الأستاذ جواد هيات

رضعتكَ من صدرِ أمي التي أنبتتكَ النخيل وروّتْ بهاءَ الحقولِ اخضراراً وكانتْ تحصّنُ سمرةَ تربِك من صبرِها تسِفُّ شريطَ الحصيرِ ورأسي على حجرها يسربلني ملفعٌ ترقّّع من فقرها فتغرقني في لذيذِ سباتي وتطحنُ قمحَك من طحنِها عندَ كلِّ مساء وتعجنُ خبزَك من دمعِها وبعض الدموعِ دماء ودخانُ قهوتِها تضاريسُ خارطةِ …

هي منجياتٌ حاسمة ومآثرٌ متلاطمةْ هي بسملاتُ وجودنا والمنزلاتُ الراحمة هي مكةٌ هي يثربٌ هي كربلاءُ الدائمة هي  عهدُ قائمِ عترةٍ بإباءِ زينبَ قائمة هي أمُ والدها وما أدراك ماهي فاطمة

للذين لا زالت أطلال المنزل القديم عالقة في ذاكرتهم وقفت بمنزل الصغرِ أدير بصمته بصري رجعت إليه متكئا على بوابة الكبرِ أحدث كل زاوية فكل جماده أثري هنا أبقيت ذاكرتي تسامر لهفة الحجرِ هنا زهو الطفولة لا يغادر ومضة البصرِ

هي سورةُ الفتحِ المبين ونصرها قرآن ُ مجد صادح الآياتِ قامتْ على يدها البطولة وانقضى عهدٌ توارث سلطةَ اللذاتِ وهي العزيزةُ لم يذل  إباؤها قادتْ بعزمها أقدس الثوراتِ هي زينبٌ والفضلُ يدرك فضلها يسمو بمرقدها سمو الذاتِ هي ملجأ الزفرات ِ حين تبثها حمم  البلاءِ وقبلة  الأناتِ خشعَ التصبرُ من …

أحبك أمي وأشتاق صبحك ضوءا يلاطفُ غفوةَ نومي ويسكبُ من راحتيك دلالا يبارك عزمي بطعم رغيفك نكهة حب تخالطُ دمي وأنتِ تشدُّين حقيبة درسي همسُ دعائك يورق يومي تبرعمني بين دفئها غصنا وتبعثني للمدارس لحنا ترافقني عينُ عطفك حتى التلاشي وطيفك يسكنُ حرفي و رسمي أحبك أمي وأشتاق ظل مسائك …

…. وداعا قدر الحياة هذا قدوم ورحيل واستقبال ووداع وأشد اللحظات تعذيبا تلك التي تغيّب من نحب دون استئذان لذلك وجب عليّ أن أودعكم قبل الأفول في التلاشي وحرمانكم من رؤية ذاتي أعلم أن ما أحدثته من ألم في قلوبكم النقية أكثر من سويعات السعادة ربما كنت سببا في اكفهرار …

ماذا تريد؟ والله أعطاك المزيد أفلم تكن عدما بعالمك الفريد؟ أفلم تكن خلقا جديد؟ قد كنت أمشاجا بحالكة الدجى تنمو وحيد من حبلك السري يأتيك مداد الله من رزق رغيد تنمو وفي استقبالك الدنيا بصدر عطوفة حشدت مشاعرها لميلاد سعيد ماذا تريد؟ والله سخّر ماتشاء إليك يأتيك المحال كما تريد …

مُجرّدٌ من كلِّ شيء أيها الإنسانْ إن غادرتك الروحُ يُبلى الجسد العريانْ مُجَرّدٌ أنت من المال و ما يمتع الأبدانْ مُجَرّدٌ من نسبِ الخلانْ ويسقطُ الاسمُ الذي كان لك العنوانْ فيسألون عندما تُفصّلُ الأكفانْ هل وصل ( الجثمانْ )؟ وعندما ينوون للصلاة خلفَ آلة حدباء لست سوى ( جنازةٍ ) …

أجريتُ  حبَكَ  في الجوىٰ وبكَ    الفؤادُ    توردَ فاسمعْ    ترنمَ    نبضهِ في   الخافقين     ترددَ و الثغرُ    ينطقُ   صادحاً بكَ   و  اللسانُ    تشهّدَ كالشهدِ ذكركَ إنْ جرى لما      أقول      محمدَ أنتَ   الحبيبُ  و منْ مضى في  عشقِ  ذاتكَ   عيّدَ تخضرُّ    قفرُ    حياتهِ ويرى    الجبورَ   تجددَ

أ بنيتي ها قد أتى الشتاء يلبّد الأجواء بالصقيع يسربل الأنحاء بارتعاشة غنّاء فاتخذي من غيمه الحالم معطفا ومن ضباب صبحه قبعة وانتعلي أفياءه حذاء وانطلقي فراشة تلثم كل زهرة تكتنز البهاء عودي إليه طفلة تحتضن المطر تلاحق القطرات عيناها وتجني بهما الثمر تخوض في المياه ما تشاء تداعب النخيل …