الأستاذ فاضل عباس هلال

عَبَقُ المقابرِ ما يزال بخاطري من يومِ أن ضَمَّ الحبيبَ ترابُ عبقٌ به ذكرى السنينِ تجمَّعت وَيَلُفُّها لفَّ الحنينِ كتابُ فَأشمُّ نسرينَ الموَدَّةِ كُلَّما زُرتُ الحبيبَ بلهفةٍ تنسابُ وأذوبُ والقلبُ المحبُّ معذبٌ طافت بهِ أنَّاتُهُ الأغرابُ وأحسُّ أوصالي تمورُ كأنَّها لحنُ الغُروبِ تَلُمُّهُ الأهدابُ وتثورُ دمعاتُ اللقاءِ لبقعةٍ جالت بها …

على شرفةِ الهمِّ تبدو الحياة تُدغدغُ أنفسَنا الموجعات وينفلتُ الضوءُ في رعشةٍ يُؤذنُ في غيهبِ الحالكات ويبتسمُ الكونُ في محفلٍ من النورِ والأدمعِ الضارعات وينسابُ نهرُ الندى رائعاً يُجلجلُ في لهفةِ الكائنات وشمسٍ بموّالها الناصعِ تُلامسُ عمقاً به الأمنيات فتنهضُ من وحيِّها أمةٌ لنيلِ السجايا ودحرِ السباة

أُوزِّعُ وردَ إحساسي وما تحويهِ أَنفاسي من العَبقاتِ أحلاها ودمعِ النٍّد و الآسِ كنفحِ الروضِ لو هبّت ومرَّت كُلَّ جُلاّسِ تعالوا هاكُمُ قلبي وفيضاً مثلَ أجراسِ يطوفُ بساحِكُم قِدماً يُداعبُ منكُمُ القاسي

وَيَعصِرُ مُهجتي خَطبٌ أصابَ محمدَ الباقر سقوه السَّمَ بالغدرِ بفعلِ الناشزِ الفاجر فوآويلاهُ وآحزني لِشمعةِ مجدِنا الباهر كأنَّ الدّهرَ مجنونٌ ويمشي دونما باصر ليذبحَ آيةَ القُربى ويفجعَ كونَنا الزاهر ويُشجي المصطفى حقداً وآلَ البيتِ كالغَادر

طويتُ الهمَّ بالسجدات وزِحتُ الغَمَّ بالصدقات ورِحتُ بقلبيَ الحاني أُنادي الربَّ بالصلوات أنا أحتاجُ إحساناً جميلاً يمسحُ العثرات أنا أحتاجُ إيماناً قوياً في رحى الشهوات أنا أحتاجُ أنواراً تقارعُ غيهبَ الظلمات أنا أحتاجُ إلهاماً يُباعدُني عن العثرات

أبوايَ يا لحنَ المودةِ والنقاء أَ أُلامُ بالحبِ الذي صنعَ البهاء أبوايَ يا ريحانَ قد جادت به أنفاسُ روحٍ طالها وهجُ الضياء أبوايَ يا درعاً يقيني هجمةً من عسعساتٍ حاربت عزّ الهناء أبوايَ يا نهرَ الكرامةِ خلتني عُشباً تَوَرَّدَ في ضفافِ الأصفياء أبوايَ يا نبضاً توسَّطَ مهجتي وغدا يرتلُ في …

يا قاصداً بغدادَ والقلبُ جريح قف على قارعةِ المجدِ تصيح أيها العملاقُ في دنيا الخلود يركعُ الحبُّ لذيَّاكَ الضريح يا أبا الهادي ويا تاجَ المدى هذه عينُ النَّدى أمست تسيح وبكاكَ العلمُ في عليا علاه أنت فيضٌ للنُّهى أنتَ الصريح فأدر قُطبَ الرحى من نورِكم تُبعِدُ الهمَّ ملياً وتُزيح يا …

إذا ما توالت عليكَ الخطوب وجارَ الزمانُ بكلِّ الدُّروب وراعكَ خَطوٌ غريبٌ كؤود وَسُدَّت عليكَ فُجَاجُ الهروب فكن كالجبالِ تُناجي السماء ولا تَنظُرَنَّ لدنيا الغروب وقدِّم لِذَيَّاكَ هَديَ الولاء فها قد دعاكَ لفتحِ الغُيُوب وَثِق أنَّ لُطفاً خَفيَّ المُنى يُراودُ عنكَ جميلَ الطُّيوب وأنَّ المعالي تَزِفُّ النَّهار لِتَغسِلَ رَيناً أماتَ …

بسمل وقل بالحمدلا ذا الوجدُ بشراً أرسلا فاللهُ دمعزَ مجدَكم إذ كنتَ نوراً أفضلا تلك الحقيقةُ لبُّها يحتاجُ حصفاً مرسلا الواهبون عطاءَهم للهِ كانوا المشعلا والمخلِصون بعلمهم يبنون درباً أمثلا والمخلَصون تحوطهم كفُّ العنايةِ أولا متلفعون كرامةً وإزارُهم ما أجملا ! خِباً حثيثاً مشيُهم للعلمِ سيراً أكملا ودويُّهم أعطى الأنا …

وأدمنتُ الغوايةَ في هواكم ومالي غيرَ وجهتكم غواية وما أَلِفَ الكيانُ سوى حنينٍ به ريحُ المحبةِ والهداية خُلقتُ مع المعالي وهي زادي فلا أخشى المسيرَ إلى النهاية وفي نهجِ ابنِ موسى قد رأيتُ لذيذَ العيشِ من نِعَمِ الولاية فما خابت خُطايَ أو استعابت وما ضلَّت إلى أهلِ العَماية