إلى أمهات عدة بقلم أ سلمان عبدالحسين

image

إلى أمهات عدة

إلى كل أم (1)

على سيرة الحب أعشق أمي
وأجـعـلـهـا فـوق كـل الـنـســاءِ

فمـنـهـا تـكـوّن لحمي وعظمي
ومـنـهـا مـلأت الـدنـا بـنــدائــي

لـقـد حـمـلـتـنـي كـرهـا بـرحـم
وقد أصبح الـكـرهُ أحـلـى انتمـاءِ

بـه وجع الـحـمـل قـبـضـاً بـضـمِّ
مـخـاض لـه صــفــة الانـتـشــاءِ

وكــنــتُ أظـنُّ ولادة نــجــمــي
بـأضـواء تـبـعـدنـي عـن فـنائـي

إذ اشتدَّ عودي وجلجل اسمـي
وصـرتُ قـلـيــل الـوفــا والـحـيـاءِ

ستـنـفـك عـنَّـيَ أُمِّـي بحلمـي
كمن رحمها كان سجن شقائي

وإذ بـالـتـي أنـجـبـتـنـي بـكظـم
عـلـى ألــم كــان ســر بـقـائـي

تـقـول فـكـاكـك عـنـي بـفـطــم
حديث التجنّي لما في وعـائـي

فـلـسـتُ حـلـيـبـا بـلـحـظـة زمِّ
وإنْ كان أصدق ما في حشائي

وما كان سقي الـحـليب المُـرِمِّ
لـكـي تـصلـب العـود كل روائـي

إنـا إنْ بـكـيـتَ بـســاعــة هـــمِّ
فـمـن ري دمـعـي يطول بكائـي

وإنْ تبتسمْ فـرحـا كان سهمي
كــذاك بــكــاء وصــــوت دعــــاء

وخـطـوك وهـو الـبـعـيـد بـرسم
يـلامـس أذنـي ويـتـلو حـدائــي

فـهـل مـا تـزالُ تـعـيـش بـوهـم
بـأنَّـك مـنـفـصـل عـن سـمائـي

وأنَّـك مـن بـعـد رحـمـي بـرجـم
غـدوت تـعـيـش حـيـاة اكـتـفــاءِ

سـتـحـتـاج حـضـنـي لأول ظلم
وتـبـكـي لـتـلـحـق ذيلي ورائي

ولـيـس الـمـحـب كأهون خصـم
ومـا فـطـرة الـحـب بـالانــتــقــاءِ

أنـا يـا جـسـور بـعـيــديَ أرمــي
إلـيـك بــطــوق نـجــاة افــتـــداء

أنـا مـا نـسـيـتـك يــومــا بـيــوم
فـكـن يـوم عـيـديَ خـيـر الجـزاء

وخـذ كـل عـامـك ركضـا كسهـم
ولـكـن بـيـومـي قـف بـانــحــنــاءِ

بـفـعـل ادكـارك دمـعـي يـهـمـي
أقـول: فـلا مـا نـسـاه عــنــائــي

أنـا أبـذل الـروح عـيـنـاي أدمـــي
عـلـى نـظـرة مـن قـلـيـل الوفــاء

وأرضـى بـذلـك إنّـك قِـــسْــمــِي
رضيتك في الوصل أو في الـجفـاء

الشاعر سلمان عبد الحسين

شارك برأيك: