الأستاذ جواد هيات

  بغزةَ ينطقُ البأسُ وإنَّ الغالبَ اللهُ فما ترجوه تحصده ووعد النصرِ تلقاهُ وقد رَفعت مآذنُها أذانَ الصبرِ رباهُ وتشهد أنها ظُلمت قضاء ليس تخشاهُ بردم القصف ناهضة وموت العز تهواهُ وقامت تكتسي حللَ الإباءِ تشعُّ أحلاهُ ولا زالت على وجع وجرح الأرض أواهُ ونزف براءة الأطفال في الفردوس سكناهُ …

  ‏ليس كل الرزق مالا ربما الرزق انشراح وهناء يتوالى ربما عافية تسكنك العز و تكسوك الدلالا ربما من بيتك الطيني تشتاق لك الناس وتلقاك مثالا ربما كسرة خبز من يد متعبة سمراء تكفيك السؤالا ربما تمنحك النظرة في الخلق سموا وكمالا ربما بسمة طفل تملأ الدنيا جمالا

  أنا ممتنٌ إلى دور الإشارة شاكرا إتقانها الواجب ما تنجزه عين الجدارة تنجز المطلوب من دون عناءٍ ووعودٍ واستمارة وتدير الشارع المكتظ بالزوار فورا بإشارة تضع الوقت بقصد الحسم والتنظيم في أعلى الصدارة يقف الكلُّ على ميزانها منتظرا إذنا ولا تنفع واوا أو شطارة هي لا تعرف من أنت …

لماذا القلقْ؟ كأنّ الفضاءَ الرحيبَ عليك انغلق وثقل الظلامِ الرهيبِ عليك انطبقْ وكلُّ متاعٍ جميلٍ بنارِ اضطرابِ الشجون احترق تداعت عليك الهمومُ ويأكلُ منك الأرق لماذا القلق؟ فَمَنْ كان يرعاك لما خُلقت جنينا وأنت بطور العلقْ؟ ومن كان يعطي ويحنو لتنموَ غضًا ويبعث فيك الألق؟ فتدبير شأنك كل وجودك بأمر …

مِن سنينٍ نحنُ نستنكرُ بالكوفيةِ الشماء في دربِ الشهامة مِن سنينٍ في المسيراتِ وصرخات الشعاراتِ بحفلاتِ الفخامة كم ملأنا من خطابِ الشجبِ والتنديدِ أكياسَ القمامة وإذا عُدنا وضعنا صوتنا المغوارَ في غمدِ السلامة ونسينا أن في غزة ما قد زلزل الدنيا على كل أراضيها القيامة إنها حرب الكرامة .. جواد …

وأرى غزةَ كالطّفِ بأرزاءٍ عِظام لم يزلْ عاشر يُدميها بأهوالٍ اللئام بحصارٍ خانقٍ يجثو على صدرِ الكرام بَخلَ الماءُ ولم يرحمهم جيشُ الظلام حيث لا مأوى ووحش الموت لبّى الانتقام وبيوتٌ قُصفت في نَسْفِها حرقُ الخيام كم رضيع فطموه بالردى قبلَ الفِطام وبها كم من يتيم عافرٍ بين الركام كم …

  أيقظت ذاكرة الطفولة يا مطر أرجعتني  لجميل  أيام الصغر و يرطبُ الذكرى نداك إذا همى قطرا يقول إلى السعادة لا مفر و إليك يأخذني ضجيج تألقي و غرور نظراتي كمن وصل القمر و أبادل الحي المعتق فرحةً و نسيم هطلك في أزقته انتشر يتنفس الطين انهمار طهارة مما تجود …

  أبناءَ قلبي حملُكمْ قطر الندى فمعي تقاسمَ ثقلَكمْ كلُّ المَدى أنبتكم أغصان روحي بأضلعي لأظلّ أرسو شامخا متجلمدا ونهضتُ من بين الركام تشدني أوجاعُ غزة حين طوقنا الردى أمشي على أنقاض بيتي مرسلا غضبا بطوفان القداسة أرعدا فتشّتُ عن عينِ العُروبة هل تَرى جسدي المجنح هل تُرى مدت يدا؟ …

  لا تبالي نم قرير العين في دفء الليالي واغلق الباب ودع إحساسك المرهف يسمو بالدلالِ عشْ كما تحلو لك الدنيا بعيدا عن نزاعات وأنباء القتالِ قل أنا المسئول عن بيتي وأهلي وعيالي لستُ مهتمًا بمن يُقصف في غزة مشغول بحالي لستُ معنيا بأخبار فلسطين وليست في خيالي لا تبالي …

  غزة العزةِ لا تطلبُ مالا فهي تزدادُ ثراءً وكمالا وهي ما مدت يدًا تطلب زادا فلقد أشبعها العزُّ احتمالا ومتى استجدت من الكلِّ لباسا ولقد سربلها البأس الجلالا هي لا تحتاج دعما عاطفيا وخطابات خواء وسجالا لا تريد الآن تنديد سراب وشعارات لسانٍ واحتفالا هي تستنطق خيبات رجال خلقوا …