شعر

وَتَسبقُني تحيَّاتي لكِ يا أرضَ بُغدادِ لأَلثُمَ تربةً ضمَّت أبا الجودِ أبا الهادي فأَنشقُ مِن محياهُ كَأنّي البُلبلُ الشَّادي أَطوفُ بروضِ زنبقِهِ لأَغمُرَ عاطشي الصَّادي وتحملُني تباشيرٌ كأنسامِ النَّدى البَادي وأهمل مدمعي حتى أبلل ذلك  الوادي يعيشُ لنا جوادُ الآل ويسقطُ بالغِوى العَادي

أَمُعْتُصِمٌ بغدادُ مُلْكِكِ لمْ تَعُدْ مُلْكًا إلَيْكَ فَلِلْجَوادِ هَواها كَأَبيكَ لمْ تَحْصِدْ سِوَى لَعَناتِها في الأرضِ دَوَّتْ في السماءِ صَداها هَذِي الْحُشودُ إليهِ كانَ حَجيجُها وقلوبُها بَثَّتْ إليهِ وِلاها آهاتُها واسَتْ حَرارَةَ أَدْمُعٍ وعُيونُها واسَتْ لَهيبَ حَشاها فَتَوَقَّفَ الأَمْلاكُ عَنْ أَوْرادِهِمْ نَعْيُ المُحِبِّ إليهِ قَدْ أَبْكاها وضَريحُهُ لمْ يَخْلُ مِنْ …

وتبكي القوافي كذاك الحروف أيا غائباً عن منارِ الألوف أيا بنَ البتولةِ دَمعُ الغياب أذابَ المحاجِرَ حَدَّ الخسوف سُنونٌ من القهرِ والاضطهاد وشوقٌ بوجدانِنَا للعطوف تمادت علينا وحوشُ الفلاة ففتكٌ وجورٌ بأمضى السُّيوف حنانيكَ طالَ انتظارُ الخروج وآمالُنا لم تزل كالطُّيوف وواحاتُنا يعتريها الجفاف وأزهارُها واهياتُ القُطوف فَعُد للبساتينِ ماءَ …

سلام عليه و ألف السلام فموسى سيبقى الإمام الإمام مرام الحيارى وعالي المقام تلته الحناجر حلو الكلام لوجه صبوح و ثغر ضحوك تتوق اللقاء النفوس العظام تباشيره دوحة المصطفى تهدهد في الكون مثل السجام سناء يضيء السما و ينير ليال الأسى موحشات الظلام له عمة المجد حد التخوم وترمي البلايا …

وشوق بصدري لتلك القباب لأستاف من نورها المستطاب أراودُ عنها ليالي البعاد وأتلو لروحي حديث الغياب لمعصومة القم أخت الرضا تحرك قلبي كضوء الشهاب وسامرت نجم الثريا الجميل لمن ذكرها للكيان اقتراب

أطبقَ الحزنُ على الكونِ ظَلاما فامتشق يا صاحبَ الأمرِ حُساما نغمةُ الحبِّ تلاشت من دياري وغدت تشكو لمولاها القَتاما دمعةٌ قتلٌ وتفجيرٌ وجورٌ في رحى الأيامِ قد ذُقنا انهزاما وورودُ الرَّوضِ صفراءَ تراها خانَها الصبرُ وأبقاها حُطاما وعلى وَجنةِ آفاقي التياعٌ رَشَقَ الآتي ضَياعاً وَسِهاما فأدر يا صاحبَ العصرِ عيوناً …

على جمرِ المسافةِ ما انثنينا وواصلنا الإرادةَ والعزيمَة وجاوزنا الرعونةَ والصِّعَابا وأكَّدنا ثوابِتَنا القديمَة رسمنَا منهجَ الإصرارِ درباً وتحمِلُنَا منابتُنا العظيمَة لنا في الشمسِ أحلامُ الكرامِ ووقتُ ضيائِها يجلو الظَّليمَة ويرسلُ ثغرُنا ورداً وعطراً ولا نرضى المذلَّةَ والهَضيمَة تباريحُ الزمانِ غدت هباءً طوينَاها كأعجازٍ عقيمَة ونشدو للحياةِ جمالَ فكر ٍ …

تغازلنا المباهج في ثراها ويكنفنا الولاء على حماها وكل دعائنا نبض شفيف يطير بنا إلى أسمى سماها إذا صلى الكيان على الرسول تهللت الجهات بنور طه وعين عليِّها ترعى خطانا وترشدنا إلى عليا مناها وما برح الزمان بكل شبر يخط ملاحما تحكي نقاها نعم حلو المشاهد أرض مشهد هي الجنات …

ما العيدُ يا فرحي إلا هداياكا يا قرة العين كيف العيد لولاكا ؟ أسمو على ناظر الدنيا بمفتخري وفي الحشا جمرة إذ كيف أنساكا فالعيد أن أدع الأشعار تملأني لحناً تردد مبهورا بلقياكا ومن رضاب الشذا أزهو على محني كأنني بلبل من فوق يمناكا لو تطلب القلب في كفيك أبذله …

حيّ الصمود وفورة الإصرار لا يكتوي بالنار من في النار ملهوبُ فكرٍ قاهرُ متمرِّدٌ أحنى الجبالَ كثائرِ الإعصارِ من بين فكَّيه الصلابة أطبقت جمراً تقلب في لهيبِ  أوار طبع الأسود إذا تقرب معتد لعرينها وافته بالأشفارِ بل ذاك بركانٌ يضج مكبرا في عزة وبطولة وفخار رضعته ملحمة الطفوف بحنكةٍ فغدا …