الأستاذ فاضل عباس هلال

سفيرُ الحسينِ أيا مسلمُ لقد خطَ في نحرك الصارمُ لأنتَ امتدادٌ لأمرِ السماء وما خِفتَ إذ جعجعَ الظالمُ سقيتَ الحياةَ بدمِّ الأباة ومنكَ ارتوى المجرمُ الناقمُ عليكَ التحايا بملء الزمان برغمِ الطغاةِ أيا مسلمُ

أقطفُ العمرَ حسينيَ المسالك علّني أحظى بوصلٍ من حَنانك فأنا المصلوبُ في الحبِّ كياني وورودي خانها دهرُ وِصالك أوثقتني قَسَمَاتٌ من دعاءٍ هيَ واللهِ المُنى يومَ نوالِك أنتَ لي أنشودةُ الحبِّ وأحلى من نميرِ الماءِ في روعةِ ذلك كلُّ أياميَ صحراءُ إذا ما كان بُعداًعن حَنانٍ من جِنانك فُقتُ قيساً …

خَرجَ الحسينُ إلى العراقِ النائي ليُعيدَ مجرى الدينِ للعلياءِ ومضى يُنَثِّرُ من نجيعِ دمائِهِ حتى نُحَلِّقَ في الذُّرا الشّماءِِ ومضى ليُطعمَ للمنايا لحمَهُ كي يستقيمَ النهجُ من إعياءِ ومضى بعترتِهِ الكرامِ ليشهدوا فِعلَ اللئامِ وخِسَّةَ الأعداءِ

وحكايةٍ قد سُطِّرت والكاتبُ النحرُ معشوقتي يا كربلا أمرُ الهوى أمرُ يا توأم العمرِ الذي أنوارهُ الفجرُ لازلتِ في قلبِ الهدى الأصداءُ والفكرُ * * * داويتِ أجراحَ الهدى إذ أنكِ أحرى وعصفتِ أرجاسَ العدى مَن حاولوا الغدرا وزرعتِ بستانَ الإبا للكونِ كالمسرى يا كربلا لا زلتِ في أعماقنا المجرى …

رَذاذُ الحبِّ يَغمُرُني بيومكَ يا أبا الحسنِ نعم أكملتَ إسلامي كأضحى الحجِّ والمننِ وفِطرُ الصومِ مختومٌ بوقتِ قبولهِ العلنِ فجئتُ لروضهِ العبقِ أُبايعُ يا أبا الحسنِ رضيتُكُ سيدي درباً إمامَ الحقِّ والسننِ غديركَ ساكنُ القلبِ بطهرِ الطهرِ واللبنِ وأدعو الله مبتهلاً بكلِّ الفخرِ في الزمنِ

مازلتُ آملُ منكَ العفوَ عن زللي فقد تمادت خيولُ العمرِ للعللِ رُحماكَ يا موئلَ الدمعاتِ لحظةَ إذ فُلَّت ركابي ومالَ الفكرُ للشَّللِ ُ سكرانُ من زيفِ دنياً كالعروسِ بدت تَصُدَّني عَبرَ خلطِ السُّمِّ بالعسلِ أنا الذي قد عصى الرحمنَ في ملأٍ وما استحى من قبيحِ الفعلِ والعملِ أنا الذي قد …

عَبَقُ المقابرِ ما يزال بخاطري من يومِ أن ضَمَّ الحبيبَ ترابُ عبقٌ به ذكرى السنينِ تجمَّعت وَيَلُفُّها لفَّ الحنينِ كتابُ فَأشمُّ نسرينَ الموَدَّةِ كُلَّما زُرتُ الحبيبَ بلهفةٍ تنسابُ وأذوبُ والقلبُ المحبُّ معذبٌ طافت بهِ أنَّاتُهُ الأغرابُ وأحسُّ أوصالي تمورُ كأنَّها لحنُ الغُروبِ تَلُمُّهُ الأهدابُ وتثورُ دمعاتُ اللقاءِ لبقعةٍ جالت بها …

على شرفةِ الهمِّ تبدو الحياة تُدغدغُ أنفسَنا الموجعات وينفلتُ الضوءُ في رعشةٍ يُؤذنُ في غيهبِ الحالكات ويبتسمُ الكونُ في محفلٍ من النورِ والأدمعِ الضارعات وينسابُ نهرُ الندى رائعاً يُجلجلُ في لهفةِ الكائنات وشمسٍ بموّالها الناصعِ تُلامسُ عمقاً به الأمنيات فتنهضُ من وحيِّها أمةٌ لنيلِ السجايا ودحرِ السباة

أُوزِّعُ وردَ إحساسي وما تحويهِ أَنفاسي من العَبقاتِ أحلاها ودمعِ النٍّد و الآسِ كنفحِ الروضِ لو هبّت ومرَّت كُلَّ جُلاّسِ تعالوا هاكُمُ قلبي وفيضاً مثلَ أجراسِ يطوفُ بساحِكُم قِدماً يُداعبُ منكُمُ القاسي

وَيَعصِرُ مُهجتي خَطبٌ أصابَ محمدَ الباقر سقوه السَّمَ بالغدرِ بفعلِ الناشزِ الفاجر فوآويلاهُ وآحزني لِشمعةِ مجدِنا الباهر كأنَّ الدّهرَ مجنونٌ ويمشي دونما باصر ليذبحَ آيةَ القُربى ويفجعَ كونَنا الزاهر ويُشجي المصطفى حقداً وآلَ البيتِ كالغَادر