يا جَعْدَةَ الأَشْعَثِ ما أَشْقاكِ
بِعْتي بِدُنْيا غَيْرِكِ أُخْراكا
لَكِنَّكِ خَسِرْتِ دُنْيَا الْغَدْرِ
فَهَلْ وَفَى لَكِ سَليلُ العُهْرِ؟
وَهَلْ سَليلُ المُصْطَفَى يُباعُ؟
وَهْوَ الَّذي إلَي الّهُدَى شُعاعُ
بَلْ هُوَ شَمْشٌ لا يَغيبُ نورُها
مَهْمَا الْحَياةُ أَوْغَلَتْ عُصورُها
وَالسُّمُّ لا يُميتُ روحَ الطُّهْرِ
وَالطُّهْرُ أَذْكَى مِنْ عَبيرِ الزَّهْرِ
وَالْمُجْتَبَى قُبَّتُهُ العَطاءُ
تَعْرِفُهُ الأَرْضُ كَذَا السَّماءُ
أَيا تُرَى هَلِ الْعَطاءُ يُهْدَمُ؟
كَلَّا وُلَا الْحَقُّ بِيَوْمٍ يُهْزَمُ
هَذَا الْبَقيعُ قِبْلَةُ العُشَّاقِ
آخَوْا حُشودَ كَرْبَلَا الْعِراقِ
كَيْ يَمْلَؤوا قَلْبَ الحَقودِ حَسْرَةْ
في يَوْمِهِ يَموتُ أَلْفَ مَرَّةْ
يَنْبُضُ قَلْبَ الزَّائِرينَ شَوْقا
فَهَلْ يُلامُ مَنْ تَرَوَّى عِشْقا؟