زمانا .. لقد أوذيت فانتقل الصدى
أذى بزمان نحن نحياه موعدا
كأنَّ هتاف الوحي مازال جامدا
يشمِّع أذن الدهر يبرك في المدى
يقولون للإسلام كان انتماؤنا
ومن قد تغشينا النبي محمدا
نبيٌّ على وحي إذا قيل نافذ
فوقفا إلى التنفيذ والوحيُ قُيِّدا
وجرحا لقلب المصطفى باسم حبه
محضت الأذى محضا وقيل تَودُّدا
ألا أنت محتاج لنهنهة السما
لقلبك والوحي الذي قد تجلَّدا
فمثلك لو طقت الأذى واستخرته
عليك الأذى لا يستطيع التعوُّدا
إذا كان مجبورا لأنَّ بقومكم
ألداء .. قد يأتي إليك تورُّدا
هو المَسَدُ المفروش في دربك الذي
عروج السما بالطرف كان مُعبَّدا
أبو لهب الأزمان مسّدَ دربنا
فكنت به المعراج إذ شوكه الندى
ونحن ضحايا نهنات خديعة
لنا وقفة بالعقم تفقدنا المدى
لنا من زفير شهقة ورجوعها
حريق وغيم بالظنون تلبدا
فحدثْ عن الإسراء .. حتى سراتنا
إذا ما أرادوا الدرب باعوه مقودا
وحدث عن المعراج إن عروجنا
غياب بقعر الجب لما تصفَّدا
* * * *
أتيناك .. خلف النهنات حريقها
وخلف حريق الوجد قلب تمردا
وكدنا من الإيمان نكفر بالذي
خدعنا به أن قيل دين تجسدا
أتيناك .. صوت القعقعات حداؤنا
وقيل استراحات المحارب أن حدا
ولم نسترح يا سيدي .. فعروجنا
لقبر بمقياس الشهيد تحددا
ودون قبور الحرب لا شيء عندنا
ولا ألف مقياس يقيس المجردا
فإن شئت أشركنا بيوم صعودكم
لعرش السما .. فالميت الحيُّ صُعِّدا
وذاك خيارٌ .. فالصعود نهاية
لمن كان محروما .. ولا قولُ: لُحّدا
إلا إن هذا اليوم من مبعث الهدى
بنا كان يوم النهنهات وقدا بدا
فكل زفير الدهر نخرج دفعة
ونشهق عن كون كظيم لنسعدا
وفي الزفرة الأولى فأول كلمة
هتفنا به يا أحمدا كنت أحمدا
وفي شهقة منها الفجاءة خطفة
لأبصارنا نور النبوة عُمِّدا
فكان يقينا والعروج لكشفنا
كمن قد رأى ما ازداد مما رأى هدى
* * * *
إذا أنت قد أعطيت في رحلة السما
معادل ما جوبهت في الأرض مفردا
وكنت على التعويض تصرف رحمة
رصيدا من العرش السماوي رصدا
ترى كيف قد عوضت ما فضت بعده
برحمة رحمن على من قد تجحدا؟!