نويدرات بلدي بقلم المرحوم الحاج أحمد علي هلال

نويدرات اليك السؤود السَّاني
وفاز سكَّانك يا خير بلدان

يطير قلبي شوقا حين أذكرك
لأنِّ رآح هواك كان إنساني

كأن تُربك تبراً والحصى درراً
وأنت جنَّة عدن قطفها دآني

وفي بقاعك قوم المجد قد زلوا
فاكرم بهم من كهول بل وشبِّان

*****

نويدرات أليك جُلَّ أشواقي
وأنت كالبدر نوراً فوق آفاق

أوأنِّك روضة بالدوح مفعمة
وسقيك سيل سحب سال دفّاق

أوأنَّك جنة بالحسن زاهية
وفيك طير الهنا يشدد بأشواقه

وفيك قوماً إذا ماصِيح باسمهو
لدى الهياج فهم ماء المشتاق

وأن دُعُو المزايا الخير خلتهموا
كمغرم هائم في بيت مشَّتاق

*****

نويدرات حُبيتِ بالكرآمات
ومات حاسدك غيظا وحسرآت

ودُمتِ للأهل أمَّاً لامثيل ليها
جِنان عطفك ممدوح النهايات

فسَّرني اليوم أن أذكرك يا بلدي
وأن أُنظِّم في معناك أبياتي

وفيض كفَّك في الأهلين منسكبا
كهاطل الطَّل أو فيض السحابات

وإنت أتت عُدِّلي تبغي مصادرتي
منحت وفد هموا أسنى الكرآمة

وحيث مانشرو في النَّاس مظلمتي
بسطتُ للعفوا رآحات اعترافاتي

أقول والأنس تُطيعني مباهجة
وأصفق الكفَّ مع تلك المقالات

ماذقتُ ياعاذلي كأسا به كرعت
أهل المكارم في نيل الكرآسات

فهاك قول رسول الله سيُدنا
قولاً تبادله أهل الروآيات

حبُّ البلاد من الإيمان مصدره
هذا أذا كنت من أهل الروآيات

وإن تكذَّب فيما قد علمت به
ففي جهنَّم مثوى الكافر العاتي

والختم صلَّوا على المختار سَّيدنا
وآله الغرّ أرباب الكمالات

*****

نويدرات إليك باذخ الشرف
وأنت بالعدل والإيمان تتَّصفي

وأنت بحر سُخا قد فاض غامره
وأهلك الدرّ مكنونين قي الصدف

أيضا وفيك شباب طاب ناشئهم
لأنهم حالفوا الطريق البخل والسرف

وهم أسود أذا ماشئت نُجدتهم
وهم كرام إذا ضيف على عسف

فلا ألآم إذا م جئت أمدحهم
ولا أقال سفيهاً أو على سخف

ومن يقل ذاك شاب الرين ضامره
وأنَّه عن بيان الحق في سدف

لو شئت عرَّفته مقدار رتبته
لكننَّي عند قول الهجت لست أفي

ولاَ يهمِني شخص كان يقصعني
وقوله كهبوب الريح في السعف

*****

نحن بني نويدرات البررة
لا مستبدَّين ولا مُستأثره

بل إننا للحقّ تفقوا أثره
بنيُّنا محمد خير الورى

صلَّى عليه المالك المقتدره
أمامنا الطهر المسمّى حيدره

وهازم الأحزاب يوم الزمجره
أعني علياً ذا العلا والمفخرة

ونحن كلُّنا أسود كاسرة
فمن يُعايِنّا يرى مالا يره

يرى عذابا ليس عنه مصدره
ياسامعون نغمتي الميسِّت

صلَّو على محمد سيد الورى
وآله الغرّ الكرام الخِيره

وأَّننيِ أرجو قبول المعذري
إن كنت حقكموا مُقصَّرا

فما تركت مستهتر
لكنَّني كنت عديم المقدره