وَقَفَ الْمُحِبُّ بِلَيْلَةِ الْعِشْرينِ
يَنْعَى بِقَلْبٍ مُكْمَدٍ مَحْزونِ
يَنْعَى الْإمامَ الْمُرْتَضَى عَلَمَ الْهُدَى
نَفْسَ الرَّسولِ نَعَمْ وَحامِي الدِّينِ
بِجِوارِ مَنْزِلِهِ الشَّريفِ غَدَا الْأَسَى
يُدْمِي الْقُلوبَ كَطَعْنَةِ السِّكِّينِ
فَإذا عَلا نَعْيُ الهَواشِمِ مَنْ يَصِفْ
حالَ الْيَتيمِ وَلَوْعَةَ الْمِسْكينِ
ذا صاحِبُ الْقَلْبِ الَّذي يَحْنو وَذا
كَالْكَهْفِ عَنْ نِوَبِ الزَّمانِ حَصينِ
فَإذا مَضَى هَدَّ الزَّمانُ أَساسَهُ
وَغَدَا الزَّمانُ كَقَسْوَةِ التِّنِّينِ
كَفُّ الْإمامِ بِلَمْسَةٍ تُخْفِي الْأَسَى
وَكَذاكَ تَمْسَحُ دَمْعَةَ الْمَغْبونِ
* * * * *
أَبَتاهُ أَيْتامُ الشَّريعَةِ كُلُّهُمْ
تَخْشَى أَذِيَّةَ حاقِدٍ مَجْنونِ
لَكِنَّهُمْ مَسَكوا بِحَبْلِ وِلائِكُمْ
وَهْوَ الْمَلاذُ لَنا لِيَوْمِ الدِّينِ