الرحلة الأولى (المستحيلات) بقلم الأستاذ رياض سند

غير معروف(2)

علنا ابتعدنا عن زمن المعجزات وكذلك ما يسمى (المستحيلات) وذلك بسبب التطورالتكنولوجي المذهل الذي نعيشه مما ذلل لنا كل أنواع المستحيل، لذلك قررتُ أن أذهب في رحلة في بلادي علني أجدُ شيئا لا تستطيع التكنولوجيا تذليله.

الرحلة الاولى: قررتُ الذهاب إلى أحد المجمعات لعلني أشاهد شيئاً مستحيلاً وبالفعل فقد بدأ اليأس يتسرب شيئا فشيئا. بينما كنت أسير هنا وهناك أتأملُ المارة، فهذا يفاصل، وذك يعاين، وهذه تسحب طفلها، وتلك تحمل أغراضها بتهكم وتجر أطفالها وعيونهم ترنو تجاه المحل قد افترسوه نظرا. وبين ذلك وذاك سمعنا جميعاً صوتاً قوياً فاتجهت العيون ناحية الصوت وشاهدتُ امرأةً تصفع رجلاً صفعة قوية جدا جداجدا.

تسمرت الحياة في المجمع وتوقفت كل مظاهر الحياة، وخيم الصمت على الجميع حتى رأيتُ بالونات التفكير على رأس كل فرد وقد نسجت قصةً عن كيفية حدوث الصفعة. فقد نُسِجت ٢٩١ قصة من ٢٩١ فردا كانو هناك، عفوا ٢٩٢ قصة فعندما ساد الصمت سمعتُ نملتين تتحدثان مع بعضهما فتقول الاولى: االتتهخنخمنت.
وترد الاخرى: ناهتاقنتنمم.

وكان حديثهما بالطبع عن الصفعة ولم تنتهي المحادثة إلا بمشاجرة تطوعتُ بفض النزاع بينهما، الغريب في ٢٩١ قصة عفوا ٢٩٢ قصة أنها كانت سلبية فلم تكن اي منها تتناول الموضوع بشكل ايجابي.

تبعتهما حتى وصلا الى موقف السيارات وركبا نفس السيارة وبسرعة تكلمت المرأة معتذرة بأنها أرادت إزالة الجل الذي وضعته للتجربة ومع صدى الصوت ظهر وكأنه صوت صفعة، ابتسم الرجل وأدار محرك السيارة وانطلقت بهم فعرفتُ أنه من المستحيل أن نظن الخير بغيرنا أبدا.

شارك برأيك: