من عناصر التربية الروحية في شهر رمضان بقلم الاستاذ رجب صالح

 

من عناصر التربية الروحية
في شهر رمضان

مقدمة
لكل عبادة في الإسلام قيمة روحية وأخلاقية يصطبغ بها سلوك الإنسان ويتأدب بها فكره وتتعدل بها عقيدته ، فالصلاة تعزز قيمة التوحيد والإرتباط بالله ، والزكاة والصدقة تعززان قيمة التكافل والتعاون ، والحج يعزز قيمة التوحيد والتسليم المطلق لله .
أما هنا سنتعرف على جملة من العناصر و القيم الروحية والأخلاقية التي تنطوي عليها عبادة الصوم في شهر رمضان المبارك وهي كالآتي :

1️⃣ : التربية على التقوى .
قال الله في كتابه المجيد :
( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
فشهر رمضان وصومه دورة تدريبية تُوجِدْ في نفس الإنسان قوةً وملكةً تمنحه مناعةً روحيةً واخلاقيةً فتؤصل في سلوكه الالتزامَ بالحكم الشرعي ، وعدم التعدي على حدود الله ومحارمه .
ونتيجة ذلك أن تتحقق التقوى العملية في نفس و قلب العبد المؤمن .

2️⃣ التربية على التوبة
والاستغفار
فقد ورد عن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله في خطبته لاستقبال شهر رمضان أنه قال :
( أيها الناس إنَّ أنفسكم مرهونةٌ بأعمالكم ففكوها باستغفاركم )
، وأيضًا روي عن الإمام السجاد عليه السلام أنه قال : ( انت الذي فتحت بابا الى عفوك سميته التوبة ، فقلت توبوا الى الله توبة نصوحا ، فما عذرُ مَنْ أغفل دخول الباب بعد فتحه . )
وقد خص الله ليلةً من ليالي شهر رمضان المبارك إذا اغتنمها العبد المؤمن وأحسن العملَ فيها فالنتيجة ستكون أنه سيخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وهذه الليلة هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .

3️⃣ التربية على احترام الآخرين وتوقيرهم وصلة الأرحام
فقد ورد التوجيه والإرشاد بهذا الخصوص في خطبة النبي (ص) في استقبال شهر رمضان حيث قال صلى الله عليه وآله :
(وقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم )
فلا شك ان هذه الممارسات الأخلاقية العملية من توقير الكبير
و رحمة الصغير وصلة الأرحام ستنعكس على المجتمع المؤمن .
خاصةً أن الله قد خص هذا الشهر بصلة الارحام كما فهمنا من قول النبي و كما نفهم أيضًا من المقطع التالي من خطبة للرسول ( ص ) حيث قال :
( ومن وصل فيه رَحِمَهُ وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه )
والنتيجة تزداد وتتقوَّى أواصرُ الألفةِ والمحبةِ والترابطِ والتكافلِ وتتحقق قيمةٌ أخلاقيةٌ في المجتمع المؤمن وهي قيمةُ الأحترامِ والعطفِ والتراحم .

4️⃣ التربية على تحقيق الانتصار والصبر
إن عبادة الصوم تربي المؤمنين والمؤمنات على التحكم بغرائز النفس وشهواتها ، فعليها أي النفس الإقلاع عن العادات السيئة .
ومن جهة أخرى فإنَّ الصيام يجعل الإنسان المؤمن قادرا على إمساكِ شهوة البطن والفرج وغيرها حتى لاتكون النفس أسيرةً للشهوات والمحرمات .
والنتيجة أن يكون الإنسان المؤمن أكثر قدرة على تحقيق التحمل والصبر والتغلب على الشهوات والسيطرة عليها .

5️⃣ التربية على استشعار القرب الإلهي
استشعار القرب الإلهي يتحقق من خلال الإلتزام بفنون الدعاء التي خصها الله لعباده في شهر رمضان ، فكل أوقات ليالي شهر رمضان مملؤة بالدعاء وخاصة في أوقات السحر و في جوف الليل لا سيما ليلة القدر .
النتيجة : من خلال التزام المؤمن بالدعاء الكثير في شهر رمضان ، فإنه يستشعر بقوةٍ أنه قريبٌ من ربه كما ورد في قوله تعالى :
( واذا سألك عبادي عني فإن قريب أُجيب دعوة الداع اذا دعانِ ) .

الخاتمة
هذه بعض عناصر التربية الروحية التي يحققها هذا الشهر الكريم في نفوس المؤمنين الصائمين ، و لاشك أنَّ هناك عناصر أخرى من عناصر التربية الروحية في هذا الشهر الفضيل لا يسع المجال هنا للتطرق إليها

 

 

شارك برأيك: