سَلوا النٍّصفَ مِنَ شعبانَ عَنْ نورِ فَجْرِهِ
وكيفَ جَنى مِنْهُ تَعاظُمَ قَدْرِهِ؟
فَقَد كانَ حُلْم الكَوْنَ قبلَ بُزوغِهِ
فَكيفَ الذي هدَّ البَلاءُ لِصبْرِهِ؟
ومَنْ سَحَقوا فيه كرامةَ عِزَّةٍ
وماتَ نارَ القهرِ تَضْرى بِقبرِه
مَضى وسِهامُ الظًّلمِ في كُلِّ بُقْعَةٍ
فَإنْ أخْطَأتْهُ قَدْ تُصيبُ لِغيرِهِ
ولكنَّهُ باقٍ على عَهْدِهِ الذي
تَعَهَّدَهُ مِنْ يومِ عالَمِ ذَرِّهِ
وما الحُلْمُ حُلْمَ المُسْلِمينَ لِوحْدِهِمْ
فَمِنْ آدمٍ كُلٌّ يَتوقُ لِعصرِه
بِه كُلُّ أصْحابِ الدِّياناتِ بَشَّروا
لِذا تُرْهِبُ الظُّلَّامَ رايَةُ نَصْرِهِ
نعمْ إنَّهُ المَهْدِيُّ روحي لَهُ الفِدا
متى يَمْتَطي نورُ الوجودِ لِمُهْرِهِ؟
لِيَمْلأَ بعدْ الظُّلْمِ والجَوْرِ أرْضَنا
بِقِسْطٍ وعَدْلٍ بعدَ تَحقيقِ ثَأْرِهِ
رِجالٌ كَما زُبُرِ الحديدِ تَحوطُهُ
إذا ما دَعا كُلٌ مُطيعٌ لِأمرِه
يسيرُ وفَتْكُ الرُّعْبِ يَسْبِقُ خَطْوَهُ
ومَنْ قدْ طَغى فَأْرٌ تَخَفَّى بِجُحْرِهِ
فَيا مَنْ يَذُبْ شَوْقاً لِيومِ ظُهورِهِ
فَدَعْ نَبْضَ كُلِّ العُمْرِ يَشْدو بِذكرِه