرحُ في
مَدارِكَ يَا أَبا شُبَّر
فلا كُرسي الخلافةِ قد
يَزينُ الشمسَ إِذ تَظهَر
ولا ليلَ الظلامِ أتى
يُزيلُ النَّجمَ أو يَقدَر
ولا اِسمَ الرئيسِ ولا
سيوفاً حولَهُ تُشهَر
فَمَن عادَوكَ أينهُمُ
وُمَن نَاوَوكَ كَم تَخسَر
وتحكي عنكَ آياتٌ
جلالَ الفاهمِ الأَجدَر
طعنتَ الفقرَ مراتٍ
فما أحلاكَ يا حيدر
وتأكلُ يابسَ القُرصِ
فما أغواكَ ذا المنظر
حفرتَ الحبَّ في نفسٍ
تعيشُ ونبضُها يُذكَر
عجيبٌ أنتَ حيدرةٌ
فسبحانَ الذي صوَّر