أحدث المواضيع

دراسة ، قارئية الكتاب .. بقلم الأستاذ محمد هلال

الأستاذ محمد مكي هلال
الأستاذ محمد مكي هلال

المقدمة:

تعد بحوث القارئية، والتي تبحث في جمهور المادة المقروءة من البحوث الجديرة بالاهتمام والتقدير في الأمم المتقدمة، كونها تتيح الوقوف بشكل علمي على توجهات وتفضيلات القراء. ويُعد الكتاب أحد أهم وسائل الاتصال التي غيرت مجرى تاريخ الأمم والدول، فبالاهتمام به أو هجره يتضح مستقبلها.

ولا نستبعد أهمية الوسائل الإعلامية الأخرى مثل التلفاز والصحافة والإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في الأفراد والمجتمعات وتشكيل الوعي الجمعي، وانتشارها الكبير مقارنة بالكتاب لكونه وسيلة اتصال ذات سمات وخصائص مغايرة نوعًا ما لسمات وسائل الاتصال الأخرى، ورغم ذلك فقد حازت وسائل الإعلام التقليدية، ومؤخرًا المستحدثة على القدر الأكبر من الجهد البحثي، مقابل ضعف الاهتمام الواضح بالجهود البحثية التي تركز على الكتاب كوسيلة اتصال لها جمهورها وتأثيرها العميق، لهذا كان من المهم الالتفات البحثي والعلمي الذي يسعى إلى الكشف عن أهمية هذه الوسيلة الاتصالية، وطبيعة الجمهور المتلقي لها.

وتكمن أهمية الدراسة الحالية في كونها الأولى من نوعها في مملكة البحرين، فما وجد كان عبارة عن مقالات متناثرة تتناول الموضوع بشكل عام، وتقتبس معظم معلوماتها من دراسات خارج البحرين.

ويسعى الباحث من خلال هذه الدراسة إلى الكشف عن قارئية الكتاب في مملكة البحرين لدى القراء من خلال دراسة ميدانية أجريت على مجموعة من القراء – لكشف خصائص هذه الفئة المهمة في المجتمع، وتنوعاتهم ودوافعهم وميولهم للقراءة وأنماط تعرضهم للكتب.. وغيرها من السمات والخصائص والجوانب.

 يمكنكم قراءة الدراسة كاملةً عن طريق الرابط التالي : 

قارئية الكتاب في مملكة البحرين

وهنا يمكنكم قراءة ملخص الدراسة :

ملخص الدراسة:

عنوان الدراسة: قارئية الكتاب في مملكة البحرين دراسة في أنماط وتفضيلات القراء البحرينيين

الباحث: محمد مكي علي هلال

هدفت الدراسة لقياس مستوى قارئية الكتاب لدى القراء البحرينيين، مع التعرف على أنماط واتجاهات قارئية الكتاب لديهم، والكشف عن الموضوعات التي يفضلون مطالعتها ومتابعتها، وتبيين دوافعهم القارئية، ورصد اتجاهاتهم نحو القراءة في ضوء متغيرات العصر التقنية، بالكشف عن تأثير تقنيات الاتصال الحديثة على قارئية الكتاب لديهم.

ولتحقيق أهداف الدراسة أجرى الباحث صحيفة استبيان لاستخدامها أداة جمع معلومات البحث وتحليلها للخروج بالنتائج، إلى جانبها تم إجراء مقابلات شخصية بأسئلة مفتوحة مع قراء وناشرين وأصحاب مكتبات لمقارنة النتائج ومقابلتها للتأكد منها، وقد تم إجراء الاستبيان في أبريل 2017م.

تم اختيار عينة الدراسة بطريقة عمدية، وهم فئة قراء الكتب – خارج إطار المنهج الدراسي- فقط بمملكة البحرين، واستبعاد فئة عدم قارئي الكتاب بمملكة البحرين من الإجابة على الاستبانة، وقد أجاب على الاستبيان 390 قارئًا بحرينيًا، وتم إجراء 8 مقابلات بأسئلة مفتوحة مع قراء، و3 مقابلات مع ناشرين وأصحاب مكتبات بيع الكتب، لمقارنة ومقاربة النتائج والتأكد منها.

وخلصت الدراسة إلى نتائج، من أهمها أن فئة القراء البحرينيين يعتمدون على الكتاب كأكثر وسيلة لتلقي المعرفة، ويتعدى منهم نسبة (45.4%) معدل قراءتهم 4 ساعات في الأسبوع، في حين يستطيع نسبة ( 67%) منهم إنهاء كتاب أو أكثر في الشهر.

وأظهرت الدراسة أن القراء البحرينيين يفضلون بتفوق واضح وكبير قراءة الكتب الأدبية بالدرجة الأولى، يليها قراءة الكتب الدينية، ثم قراءة الكتب التاريخية وبنسبة قريبة منها قراءة كتب التنمية البشرية. فيما بينت الدراسة أن القراء البحرينيين يقرؤون بدافع تطوير الثقافة العامة وهدف الحصول على المعلومة بالدرجة الأولى.

وكشفت الدراسة أن القراء البحرينيين يفضلون الكتاب المطبوع على حساب الكتاب الإلكتروني بنسبة (83.6%)، في حين من قرر منهم التوجه إلى الكتاب الإلكتروني بشكل كلي في المستقبل نسبة (12.8%) فقط، والغالب قرر انه سينتقل إليه بشكل جزئي بنسبة (53.6%)، بينما يرفض نسبة (33.6%) من القراء فكرة التوجه إلى الكتاب الإلكتروني والبقاء على الكتاب المطبوع.

ويعدّ القراء البحرينيون القراءة باستخدام الوسائط المتعددة (الملتي ميديا) مشتتة لانتباههم وتركيزهم بنسبة (45.6%)، بالمقابل يعدها نسبة (27.4%) منهم ممتعة ومفيدة جدًا في القراءة، في حين لا يفرق نسبة (26.9%) منهم بين القراءة في الكتاب الإلكتروني والكتاب المطبوع.

ويتوقع القراء البحرينيون بنسبة (53.1%) أن التطور الكبير في القارئات الإلكترونية الجديدة مثل جهاز Kindle وغيرها ستحدث نقلة وتطور في قراءة الكتب الإلكترونية بين القراء، بالمقابل لم يسمع أو يعرف عنها نسبة (28.8%) من القراء، في حين قررت نسبة (18.5%) منهم أنها غير مجدية وعملية لعملية القراءة. أما خدمة الكتاب المسموع ( الكتب الصوتية ) فلم يجربها نسبة (55.9%) من القراء البحرينيين حتى الآن.

وأوضحت الدراسة أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت سلبًا على القراء في مجال قراءة الكتب بنسبة (46.6%)، فيما عدَّت نسبة (29.5%) من القراء أن وسائل التواصل الاجتماعي شجعتها على القراءة، ونسبة (23.8%) لم تتأثر قراءتهم للكتب سلبًا أو ايجابًا بوجودها.

وكشفت الدراسة أن القراء البحرينيين يعتمدون بالدرجة الأولى القراءة باللغة العربية بنسبة (85.1%)، فيما يعتمد نسبة (13.1%) من القراء البحرينيين على القراءة باللغة الإنكليزية بالدرجة الأولى، ولم تظهر أرقام تذكر للغات أخرى. كما أوضحت الدراسة أن التحفيز الذاتي هو المحرك الأول لتنمية السلوك القرائي لديهم بنسبة كبيرة مقارنة ببقية الحوافز، بالمقابل كان عدم توافر الوقت أكبر عوائق القراءة.

فيما بينت الدراسة أن القراء البحرينيين يختارون الكتاب لاقتنائه وقراءته بسبب موضوعه ومحتواه بالدرجة الأولى حيث حصل على أعلى درجة تأثير بدرجة كبيرة.

ويزور القراء البحرينيين معارض الكتب في البحرين بشكل دائم بنسبة (52.6%)، فيما يزوره منهم بين حين وآخر (34.9%)، ولكن (12.6%) من هؤلاء القراء يزورون هذه المعارض نادرًا. حيث يقتني القراء البحرينيين الكتب من معارض الكتب المقامة في البحرين بالدرجة الأولى بنسبة (38.2%)، يليها اقتناء الكتب من المكتبات التجارية في البحرين بنسبة (26.7%)، في حين يقوم نسبة (16.9%) منهم بتحميل النسخ الكترونيًا من الانترنت. وتبرز هذه النتيجة أهمية إقامة معارض الكتب كونها تشكل أحد أبرز قنوات انتشار الكتاب بين القراء.

تحظى مكتبات البحرين التجارية بدرجة قبول متوسط بين القراء البحرينيين في تلبية الطموحات القرائية لديهم وأسعار الكتب وتجددها وتنوعها. ولم تتعد نسبة القراء البحرينيين الدائمين على زيارة المكتبات العامة (5.6%)، ويزورها أحيانًا (29.7%) منهم، فيما يندر زيارتهم للمكتبات العامة بنسبة (64.6%).

وأوصت الدراسة إجراء البحوث المتخصصة في قارئية الكتاب متعددة الجوانب والفئات والأوقات، تشرف عليها الجهات المختصة عبر مراكز دراسات وباحثين متخصصين ومفرغين لتشخيص حال القراءة ووضع الحلول والاقتراحات، ومن ثم تنفيذها كمشاريع استراتيجية لتطوير حالها، فمعظم بحوث قارئية الكتاب التي اطلع عليها الباحث في الدول الأخرى تم إجراؤها من قبل جهات رسمية في الدولة أو تابعة لمؤسسات كبيرة تريد زيادة مبيعاتها ونشاطها، يتم فيها دراسة فئة القراء وغير القراء، وأسباب تدني نسبة القراءة ووسائل جذب الفئة غير القارئة، وسبل رعاية القراء وأنشطتهم وتطويرها حسب النتائج.

شارك برأيك: